أكد أمين عام مؤسسة الإمام الخوئي في العراق السيد جواد الخوئي على قوة ومتانة العلاقة التي تربط مؤسسة الإمام الخوئي بالتيارات والأحزاب العراقية التي تتفق معها في وجهات النظر.
وقال السيد الخوئي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس في ديوان وكيل السيد علي السيستاني في الكويت آية الله السيد أبوالقاسم الديباجي ان «ما ندعو إليه هو ابراز قوى مدنية تعمل من أجل العراق لا من أجل المحاصصة الطائفية لتحل فيما بعد محل قوات التحالف التي لو خرجت دون جدولة ستقع أمور لا تحمد عقباها»، مشيرا الى ان ما حصل في العراق بعد تحريره هو بناء حكومة وليس دولة تشارك فيها جميع فئات المجتمع العراقي.
وأوضح الخوئي موقف السيد السيستاني الداعم للحكومة العراقية، وقال ان «السيد يدافع عن حقوق السنة قبل حقوق الشيعة وهو دائم القول لو هدم بعض المتطرفين السنة قرية كاملة من الشيعة لا أسمح لكم بتهديم بيت واحد سني، كما انه يحرص بالقول الى السياسيين بوجوب الدفاع عن حقوق السنة قبل الشيعة، مؤكدا ان الصراع في العراق ليس صراع سني - شيعي وانما صراع مفتعل».
وأضاف «أهل العراق متداخلون ببعضهم وانا تربيت في بيت المرجعية والى ان خرجت من العراق لم أعرف ان صدام سني والموضوع موضوع عدالة وظلم والامام الحكيم رحمه الله لديه مقولة مشهورة وهي لو خيرت بين سني عادل وشيعي ظالم لاخترت السني العادل، والسيد السيستاني منذ البداية كان همه ان يكتب الدستور بأيد عراقية وتقليص قدر الامكان مساحة وجود القوات الاجنبية في العراق، فهو لم يتدخل في تفاصيل الوضع العراقي وليس له أي طموح سياسي وآراؤه حول موضوع ولاية الفقيه واضحة وحتى رأي حوزة النجف الاشرف بعيدة كل البعد عن الرأي الآخر القائل بولاية الفقيه ودور السيد السيستاني ارشادي نصحي للمسؤولين.
أما بخصوص موضوع ملف مقتل المرحوم عبدالمجيد الخوئي فقال الخوئي ان «السيد عبدالمجيد الخوئي كان هدفه الدفاع عن الحوزة العلمية والمرجعيات الدينية وعدم مساس القوات الأجنبية بمقدسات المسلمين وقد تمكن من اقناع القوات الأميركية بعدم دخول القوات الاجنبية الى المناطق المقدسة ومازال يعمل بهذا القانون.
والسيد عبدالمجيد الخوئي هو ضحية التسامح الذي كان لديه وكان غير مستعد ان يرافقه شخص واحد مسلح وكان يقول نحن جئنا الى العراق ننبذ السلاح والعنف، وبعد ثبوت ادانة مقتدى الصدر باغتيال السيد عبدالمجيد الخوئي اصدر القضاء العراقي مذكرة لالقاء القبض عليه مع مجموعة، لكن بسبب بعض السياسيين الرخاص الذين حولوا قضية مقتل السيد عبدالمجيد الخوئي الى تجارة وعقدوا اتفاقاً مع مقتدى الصدر بهذا الخصوص وتم الافراج عنهم بادعائهم المصلحة العامة، لكن املي كبير بالقضاء العراقي ان يعاقب القتلة بما يستحقون.
وعن سبب انكفاء دور آل الخوئي في العراق بعد مقتل السيد عبدالمجيد الخوئي في العراق قال ان «مقتل السيد عبدالمجيد الخوئي كان صدمة وليس من السهل تعويض مكانه وقد عرض علينا المشاركة في مجلس الحكم عند انشائه لكن مؤسسة السيد الخوئي هي على منهج السيد الخوئي وذلك ليس في قرارنا وطموحنا الدخول في مجال السياسة ونحن مؤسسة ثقافية واجتماعية تقدم الخدمات للمسلمين جميعا عبر حوار الاديان وتقارب المذاهب لكن للأسف هذه الافكار في العراق من الصعب تنفيذها في ظل وجود المليشيات وهذه الظروف، ونحن ندعو الى نبذ السلاح وفي العراق العقل مغيب الآن».
علاقة مع التيارات
وعن نوع العلاقة التي تربط السيد الخوئي بالتيارات العراقية قال انه تربطنا علاقات جيدة مع الجميع من عرب وكرد وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين ورؤساء العشائر والمؤسسة لها علاقات جيدة مع الكل على حد سواء ونحن ما ندعو اليه وما نتمناه في هذه العلاقات هو تقارب وجهات والنظر وابراز المشتركات
وترك الخلافات، لأن الوضع لا يسمح بالعراق الآن وعلاقتنا مع المجلس الأعلى للثورة الاسلامية جيدة مثل بقية الاخوان.
وعن احتياجات الوضع في العراق قال الخوئي ان الوضع العراقي صعب ومعقد جداً وهناك اطراف كثيرة لها مصالح والشعب العراقي يدفع ضريبة لصراعات أخرى دولية او اقليمية او الصراع الأميركي - الايراني او الايراني - السعودي، وعلى هذا الأساس تتمول الاحزاب ونحن ما ندعو اليه هو ابراز قوى مدنية تعمل من أجل العراق وتدع المحاصصة للطائفية وترك الأنانية.
وما حصل في العراق هو بناء حكومة وليس بناء دولة ونحن بحاجة الانفتاح على الآخرين ومشاركة الجميع بالعملية السياسية وهناك قناعات بهذه النتيجة.
وبسؤاله عن اسباب بروز حركات شيعية منحرفة لم تشهدها الساحة الشيعية من قبل مثل جند السماء قال الخوئي انه عبر التاريخ كان هناك حركات منحرفة اما بالعراق فذلك ناتج عن الجهل والفقر والانحباط والشعب العراقي لديه علاقة خاصة بعلماء الدين وهناك من يستغل ذلك كما ثبت قيام بعض الدول بتمويل ودعم هذه الجماعات لزعزعة الأمن وضرب الحوزة والمرجعية.
وهناك تصد للمرجعية عبر الارشاد كما ان الحكومة متصدية لذلك ولدينا دور بمؤسساتنا الخارجية للتصدي لهذا الفكر ويبلغ عدد المؤسسات التابعة لنا 18 مؤسسة.
التدخل الخارجي
عن استمرار تدخل الدول الخارجية ودعمها لبعض التيارات قال ان سببه أجندات هذه الدول وضعف الحكومة العراقية التي لو كانت قوية لما سمحت بتدخل هذه الدول.
وعن زيارته للكويت قال انها جاءت بدعوة من السيد أبوالقاسم الديباجي لاحياء سنوية الامام الخوئي رحمه الله وانجاله الشهداء وقد التقينا اليوم (أول من أمس) بوزير الداخلية المحترم كما سنقوم ببعض اللقاءات الاخرى.
وأكد الخوئي ان التشيع هو تشيع عربي ونتمنى ان من الاخوة العرب عدم الربط بين التشيع بين ايران والشيعة في العالم وما نريد ان نؤكده ان الشيعة العرب هم الامتداد الطبيعي للعرب والدول العربية اولى بأن تحتضننا ونحن اولى بها ونتمنى ان نرى لهم دورا في العراق وتمنى من دولة الكويت ان يكون لها دور، لا سيما ان لها تجربة ديموقراطية واعلامية وعمرانية ممتازة يمكن نقلها للعراق وهناك تداخل بين الشعبين العراقي والكويتي.
جلوس مع مقتدى
وعن استعداده للجلوس مع مقتدى الصدر وتنازله عن قضية عمه قال الخوئي ان الموضوع أعمق من قضية مقتل السيد عبدالمجيد الخوئي، فمقتدى الصدر هدد المرجعية وكل المرجعيات الموجودة في النجف ومراراً وتكراراً أخرج الجهال لاهانة السيد السيستاني فهو يريد ان يسيطر على العراق ونحن كما نحذر منه تغلغل الارهابي الذي يمثله القاعدة نحذر من التطرف الشيعي ومقتدى الصدر يهدد الوضع في العراق وكل الاحزاب التي جلست معهم مستاؤون من حركة مقتدى الصدر لكنهم يفتقرون الى الصراحة والجرأة وانا غير مستعد للجلوس مع مقتدى الصدر، لأن الموضوع موضوع دم وهناك أولياء للدم والموضوع تحول لموضوع سياسي.
وعن طمأنة شيعة العراق للعرب بعدم تكرار تجربة ايران في العراق قال السيد الخوئي منذ اليوم الأول من سقوط صدام جلسنا مع الاخوة العرب وأكدنا لهم ان شيعة العراق ليس من الضروري ان يكرروا التجربة الايرانية وهناك نماذج عديدة للتجارب الشيعية غير ولاية الفقيه، وهناك شيعة ليبراليون وشيعيون وعلماء النجف لا يقروّن ولا يقولون بولاية الفقيه المطلقة ولا يجوز تعميم تجربة ايران على شيعة لبنان والعراق والكويت والبحرين فلكل شعب خصوصيته وظروفه ونحن ندعو الى مؤسسات مدنية وبالتجربة ثبت ان الدول المدنية الليبرالية حفظ فيها الدين أكثر من الدول الاسلامية او التي تدعي الاسلام ويجب على الاخوة العرب ادراك ان الشيعة العراقيين هو قوميون ووطنيون والاخوة العرب عمموا بعض النماذج السيئة التي تصدت للسياسة في العراق وهي مصادرة لجهود الشيعة وليس كل شيعة على نفس المنوال واقامة الاحزاب والانتخابات على اساس طائفي لكني متفائل بالانتخابات المقبلة ان يصعد المستقلون المدنيون في الانتخابات وبالعراق لا ينجح الا ان نتكلم باسم الوطنية وعندما نتخلى عن الوطنية يصبح لدينا الانقسام وعن خروج القوات الأجنبية قال ان الوقت غير مناسب لخروجها لعدم امكانية اقامة الأمن والخلافات شديدة وتدخلات الدول كثيرة والوجود الأميركي باعتراف الجميع ضرورة ماسة، لأنه إن خرجت القوات الأميركية فسوف يحتل العراق من دول أخرى وحفظ الامن في بغداد بسبب وجود 30 الف جندي أميركي اما كيفية تنظيم وجودها بالمستقبل فهذه مسألة يعالجها البرلمان وعن سبب الخلافات ما بين مجالس الصحوة والحكومة قال السيد الخوئي ان الحكومة تدعو مجالس الصحوة الى الانخراط في الداخلية والدفاع لكن مجالس الصحوة تريد ان تنضم الى الداخلية والدفاع لكن تبقى كما هي مجالس صحوة وليست شرطة او جيش، يعني لها كيانها الخاص.
في بداية المؤتمر الذي حضره أيضاً أمين عام تجمع علماء المسلمين في بريطانيا الشيخ هيثم السهلاوي قدم وكيل السيد علي السيستاني في الكويت آية الله السيد أبوالقاسم الديباجي سماحة السيد جواد الخوئي بأنه حفيد المرجع الراحل السيد ابوالقاسم الخوئي وابن الشهيد آية الله محمد تقي الخوئي الذي كان فيه الامل ان يكون مرجعاً، لكن ايادي جلاوزة صدام لحقت به واغتالته وكذلك هو ابن أخ الشهيد عبدالمجيد الخوئي تلك الشخصية المعروفة لدى المسلمين السنة والشيعة.