سقوط المسرح وصعود التلفزيون في أولى ندوات «القرين الثقافي»

1 يناير 1970 07:24 ص
| كتبت منى كريم |

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أولى محاضرات مهرجان القرين المسرحية تحدث فيها كل من الدكتور سيد خاطر والدكتور سليمان آرتي والدكتورة نورة العتال، بالإضافة إلى** الممثلين علي العلي وعبدالله التركماني وعبير الجندي. في البداية، تناول د. سيد خاطر الفروقات التقنية بين المسرح والتلفزيون موضحاً مفاهيم أساسية في دراسة الفروقات بين الأداء المسرحي والأداء التلفزيوني، وهو ما دفع المتحدث الثاني الدكتور سليمان آرتي للاختلاف معه لأنه رأى بأن ورقة خاطر تركزت على الاختلافات التقنية أكثر من غيرها وبأن الفنون الأدائية مثل المسرح والتلفزيون والسينما كل منها له منهجه الخاص فالممثل المسرحي يحتاج إلى تأهيل خاص قبل خوض تجربة سينمائية أو تلفزيونية لأن أدواته تختلف عن تلك التي تحتاجها هذه الفنون الجديدة نسبياً.

أما الدكتورة نورة العتال التي قرأت ورقتها على الجمهور بطريقة تقليدية فقالت بأن المسرح يمنح الممثل حرية أكبر ومساحة للارتجال والترابط والتوازن باستخدام الجسد بأكمله، كما أشارت إلى أن سلطة المخرج التلفزيوني أكبر من تلك التي نجدها في المسرح الذي يعطي أهمية أكبر للممثل. وبطلب من عريف الندوة فيصل القحطاني، تحدثت العتال بشكل موجز عن تجربتها في كتابة مسلسلين لتقول بأنها لربما أول من كتب مسلسلا من 4 حلقات في العالم!

أما الفنانة عبير الجندي فكانت مستفزة للكثيرين بحديثها لتقدم نفسها باعتبارة فنانة كبيرة عملت في الإذاعة والتلفزيون والمسرح، وكانت تكيل لنفسها المدح بطريقة غير مباشرة متحدثة بلغة الأنا العالية ومطلقة التصريحات والتقييمات على وضع المسرح حالياً على الرغم من أن قدمها لم تطأ المسرح منذ سنوات، لتعطي نفسها الحق في تقييمه ووصفه بأنه «شكل بلا مضمون، أو مضمون بلا شكل»! وأثارت الجندي أهمية تطوير المسارح ودعم الفنان المسرحي حتى لا يضطر لأسباب مادية للعمل في التلفزيون وهو ما اتفق عليه الممثل الصاعد عبدالله التركماني الذي قال بأن المسرح بيته الأول إلا أنه غير مستعد للعودة إليه في الفترة الحالية لأسباب الشهرة والمال. بينما رد علي العلي في تعقيبه على حديث الجندي والتركماني بقوله ان الفن الجميل لا يُهجر.

ومن بين التعقيبات العديدة التي طرحت بعد الندوة، شكر الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح المعهد العالي للفنون المسرحية بعدما أعلن عميد المعهد الدكتور فهد السليم عن تسمية إحدى صالات المعهد على اسم الصالح، كما رد على حديث الجندي والتركماني بقوله بأن الممثل المعاصر سيفضل التلفزيون حتى إن تواجد الدعم في المسرح، وبأن ما قيل مجرد أعذار فالممثل الحقيقي عليه أن يكافح ويناضل من أجل الفن الذي يؤمن به بدلاً من صف الأعذار لموقفه الاستسلامي الذي يدفعه لهجر المسرح من أجل الدراما.