عدنان عويد المشعان الهذال / عندما تخسر اجتماعياً وسياسياً!

1 يناير 1970 06:58 ص
قال الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

مما لا شك فيه أن مقياس الكرامة بين البشر يكون على أساس التقوى واتباع الأوامر واجتناب النواهي، هذا من الناحية الدينية، والذي لا نختلف عليه لأنه نص قرآني صريح وثابت. لكنني سأتناول الموضوع من جانب سياسي واجتماعي قابل للنقاش وإبداء الرأي والرأي الآخر. ففي ظل هذه الأجواء المشحونة تخرج علينا بعض الأصوات المنفردة بالرأي، والتي تسعى للتكسب الاجتماعي والسياسي باسم القبيلة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع. بما أنني من أبناء قبيلة عنزة العريقة فإني كغيري سأدلو بدلوي، بما حدث في الأيام الفائتة من إصدار بيان يعبر عن وجهة نظر فردية ولا يعبر عن وجهة النظر الأخرى.

إنَّ من تصدى للتحدث باسم القبيلة عليه أن يتحمل تبعات ما نشر! كان الأجدر بهم أن يصدروا بياناً يستنكرون فيه ما حدث في بيت الدكتور جمعان الحربش.

إن طاعة ولي الأمر شيء منصوص عليه في القرآن ولا جدال فيه، أما ما يحدث في الساحة السياسية من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة، ما هو إلا ممارسة دستورية باستجواب قُدِم لسمو رئيس الوزراء على أحداث الصليبخات الحزينة، لكن فاقد الشيء لا يعطيه! إنَّ من خسر اجتماعيا وسياسيا بات يخلط خلطاً متعمدا بين الثوابت والمتغيرات، لعله يدرك ما فاته من خسـائر!

إني أضم صوتي لصوت كل من قال إنَّ المتصدر لأمر القبيلة، هو من يتلمس هموم الناس ويقضي حوائجهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، لا من يجلس بعيداً ويخرج بين الفينة والأخرى وينتظر الجزاء والشكر من غير مشاركة. أين أنتم من هموم وأحزان الناس بل أين أنتم من هموم شريحة كبيرة من اخواننا البدون من أبناء هذه القبيلة العريقة، إنهم يعانون ويقاسون الهموم وأنتم من تتكلمون باسمهم وتريدون منهم التأييد على مواقفكم؟ التأييد على ماذا؟ للأسف لا شيء؟

وصدق الشاعر عندما قال:

الطيب سندي والردي ذاك من لاش

واللي يريد الطيب ما هو بمردود

في خضم هذه الأزمة، ظهرت معادن الرجال وبانت، لقد خسر كثير من النواب الجولة، فهم من كانوا بالأمس يستجدون أبناء عمومتهم بالصوت والصوتين، واليوم تنكروا لهم بعد أن أوصلوهم إلى الكرسي الأخضر، لذلك يجب أن يكون أساس الاختيار مبنياً على الكفاءة والأمانة، لا على كم معاملة أنهيت لي! إننا نبحث عن نواب يمثلوننا خير تمثيل، لا أن يمثلوا علينا وبأدوار باهته و مدفوعة الثمن سلفاً! ما أجمل أن تكون حر الإرادة فتقود ولا تنقاد، وهذا ما افتقدناه في بعض ممثلي الأمة!

للأسف بسب وجود الإعلام الفاسد، تم فرز المجتمع الكويتي على أساس طبقي وفئوي وطائفي وقبلي، بل إننا وصلنا إلى مرحلة ضرب العائلة بالعائلة! إلى أين نحن سائرون؟

في ما سبق نؤكد السمع والطاعة لولي الأمر صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، مصداقاً لقول الله تبارك تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ» ونسأل الله تعالى له التوفيق والسداد، ونؤكد حق كل نواب الأمة في ممارسة دورهم التشريعي والرقابي في محاسبة الحكومة إن أخطأت أو حادت عن طريق الصواب.

وبعد أن هدأت العاصفة! وتجاوز سمو رئيس الوزراء جلسة عدم التعاون، لابد أن يتم ترميم البيت الحكومي من الداخل وأن تتم إعادة استراتيجية تعامل الحكومة مع المعارضة، فالمعارضة أثبتت مع الأيام أنها الرقم الصعب والخيار المستقبلي بالنسبة لتطلعات الشعب، فالشبكة العنكبوتية والمنتديات و«الفيس بوك» وتويتر تؤكد صحة هذا الكلام. ومن الجانب الآخر، يجب على المعارضة أن تساهم وبشكل فعّال في إنجاز الكثير من التشريعات والقوانين الشعبية العالقة، وذلك لا يتم إلا بتعاون السلطتين التنفيذية والتشريعة، فهل نرى ذلك في المقبل من الأيام؟

وختاماً نؤكد أن الكويت هي الشجرة الوارفة الظلال، والتي يستظل بها الجميع وهي الخيمة التي تضم وتستوعب العائلة والقبيلة والطائفة بكافة شرائحها. إن كنت أصبت فمن الله تعالى وإن كنت أخطأت فمن نفسي والشيطان.

وبعد العاصفة نستذكر قول الشاعر:

الماء يغسل ما بالثوب من درن

وليس يغسل قلب المذنب الماء

موت التقي حياةٌ لانفاد لهــا

قد مــات قومٌ وهم في الناس أحياءُ

فهل وصلت الرسالة؟ والله المستعان.





عدنان عويد المشعان الهذال

[email protected]