عالجت نحو 50 ألف لبناني وعربي طوال 14 عاماً

طبيبة تقويم العظام دوللي عبسي «ترياقها» كندي: القضاء على آلام الظهر بسرعة قياسية... ومن دون جراحة

1 يناير 1970 12:44 ص
| بيروت ـ من محمد بركات |

الدكتورة دوللي عبسي طبيبة «غير مألوفة» تعالج آلام الظهر أو «الديسك» من دون جراحة وبنتائج مضمونة.

شهرتها تخطت لبنان ووصلت إلى معظم الدول العربية، علماً انها ليست شهرة اعلانية عبر التلفزيونات او الصحف، بل عبر مرضاها الذين تناقلوا موهبتها «من الفم الى الاذن».

تقول ان «قدرتها» تنبع من مدرسة طبية أميركية عمرها أكثر من 130 عاماً. ليست طباً بديلاً بل تعرف بـ «طب التقويم»، تقويم العظام بدلاً من العمليات الجراحية، وتضيف «نحن أطباء تقويم العظام نعالج العظام على اختلاف أنواعها وأماكنها في الجسم».

الاف من مرضاها بلغوا مرحلة الشفاء «في طريقة ناعمة غير جراحية». ولا تنكر عبسي ان جلسات العلاج كانت مؤلمة «لكنه ألم ساعة ولا ألم كلّ ساعة».

تطلب الطبيبة الشابة صور أشعة وتحليلاً للدم «لاتمكن من تحديد الحالة وخصوصاً ان بعضها يكون ميؤوساً منه فلا أعالجه. المهم ان يكون عصب الظهر سليماً والا يكون الديسك قد توغل فيه وطحنه، ما قد يتسبّب بشلل جزئي».

طب تقويم العظام ليس شائعاً جداً في لبنان والبلدان العربية، وعبسي واحدة من ستة أطباء متخصصين في هذا المجال في لبنان. ولدى زيارة عيادتها، يتبين للمرء انها تعالج أكثر من عشرة مرضى يومياً. واللافت ان هذا الطب يتعاطى ايضاً ألم الرأس وألم الركبة وحالات محددة من الروماتيزم. وما يزيد من «شعبية» الطبيبة انها قادرة على انقاذ مرضاها من الالم في سرعة قياسية، اذ قد تكتفي بجلسة واحدة لا تتجاوز مدتها نصف ساعة او ثلاثة أرباع الساعة. واذا كانت الحالة صعبة فقد تحتاج الى جلستين أو ثلاث.

وتختلف كلفة الجلسة الواحدة بحسب «طبيعة» الموعد. فقد تصل إلى 250 دولاراً اذا كانت الحالة عاجلة والمريض غير قادر على الانتظار. اما من يريد أن ينتظر دوره، علماً ان الانتظار قد يطول ستة أشهر بسبب الزحمة، فلن يدفع اكثر من مئة دولار. اما التحسن فمضمون بنسبة تزيد على 60 في المئة من الجلسة الأولى، ليصير تاماً في الجلسة الثانية أو الثالثة.

عبسي تخصصت في جامعات كندا حيث درست ثمانية اعوام. ثم بدأت العمل في لبنان العام 1996 ما يعني ان خبرتها تناهز 14 عاماً.

تعترف بان ما كانت تقوم به في أكثر من ساعة بات يتطلب منها اقل من نصف ساعة، عازية الامر الى «الخبرة والتجربة اليومية».

ترفض اعطاء المرضى الميؤوس من حالاتهم آمالاً كاذبة، وتصر على معالجة من لديه أمل ولو كان ضعيفاً. وتلفت في الوقت نفسه الى «اكتشافات جديدة في ميدان طب تقويم العظام كلّ سنة، مع اقتناع الناس أكثر واكثر بهذا الطب».

تؤكد ان علاجها «لا يشبه التدليك، رغم أنّه يحاكيه لجهة المساعدة في التخلّص من الأوجاع»، وتشدد على أنّ «ما أقوم به طبّ حقيقي وليس طباً هامشياً او بديلاً. انه طبّ عتيق وسيصير أكثر شعبية في الآتي من الأيام. مهمتي أن أساعد الجسم وأوجّهه ليجد توازنه في فترة قصيرة. أنا وسيط بين الجسد والتوازن بعد ان يكون قد أضاعه أو فقده».

تعالج عبسي أسبوعياً بين 70 و 80 مريضاً، أي انها عالجت خلال الاعوام الـ 14 الماضية ما يقارب خمسين ألف مريض، بينهم قطريون وسعوديون وكويتيون واماراتيون وكثيرون من دول عربية اخرى.

وإذ توضح ان علاجها يشمل ايضاً الأطفال، تؤكد انه لا يمكن علاج التشوّهات الخلقية والأمراض الوراثية.

في عيادتها في منطقة نهر الموت بشرق بيروت تنصرف عبسي الى معالجة مرضاها الذين يلوذون بقدراتها «غير التقليدية» وخبرتها الكبيرة، بعدما نقلت هذا الطب «العجوز» من كندا الى لبنان والعالم العربي.