عبدالله زمان / وبناءً عليه / سمو الرئيس... لنقهر الصحراء

1 يناير 1970 06:55 ص
إذا نظرنا لخريطة الكويت، لوجدنا بأن معظم المناطق السكنية قريبة من المحيط الساحلي. وقد يعزى ذلك بسبب التمركز التاريخي للحاضرة التي كانت على مقربة من المنافذ المائية وما تتبعه لاحقاً من امتداد عمراني وصولاً إلى المناطق الساحلية الجنوبية. وهناك أسباب أخرى بكل تأكيد، إلاّ أن موضوعنا اليوم يعتمد على هذا السبب الذي استحسنه الكويتيون وبالتالي أثر هذا الاستحسان على أسعار الأراضي والعقارات القريبة من السواحل.

ومما سبق، أقدح فكرة ربما لا تكون جديدة بل وقد نجد بأن بلدان قريبة منّا سبقتنا بمثل هذه الأفكار الجريئة ونفذتها بإتقان بعدما راهن الكثير على فشل تلك المشاريع. دعوني أطرح ما لدي بصوت عال، على أمل أن يشاركني الآخرون في إثرائها وإيصالها لمتخذي القرار حتى لو كانت مجرد فكرة ملخصة بهذا المقال.

الفكرة بأن نخلق مناطق وبحيرات مائية في كبد الصحراء، فنسبة الأراضي الصحراوية الخالية من العمران هي نسبة كبيرة جداً بالمقارنة مع ما ذكرناه من عمران قريب من الساحل. مثلاً، كم سيكلف الدولة مالياً لو أنها نقلت مياه الخليج العربي إلى منطقة «أم قدير» عبر أنابيب ضخمة مدفونة تحت الأرض، لتنشئ بحيرات عملاقة تكون بمثابة محور لعمران مستقبلي في تلك المنطقة. بل وكم هي الفوائد والمنافع البيئية لخلق مثل هذه المناطق إن كان على صعيد البيئة البحرية أو البرية بل المناخ والطقس أيضاً. وعلى نفس الوتيرة يتم تكرار مثل تلك المشاريع في أم الرويات والحمّار والمناطق القريبة من الروضتين ومثلها مناطق كثيرة محاذية للحدود الكويتية.

وحتى تكون الفكرة أكثر نضجاً، كيف الحال لو تم ربط تلك البحيرات بعضها ببعض حتى تكون متصلة بشكل دائري لدخول المياه من الخليج جنوباً وخروجها إليه شمالاً بشكل يضمن تجديد الدورة الحياتية للمخلوقات البحرية. أليس في ذلك طبيعية اصطناعية إيجابية؟

لست أبالغ لو قلت بأن مثل هذه المشاريع سوف تلقى رواجاً سريعاً بين المواطنين خصوصاً لو بدأنا مشوار قهر الصحراء اليوم بمشاريع ترفيهية تنافسية وعالمية لتتحول تدريجياً إلى مناطق سكنية تعود بالنفع العام للمواطن، أو حتى استثمارية تأتي بعائدات اقتصادية للدولة. ولأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فإن أوّل خطوة مطلوب اتخاذها في تنفيذ مثل هذه المشاريع التي لا ترهق الميزانية هي الجرأة في التفكير واتخاذ القرار. وهذا بحد ذاته يعتبر تمهيداً لإكمال مسيرة مشوار الألف ميل في المستقبل عن طريق تحويل الخدمات والبنية التحتية تدريجياً إلى تلك المناطق التي ستستقطب المواطنين بلا شك.

قد يسأل البعض، هل مثل هذه المشاريع مجدية؟ ولجواب ذلك يكفينا حساب التكلفة المالية البسيطة نسبةً للمنافع البشرية والاستثمارية والعمرانية التي ذكرناها، بل وحتى المنافع السياسية التي لم نذكرها ونحسب بأن الجميع يستطيع كشفها من منطلق حبه للكويت، والكويت فقط.

فهل تفعلها يا سمو الرئيس ونراك على الأرض مديراً تنفيذياً لمشاريع مستقبلية جريئة لا تقليدية، سيكتبها التاريخ الحضاري والتنموي لدولة الكويت باسمك؟





عبدالله زمان

كاتب كويتي

[email protected]