فاروق الدهام / أولادنا أكبادنا

1 يناير 1970 11:50 ص
اذا كانت الامم تهتم بالاعداد لابنائها وتأهيلهم وفق ما تراه من مبادئ وقيم، فحري بنا نحن ان نهتم بأبنائنا اشد الاهتمام تربية واعدادنا، تربية تؤهلهم لحمل ما يرفع مكانة هذه الامة، ونحسن رعايتهم لكسب المستقبل الواعد وبذلك نكون قد حققنا الذي اوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» هذا لان البعض من الاباء ينشغل ولا يمنح من التربية لابنائه إلا ما ندر وتراه يهدر الوقت بمشاهدة المسلسلات والافلام الهابطة والاغاني التافهة، ودائما ترى البعض من الامهات مشغولة بقضاء نصف وقتها في اسواق الموضة وهي تبحث عما هو جديد لكي تكشخ والنصف الاخر تقضيه في صالونات التجميل لتبدو بأبهى حُلة من الجمال وتبذل اقصى ما عندها وتفعل المستحيل في سبيل ذلك ولا تدرك انها بطيشها غير المسؤول ضيعت الكثير مما كان سيجينه الابناء عندما اودعت مستقبلهم بين ايدي الخدم الـ... وبذلك يكون الاهل قد خسروا تربية الابناء الصالحة التي لم تهتم بها الام او الاب ايضا الذي تراه في اغلب الاوقات مشغولا في العمل او في بعض الديوانيات للمشاركة بالمناقشات غير المجدية والامور الخاصة وقد لا يرى الاولاد إلايومي الجمعة والسبت وهنا نقول: كماقال شوقي: «ان اليتيم هو الذي تلقى له... أم تخلت او اب مشغول» ولكن ألم يقرأوا اولئك الاباء قول الشاعر: «وانما اولادنا اكبادنا تمشي على الارض... لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض» لعلا هذا يدفع الاهل للتعامل بحميمة مع الابناء ويذكرهم بأهمية المسؤولية التي هي على عاتقهم لان البيئة الاسرية غير الصحية لاتساعد في نشأة الابناء على النحو السليم وقد تجد بعض الاباء امنوا لابنائهم كل ما يرغبون وكل ما يشتهون إلا انهم يرجئون دور التربية لحين بلوغ الابناء سن المراهقة وبعدها يبدأون التفكير في حل المشاكل التي تتزامن ولا يدركون ان ذلك مؤداه الى ضياع مستقبل الابناء الواعد الذين اصبحوا اتكاليين، وكل ما نهضوا من نومهم رأوا قد توافر لهم كل ما يتمنون من السيارة الى المصروف والى كل ما يجعلهم عالة على المجتمع وتراهم تعودوا على ان احدا ما يؤمن لهم كل المطالب التي اصبحت دائما يقضيها لهم الغير! ولكن كيف بأولئك الابناء في ما بعد على تحمل المسؤولية التي ستلقى على عاتقهم في المستقبل وماذا يفعلون عندها غير انهم يبحثون عن ماما وبابا او احد ما؟! يكون لهم عونا وتبدأ بعدها مسيرة الفساد وما ادراك ما الفساد، الذي اذا تفشى افسد العباد والبلاد، وليدرك الجميع ان نتيجة ذلك كانت عدم الاهتمام من البداية بالتربية الصحيحة، والتي بالوصول اليها سترتقي الامة الى المجد والعُلا... نرجو من الله تعالى، ان يرشد الغافلين الى احسن القول والعمل آمين.



فاروق الدهام

[email protected]