تحليل / نهاية زمن «النفط السهل»

1 يناير 1970 03:32 م
| إعداد كارولين أسمر |

في العيد الخمسين لمنظمة «أوبك»، أثناء القمة التي عقدت في أكتوبر الماضي، كان وزير النفط السعودي علي النعيمي يتحدث بآسى عن نهاية مرحلة النفط السهل (استخراج النفط بتكاليف منخفضة).

وقال النعيمي حينها، متحدثاً عن أكبر حقل نفطي في العالم «كيف يمكن القول ان النفط السهل قد انتهى، في حين أننا لا نزال نملك أكثر من 88 مليار برميل في حقل الغوار؟ وهو أكثر مما تملك العديد من الدول الاخرى في العالم».

الا أن حديث النعيمي، بالرغم من ذلك، لا يمنع جهود بلاده للاستثمار في الخام الثقيل وتمديد القدرة على الاستفادة من أقدم الحقول لديها.

الا أن تجربة مماثلة في الغمر بالبخار تتم تجربتها من قبل شركة «شيفرون» السعودية على الحدود السعودية - الكويتية.

وقد استخدمت «شيفرون»، وهي ثاني أكبر شركة نفط أميركية من حيث القيمة السوقية، التقنيات التي من خلالها يتم ضرب النفط الثقيل واللزج باستمرار بالبخار، لزيادة الاسترداد في حقلين، واحد في كاليفورنيا وآخر في اندونيسيا، بنحو 50 و 80 في المئة. وبذلك، قامت «شيفرون» بتمديد الاستفادة من الحقول لعقود اضافية.

الا أن هذه المشاريع، تصفع خزانات الاحجار الرملية، التي تطرح سلسلة مختلفة من المشاكل لتشكيل الكربون في شبه الجزيرة العربية. وتشير بعض التقديرات الى أن نحو 60 في المئة، وربما أكثر، من الاحتياطي المتبقي من الهيدروكربونات محتجز في الاحتياطي الكربوني.

الا أن تجربة الغمر بالبخار التي تقوم بها «شيفرون»، والتي تعرف بالتجربة الواسعة النطاق، تتم تجربتها في الجزء المشترك بين الكويت والسعودية. وهذه المنطقة، التي تعرف بالمنطقة المحايدة، أنشئت عام 1992 وتتشارك في ملكيتها الدولتان. وتدير «شيفرون» السعودية، وهي وحدة تابعة للشركة النفطية العالمية، مصالح المملكة السعودية في تلك المنطقة.

أما بخصوص حجم «بروناي»، فان المنطقة تضم 5 مليارات برميل من الاحتياطيات المثبتة. الا أن رئيس «شيفرون» السعودية أحمد العمر، قال أن كل واحد في المئة زيادة في معدلات الانتعاش تضيف 100 مليون برميل من الاحتياطيات الاضافية للمنطقة.

والمشاريع الرائدة التي أطلقت في يونيو 2009، والبالغة قيمتها 340 مليون دولار، تضم 25 بئراً منتجة و16 بئراً حاقنة للبخار و16 بئراً مراقبة للحرارة. كما أن الحقول الصغيرة تمثل آمالآً كبرى للجزء الخاص بشيفرون.

وبحسب أحد التنفيذيين في «شيفرون»، فان النفط «سميك ولزج». وفي الظروف الطبيعية فان الخام الثقيل يتحرك ببطء ما يجعل من الصعب استخراجه من الارض. وعندما تتم تدفئته بالبخار فهو يتحرك بسهولة أكبر.

بدءاً من قاعدة انتاجية بنحو 200 برميل يومياً، شهدت «شيفرون» السعودية زيادة في الانتاج وصلت الى ما يقارب الـ1500 برميل يومياً.وقال مدير «شيفرون» في المشروع الحراري التجريبي دايفيد بارج «هناك ترابط واضح بين الضخ والانتاج. عندما نقوم بالضخ فنحن نزيد الانتاجية»، مضيفاً «لم تحتسب مدى الانتعاش بعد، الا أننا نشهد استجابة جيدة للانتاج... نحن في المراحل الاولى للاستجابة».

وبحسب البيانات الرسمية للمسؤولين في «شيفرون» والتقديرات الاولية، اذا تحركت الشركة قدماً مع عملية الغمر بالبخار للحقول كاملةً، فان الاحتياطيات قد تعزز بنحو 5 الى 10 مليارات برميل. وهو رقم يساوي تقريباً الاحتياطيات المثبتة لدول مثل السودان وسلطنة عمان. غير أن المخاوف رئيسية حول مصدر وتكلفة انتاج البخار اللازم للحقل بأكمله.

الا أن النقص في المياه والغاز لإنتاج البخار يخلق مشاكل محددة.وقال المحلل النفطي لمنطقة الشرق الاوسط في «وود ماكنزي» الكس مونتون «ليس هناك أي مصدر منخفض التكاليف من الطاقة المتوافرة - نظراً الى أن الكويت والسعودية يعانيان من نقص في الغاز - ما يستدعي عملية حرق الوقود لتوليد البخار».

وقد عالجت «شيفرون» مسألة نقص المياه للعملية التجريبية عبر اقامة منشأة لمعالجة المياه في الموقع. الا أن المعدل اللازم يبلغ نحو 3 براميل من البخار مقابل برميل واحد من النفط المنتج، وعليه فاننا بحاجة لثلاثة ملايين قدم مكعباً من الغاز يومياً لمعالجة المشروع التجريبي الحالي.

كما مشروع حقل كامل، الذي قد يحوي ما يصل الى الف بئر ما بين انتاج ومضخات بخار ومراقب للحرارة - قد يلزمه المزيد من موارد المياه والطاقة.

وفي النهاية، فان التكلفة ستحدد جدوى المشروع. وقال نائب الرئيس في شيفرون غانيش ثاكور والمستشار العالمي لادارة الاحتياطيات في احدى الندوات الاسبوع الماضي « لدينا 16 مضخة للبخار في الحقل والنتائج كانت واعدة جداً».

ويتوقع المحللون ان تكون التكلفة أعلى من التكلفة المتعارف عليها والبالغة ما بين 1 الى 2 دولار لرفع سعر برميل النفط في السعودية والكويت. وقال مونتون «بما أن المشروع لا يزال في مرحلته التجريبية، من الصعب تقدير التكلفة، بالرغم من اننا نتوقع أن تصل الى 10 دولارات للبرميل الواحد.



عن «فاينانشال تايمز»