الصراف : اعتماد برنامج إعلامي ودعائي للمرشحة يتفهم آلية تفكير الرجل والمرأة للوصول الى البرلمان

1 يناير 1970 08:00 ص
| كتبت هبة الحنفي |

نظمت مؤسسة أداء برلماني متميز « منار » في برنامجها الخاص بتمكين المرأة مساء أول أمس ، محاضرة تحت عنوان «الرسالة الانتخابية الإعلامية وتأثيرها على الناخب»، والتي حاضر فيها أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الحميد الصراف.

وقال الصراف «إن المرأة الكويتية تعيش حاليا عصرا ذهبيا لامثيل له خاصة بعد حصولها على حقوقها السياسية من خلال العمل الدؤوب ، وعليه بتنا نجد نشاطا غير طبيعيا بالنسبة للمرأة على الساحة السياسية ، وأصبح لا يمكن اغفال المرأة من المشاهد السياسية».

وتساءل «رغم ذلك ... لماذا لم تستثمر المرأة قوتها الانتخابية ، ولماذا لم تنجح في الانتخابات البرلمانية السابقة ؟» ، مشيرا الى أن أسباب اخفاقها يرجع لحداثة تجربتها مقارنة بالرجل الذي تراكمت لديه الخبرة الواسعة ، كما أن الخلل في المرأة ذات نفسها فهي خلقت من نفسها ومن الرجل خصما لها ، بعدم وجود قناعة من قبل المرأة للمرأة فهي غير قادرة على إقناعها بالتصويت لصالحها ، والافتقار لاستراتيجية واضحة توحد التجمعات والجمعيات النسائية ، ولابد من أن تعي النساء أن (يد واحدة لاتصفق) ، وافتقادهم لمؤسسة سياسية أو مظلة تحتوي المرأة فلماذا لاتسعى المرأة نحو ذلك لكي تضم أطروحاتها وقضاياها، وعدم وجود مراكز للبحث العلمي المتعلق بدعم موقف المرأة، اتخاذ الرجل لقرار تصويت المرأة وهذه مشكلة»، مبينا «أنه لايوجد توحد في التجمعات والفعاليات النسائية فالكل ينزل بدون تنسيق ، بالإضافة الى أننا في الكويت لم نشهد سوى جمعيتين نسائيتين فقط  فأين دوركن من المباشرة في انشاء جمعيات تعرف بكن وتتحدث عنكن وعن قضايكن، ولماذا المرأة لاتستفز أصحاب القرار ليلتفتوا لها ؟» .

وأشار الى « أن على المرشحة  قبل كل شيء أن تفهم آلية تفكير كل من المرأة والرجل ، وهذه من الأمور الواجب القيام بها إن أرادت أن تصل الي البرلمان ، بالإضافة الى أنه من الضروري أن توجد وسائل اعلامية ودعائية ليس فقط في وقت الانتخابات بل في فترة تسبقها». وأوضح أن عملية وصول المرأة للبرلمان ليس بالأمر الهين أو السهل، مؤكدا على «ضرورة أن يكون لها حضورها الثقافي السياسي القوي وتباشر باستثمار وسائل الإعلام وتستفيد من تجارب المرأة السابقة لها فهي في العالم كله متشابه مع وجود فروق طفيفة»، لافتا الى «أن المرأة لكي تحقق النجاح في الانتخابات عليها أن تتخذ ألية محددة وتحلق مع الرجل لا أن تخاصمه ، فالحل يكمن في دخول المرأة بتكتلات مع الرجل ولابد من وجود تبادل منافع ومكاسب ، فعقب حصول المرأة على حقوقها السياسية أصبح الرجل يستثمرها أفضل استثمار، ويجب أن توجد مراكز تدعم هذه الفئة من المجتمع، المرأة، بالإضافة الى وجود دعم لها من قبل جمعيات النفع العام في الدولة».

وأردف قائلا «بالإضافة الى تفعيل دور الجمعيات النسائية البسيط عبر توحيد الجهود بين مجموعة من النساء الناشطات والإتفاق على رسالة إعلامية واحدة تستخدم قبل الانتخابات البرلمانية ، بحيث أن تكون هذه الرسالة مترجمة لحملة كاملة وتتخذ شعارا مختصرا وبسيط لها مستخدمة لغة واضحة ، تشتمل على أساليب الدعاية ، ذات طبيعة خاصة يتم استخدامها بشكل جيد حسب الموقف ، وأن تكون ذات مصداقية وموضوعية وقيادية ، وأن تخاطب الجميع بمختلف فئاتهم».

وبين «أن على المرأة أن تعي بأن على الساحة السياسية ثلاثة لاعبين رئيسيين وهم المرشحون المنافسون ، الناخب ، الحكومة وهي اللاعب السياسي القوي ، وعليها أن تكون على علم بأركان اللعبة السياسية وأبعادها ، فالمرشحون لابد من التعرف على كل المنافسين في الساحة الانتخابية ، فهم يختلفون بتوجهاتهم حيث أن فثة منهم مستقلين وأخرون ذوو تيارات وتوجهات سياسية معينة ،ولهذا لابد من دراسة حالة كل منهم على حدا من حيث الحالة الاجتماعية والمادية ، ولابد من دراسة خصوصية الدائرة الانتخابية»، متابعا «أما بالنسبة للناخب فهو يختلف بانتماءاته، ومنهم المنتمي لتيار معين يصعب التأثير عليه ، أما المستقل فثمة احتمالية لإقناعه بالأطروحات المعروضة ، وتجدر الإشارة هنا الى أن الناخب من أعقد الأمور، حيث أنه لا يمكن السيطرة عليه».

ونبه الى «أن الرسالة الإعلامية الانتخابية يجب أن تتوافق مع الكم الكبير من المتغيرات التي تطرأ وتكون في ظل اللعبة السياسية الموجودة ، وأن تتناول كافة القضايا التي تهم المجتمع ، وأن يكون شعارها حيادي وموضوعي وشامل ، وأن تكون ذات محتوى عقلاني لاخيالي وهمي ، وعليها أن تعي أن ثمة أساليب دعائية انتخابية غير شريفة وفيها نصب واحتيال»، داعيا الى «عدم تمكن الإحباط من المرأة الكويتية ، وأن عليها أن تقفزعلى تلك المطبات المعرقلة لها في دربها الى اثبات ذاتها».

ومن جهتها ، قالت الإعلامية الكويتية والناشطة السياسية عائشة الرشيد في عدة مداخلات لها خلال المحاضرة « أن حق المرأة الكويتية السياسي حصلت عليه بسبب ضغط خارجي ، ونفتقد  دور الحكومة الداعم لنا ، حيث سبق وأن أخبرني أحد القياديين قائلا : «أنتم خارج الحسبة»، وتساءلت «هل تريد الحكومة فعلا أن نكون المرأة عنصرا فعالا  في المشاركة  في التنمية ؟» ولفتت الى « سلبية المرأة الكويتية ، التي عليها أن تسعى لتثقيف نفسها بنفسها عبر حضور المؤتمرات والمحاضرات الثقافية والسياسية».