الشيخ أحمد الفهد الصباح رجل له مخالفوه ولديه مؤيديوه، ومنهم الفدائي ومنهم العقلاني، وهناك فئة من المحايدين يقيسون الأعمال والأفعال ويبنون عليها ردود أفعالهم، وأحمد الله أنني ما زلت أنتمي إلى هذه الفئة التي لا توالي أحداً فقط لاسمه بل بسبب أفعاله الماضية والحاضرة.
هذه مقدمة مهمة كوني أحد الأشخاص الذين انتقدوا الشيخ أحمد سابقاً ولكن لدي الجرأة أن اعترف بحسناته أيضاً فليس لدي أي عداوة شخصية مع اي شخص وما يهمني هو تطور هذا البلد ولو لخطوة صغيرة، بلا شك الحسنات موجودة وسأتناولها لاحقاً ولكن موضوعي الأساسي هنا هو حول التنمية، وخاصة التنمية البشرية حيث ان الشيخ أحمد قد قطع شوطاً نوعاً ما، وبدأت تتشكل هذه الرؤية من خلال اسناد هذا الدور إلى السيدة الفاضلة نورية السداني بتحركاتها الحثيثة لدعم الطبقة الوسطى وتوضيح دورها وسبل تعزيزها في خطة التنمية، وكنت قد اطلعت على هذه الورش وحضرت الندوات كوني أحد المهتمين بهذه الطبقة بسبب أهميتها القصوى لبناء مجتمع ديموقراطي سليم، وأستطيع القول بأن هذه هي بداية الطريق.
يا شيخ أحمد اريد أن احدثك عن شاب رفع اسم الكويت عالياً، بل ورفع مستوى طموحاتنا وتطلعاتنا نحو المستقبل، وزاد من ثقتنا بأنفسنا من خلال فوزه باختراع جديد على مستوى العالم العربي كان قد قدمه في «برامج نجوم العلوم» واستحق بعدها لقب مخترع العرب، ويا لها من فرحة أن لدينا شخصاً لديه هذه الامكانات في ظل تغافل الدولة عنه بل وعدم تقديم حتى كتاب شكر، ما يعيدنا إلى جو الاكتئاب والاحباط العام.
الشاب صادق قاسم قدم لنا انجازا عظيما فكرمه الأشقاء وتخاذلت عنه «مؤسسة التقدم العلمي»، والدولة! تكالبت عليه الشركات الأجنبية لشراء هذا الاختراع الذي يوفر الملايين على الشركات النفطية، فقلت في نفسي يجب أن أذهب واسمع بأذني من صادق وكان فعلاً صادقاً بل وزاد من اكتئابي عندما علمت بأنه ينوي بناء مشروع صناعي في الكويت وقد أعد العدة ولديه دراسات كاملة لديناء مشروعه، ولكن جو الاحباط غلب على صوته عندما قال لي بأنني لو أردت أن أبني مشروعا صناعيا في الكويت فسأحتاج أن انتظر 16 عاما فقط لأحصل على أرض! ناهيك عن التكاليف الأخرى، وهذا رغم أن إحدى الشركات الأجنبية، وإحدى الدول أبدت توفير جميع السبل والأموال له، ولكنه في حال لا يحسد عليها كونه يريد أن يبني مشروعه في الكويت، ولكن إن فعل فمصيره الفشل بكل تأكيد، وفي ظل ما يراه من تشجيع من آخرين يجعلنا نشعر بالخجل والعار لما وصلنا إليه.
أيعقل يا بوفهد ألا نجد لمخترع كويتي شاب الجو الملائم والبيئة الخصبة ليكمل فيها ابداعاته، أيعقل يا شيخ ألا نجد أي نوع من الدعم أو التمويل لشخص واحد فقط لديه هذه الامكانات الجبارة، والتي قد توفر على الدولة الملايين ويعيد للكويت اسمها ورونقها؟ جميع الدول المتحضرة تكرم وتشجع بشكل لا محدود هذه الطاقات، بل وتوفر المليارات من ميزانياتها لتخصيصها للبحث العلمي والتنمية البشرية ونحن لا نقوى حتى على تكريم علمائنا؟
أنا على ثقة بأن هذه الرسالة ستصل إليك، وكلي أمل أن نجدك في صف الشباب وأن تدعمهم، وأن تعطينا بعض الأمل، فالتنمية ليست بايبات وأرصفة وأسمنت، بل هي دعم للمميزين والمبدعين والعقول النيرة التي ستنهض بالوطن.
مبارك الهزاع
كاتب كويتي
[email protected]