سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / عاشوراء... يوم حزن وأسى
1 يناير 1970
08:00 ص
الحرية نبراس عظيم وجذوة تشع أملاً وتفضي إلى تحقيق سبل الخير ولهذه الحرية باب كبير يدق بكل يد مضرجة بالدم حتى يصل طالب هذه الحرية إلى تحقيق السعادة وتيسير سبل الخير للأمة، هكذا وقف أبوالأحرار أبوعبدالله الحسين إمام تلك الأمة التي أعماها غيها وضلت طريق الهدى.
وقف أبوالأحرار في مثل هذا اليوم يرشدهم ويدلهم إلى طريق النور والهداية وإلى السبيل المستقيم علمهم بأنه ابن نبيهم:
وثيقة من رسول الله باقية
يعلو الحسين بها فوق السهى رتبا
حسين مني سراج مشرق
وأنا من الحسين فيا أكرم به نسبا
الوحي أول ما أهدى صحائفه
كان الحسين من الأنوار مقتربا
هذا التراث الذي فاز الحسين به
عن جده لم يرث مالاً ولا نشبا
هكذا أفصح الحسين عليه السلام لأمة الظلام والضلالة ليهديهم ويعظهم فلم يجد أبوعبدالله الحسين عليه السلام منهم إلا الأسنة والسلاح جواباً وقف يناضل هو وآل بيته وأصحابه ناشد القوم بأن يسقوا طفله جرعة من الماء فأسقوه بسهم نحره من الوريد إلى الوريد فأرداه صريعاً على صدر والده.
آه يا يوم عاشوراء
انه لحزن يخيم على ربوع الأمة الإسلامية لأن جيوش الضلالة قتلوا ابن بنت نبيهم وأبناءه وقتلوا أصحابه وآل بيته هؤلاء الأصحاب الذين:
نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم
نالوا بنصرته مراتب سامية
قد جاوروه ها هنا بقبورهم وقصورهم
يوم الجزى متحاذية
وقفت في هذا اليوم زينب بنت أمير المؤمنين لتدفع عن اليتامى والأيامى من نيران الظالمين حيث:
تشاطرت هي والحسين بنهضة
حكم القضاء عليهما أن يندبى
هذا بمشتبك النصول
وهذه في حيفا معترك المكاره في السبى
هذا هو أبوعبدالله الحسين عليه السلام نصير المظلومين ومعلم الأحرار كيف تكون الحرية هكذا قال غاندي:
تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر، لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين شهيد الإسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر فلا بد من اقتفاء سيرة الحسين.
وهكذا سطر المستشرق الإنكليزي أدوار دبروان: وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حتى يسمع حديثا عن كربلاء؟
تمرد دم الحسين على الظلم والظالمين وهو المنتصر حتى يومنا هذا، فهل بعد هذه المناظر والدروس والآلام يكون يوم عاشوراء يوم فرح وسرور.
فليتبصر المتبصرون وتأخذ الأمة درساً من دروس أبي الشهداء لتكون حرة أبية في دنياها.
سلام على أرض الحسين بكربلاء
وقل لها مني سلام يزورها
سلام بأطراف العشي وبالضحى
تقفيه نكباء الرياح ومورها
وقد ربح الزوار زوار أرضه
يفوح عليهم مسكها وعبيرها
وسلام على أبي الأحرار
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي