لعل صعوبة وصف الحب تنتج من أنه مزيج من الانفعالات التي تختلط وتتواجد في آن واحد، خليط من الانفعالات المتداخلة: الفرح والحزن، الســـعادة والشـــقاء، الألم والراحة، القلق والاسترخاء، العذاب والمتعة، الطمأنينة والخوف، كل هذه المشاعر مجتمعة أو متناوبة تحقق حالة من النشوة، حالة غريبة محيرة يشعر بها الشخص العاشق، يحار في وصفها ولكنه يتمسك بها لأنها تخلقه خلقا جديدا.
خليط من المشاعر يمتزج فيخلق حالة انفعالية لا يدركها الا من عايشها ومن عاينها، يستعذبها ويتشبث بها فمن خلالها يدرك ما لا يدركه أحد ويرى ما لا يراه أحد، ومن خلالها يعيش حياة جديدة. انها ميلاد جديد، ميلاد عبقري، تشبه انفعالات المبدعين في لحظات الابداع التي يصعب وصفها، ولكن يمكن وصف استجابة النفس والجسد لها حين يستشعر ألما وسعادة في آن واحد. وربـما تتـــشابه معها من بعيد تلك اللحظات التي تعيشها الأم وهي تستقبل مولودها الجديد، في تلك اللحظة يجتـــمع الألم والســـعادة فيـــنشأ عنـــهما تجـــربة انفـــعالية فـــريـــدة. ولكــن ما هو السبب في الحب وما هو مصدر الشوق والفرح كما تتســـاءل الفـــنانـــة الشـــهيرة ســـعاد محـــمد: «مين السبب في الحب القلب ولا العين؟» ونجيـــبها هـــنا بآخر وأحدث الأبحاث العلمية، ليكون عيد الحب فرصة لتـــبادل المـــشاعر بين الزوجــــين لاستـــعادة الـــدفء والــــود، وما نقوله في هذه الدراسة وصفة طبية وليست بدعة.
ما هو الحب أصلا ولماذا وكيف نحب، ولماذا هو أو هي بالذات؟ أسئلة شغلت بال العلماء وأيضا الأدباء والمفكرون والكتاب. الأطباء يجيبون عليها من وجهة نظر علمية، والكتاب والأدباء والشعراء يتناولونها من وجهة النظر الانسانية والروحانية والاجتماعية والفكرية. وكلهم يهدف الى معرفة ما يحدث في جسم الانسان خلال تلك العاطفة الجياشة.
ونحن اليوم ندرك تماما أن كل عواطف الانسان وانفعالاته انما هي عملية كيميائية تحدث نتيجة لمنبه معين تنتج عنها موجات كهرومغناطيسية تؤدي اما الى التجاذب أو التنافر، فمن خلال نظرة عين، أو لمسة من نوع خاص، أو من رائحة عطر ذكية تخترق الأنف، أو صوت حنون يصل القلب عبر الأذن، من خلال ذلك تحدث للانسان تغيرات كيميائية تجعله يعيش وقتا سعيدا.
وللشعراء والأدباء والمطربون تراث هائل في هذا المجال، وجاء الطب الحديث ليؤيد ما كتبوه وما شدوا به. فقد اتفق الطب والأدب في الدور الذي تلعبه الحواس الخمس في الهاب مشاعر الحب والجنس، وعبر عن ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي وأكد على حقيقة طبية أدبية انسانية عندما قال: «نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء». ثم يحدث الحب وتلتقي المشاعر والعواطف.
الحواس الخمس والحب
ومن جانبه يقول الطب أن «الحواس الخمس»، البصر والسمع والشم والذوق واللمس، تلعب دورا بارزا في الهاب مشاعر الحب والهاب الغريزة الجنسية، فالعين لها أثر كبير في الانفعالات العاطفية بواسطتها نتذوق الجمال بمختلف صوره وألوانه، وهي ترسل رسائل ونبضات عصبية كهرومغناطيسية للمخ والجهاز العصبي الذي هو أساس تفاعلات الحب والجنس، فالطب يتفق مع ما ذهب اليه أمير الشعراء أحمد شوقي، أن «النظرة» هي أولى خطوات الحب في معظم العلاقات العاطفية.
وحاسة السمع ذات أثر بالغ على مشاعر الحب والغريزة الجنسية، ويتفق الأطباء مع الأدباء والكتاب والشعراء على أن «الأذن تعشق قبل العين أحيانا» والصوت الجميل والموسيقى الحالمة والهمس الرقيق لهم فعل السحر في العلاقات العاطفية والجنسية، الصوت الجميل يلهب الرغبة ويأسر اللب ويزيل الارهاق ويمس أوتار القلوب المتعبة من الاجهاد النفسي والفكري، ويضاعف من كفاءة الدورة الدموية والتنفسية.
ولحاسة الشم دور مهم في شحذ الهمم وتدفق المشاعر والهاب الرغبة الجنسية، ولهذا بالغت مصانع العطور في انتاج عشرات المئات من الروائح التي تستهوي الرجال والنساء، وتجذبهم الى بعضهم البعض، كما أن رائحة العرق للذكر والأنثى تلعب دورا أساسيا في العلاقات الجنسية لكثير من الكائنات الحية سلبا أم ايجابا.
أما حاسة التذوق فيتجلى أثرها في النشوة والمتعة اللتين تحدثهما القبلة العميقة في نفس الزوجين عند اختلاط لعابهما وارتشاف كل منهما «شهد الرضاب» الذي طالما تغنى به الشعراء وكتب عنه الأدباء، فقال غياث الدين عمر ابن ابراهيم الخيام في رباعياته الخالدة:
أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب...... فانما الأيام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال...... فنل حظك منه قبل فوت الشباب
ومن ناحية أخرى فان حاسة اللمس هي أخطر الحواس وأبلغها أثرا في تواصل مشاعر الحب والغريزة الجنسية، فاللمسة الرقيقة والقبلة الحانية قد تحقق الاشباع التام قبل الاتصال الجنسي.
المخ مهد الحب وليس القلب
غير أن النقطة الأساسية التي يختلف فيها الأطباء مع الشعراء والأدباء هي مصدر الحب، فالأبحاث الطبية تقول أن كل عواطف الانسان وانفعالاته انما هي عملية كيميائية تحدث نتيجة لافراز منبه معين تنتج عنه موجات كهرومغناطيسية تؤدي الى التجاذب أو التنافر. وتبدأ هذه التغيرات الكيميائية من المخ عندما تصل المنبهات من مختلف حواس الجسم من خلال الأعصاب والقنوات العصبية لتصل الى أعضاء الجسم المختلفة عبر الدورة الدموية. فدقات القلب المتسارعة والشعور بالخفقان واحمرار الوجه والعرق وبرودة الأطراف وغير ذلك مما يحدث عندما يرى الحبيب محبوبته انما هو في الحقيقة نتيجة لافراز كيماويات معينة نتيجة للحالة النفسية مثل «نور أدرنالين ودوبامين» وبعض الأمفتيامينات المنشطة. ومن هنا جاء الاعتقاد بأن القلب هو مهد الحب أو السبب فيه ومصدره لكن حقيقة الأمر أنه عبارة عن مضخة تدفع الدم الى جميع أجهزة الجسم وأنسجته وخلاياه وأن دقاته السريعة والمتوترة ما هي الا رد فعل لهذه الكيماويات التي يفرزها الجسم.
أعراض الحب الاكلينيكية
لكن مع هذا الاختلاف فان الطب يتفق مع الشعراء والأدباء تماما في أعراض الحب الاكلينيكية بل أن التراث الأدبي والشعر والغناء جذاب ومعبر تعبيرا بليغا وصادقا عن مشاعر الحب والشوق.
ومن علامات وأعراض مشاعر الحب وأحاسيس الغرام: خفقان القلب وهو شعور الانسان المحب بضربات قلبه وهو ما لا يحدث في الحالات العادية. والشعور بالخفقان ينتج اما من تزايد سرعة ضربات القلب في الدقيقة «72» ولكن عندما يبدأ هذا الخفقان يزداد عدد النبضات، وبالمناسبة فان خفقان القلب يعني أن ضربات القلب تزيد على مائة ضربة في الدقيقة.
ومشاعر الحب والغرام تؤثر في مركز الانفعال في المخ وتطلق موجات أو اشارات كهربائية الى الجهاز العصبي المستقل، وعن طريق العصب السمبثاوي تصل الموجات الكهربائية الى العقد الجيبية «san» لتنشيطها والتي تقع في الأذين الأيمن وتسري هذه الموجة في نسيج متخصص من خلايا القلب يسمى بجهاز التوصيل فتنتشر في الأذين حتى تصل الى العقدة الأذينية البطينية «avn» الموجودة عند اتصال الأذنين بالبطينين. ومنها تسير في حزمة تسمى بالحزمة الأذينية البطينية وتنقسم هذه الحزمة الى فرعين واحد لكل بطين ثم تتفرع هذه الحزمة الى العديد من الشعيرات التي تتغلغل في خلايا البطين.
والنبضات العصبية الناتجة عن انفعال الحب والشوق والغرام عن طريق العصب السمبثاوي تزيد من نشاط القلب عن طريق العقدة الجيبية «san» فتزداد سرعته وقوة ضرباته فيشعر المحب بالخفقان.
وقد أدرك الشعراء قبل الأطباء أن أهم أعراض الحب الاكلينيكية هو الخفقان فحفلت قصائدهم الشعرية والغنائية باظهار الخفقان كعرض رئيس للحب، فشدى المطربون بروائع من الشعر الغنائي لكبار الشعراء، وعلى سبيل المثال فان كوكب الشرق أم كلثوم عبرت عن خفقان القلب للحب: «واسهر واسمع نبض قلبي يناديك روحي فيك أنا روحي فيك»، ووصف الشاعر الغنائي أحمد رامي أعراض الحب في رائعته أقبل الليل التي شدت بها أم كلثوم أيضا:
يا هدى الحيران في ليل الضنى............ أين أنت الآن بل أين أنا
أنا قلب خفاق في دنيا الأشواق.............. أنا روح هيمان في وادي الأشجان
وشدا الفنان عبد الحليم حافظ برائعة الأمير الشاعر عبد الله الفيصل في أغنية سمراء:
سمراء يا حلم الطفولة يا منية النفس العليلة
كيف الوصول الى حماك وليس لي في الأمر حيلة
فوسيلتي قلب به مثواك ان عزت وسيلة
فلترحمي خفقانه لك واسمعي ترتيله
وهناك الكثير والكثير من القصائد والأغاني التي تعتبر الخفقان القلب أولى مشاعر الحب والغرام بل وأهمها.
احمرار الوجه والعرق
احمرار الوجه من أعراض وعلامات الحب، ويحدث ذلك نتيجة تمدد الأوعية الدموية السطحية بالوجه التي تتأثر بالموجات العصبية التي تنتقل من المخ الى الجهاز العصبي المستقل الذي يزيد تنبيه العصب السمبثاوي، وهذا العصب هو الذي يغذي بشرة الوجه عن طريق زيادة افراز هرمون «الأدرينالين والنور أدرينالين» وتنبه مستقبلات معينة داخل جدار الأوعية الدموية السطحية فتتمدد ويحمر الوجه من مشاعر الحب والشوق.
والعرق أيضا من أعراض الحب، فعندما ينفعل المحب ويلح عليه الشوق عند رؤية محبوبته يتصبب عرقا، وكلما زاد الشوق ازداد ارسال الرسائل العصبية من المخ الى الغدد العرقية على سطح الجلد والتي تفرز العرق المائي.
الارتباك واضطراب الصوت
عندما يرى الحبيب محبوبته يحدث نوع من الارتباك وذلك نتيجة لسرعة توارد الأفكار وتداخل المشاعر وتدفقها، وربما يضطرب الصوت ونغمته نتيجة الانفعال الذي ينتج عنه زيادة افراز المواد الكيميائية من المخ بسبب زيادة الموجات الكهرومغناطيسية التي تمر خلال الأعصاب والقنوات العصبية. كما يشعر من هم في حالة حب، ولهفة وشوق، ببرودة الأطراف عند اللقاء وذلك نتيجة حدوث ضيق في الأوعية الدموية الطرفية التي يتحكم فيها الجهاز العصبي المستقل اللا ارادي فينشط العصب السمبثاوي وتضيق الشرايين الطرفية فيقل تدفق الدم بها ويشعر الانسان المحب ببرودة الأطراف.
وعندما يلتقي الانسان بمن يحب يشعر بمشاعر جياشة تعبر عن حب جارف ومشاعر متدفقة ينتج عنها افراز مواد كيميائية من المخ «فنيل ايثيل آمين pea» وتعمل هذه المشاعر على لمعان العينين وبريقهما واشراقة الوجه وظهور مشاعر الحب والغرام والهوى وعبرت جارة القمر عن ذلك برائعة سيد درويش:
خايف أقول اللي في قلبي تتقل وتعند ويايا
ولو رديت عنك حبي تفضحني عيني في هوايا.
كيمياء الحب الرومانسي
تصل الرسائل عن طريق الحواس الخمس، بما تحمل من مشاهد ومشاعر وأحاسيس ورغبات، الى المخ لتحدث تغيرات كيميائية، والمنبهات المرسلة من الحواس الخمس تنتقل من خلال الأعصاب والقنوات العصبية لتصل الى أعضاء الجسم من خلال الدم، لتحدث الأعراض التي أشرنا اليها، ذلك أن كيمياء المخ تنتج مادة تسمى «فينيل ايثيل أمين PEA»، وهي من المواد المنشطة من أبناء عمومة «الأمفيتامينات»، وعندما تلتقي شخصا تنجذب اليه يكون هذا الاعجاب هو الشرارة التي تطلق هذه المادة فتعطينا حالة السعادة والانطلاق والنشاط، الا أن هذه المواد لا يستمر افرازها بنفس المعدلات العالية التي تفرز في بداية الحب وبالتالي فان بعض العلماء يقول: «ان الحب الرومانسي أو الجارف أو الملتهب قصير العمر والسبب في ذلك أن الجسم يقاوم هذه المادة، «فنيل ايثيل أمين PEA» كما يقاوم بقية «الأمفيتامينات»، وذلك مثلما يحدث في حالات الادمان، لهذا فانه وبعد أن كان المزاج يتأثر بجرعة معينة نجد أن الجسم، ومع مرور الوقت، يحتاج الى جرعة أكبر كي يحصل على نفس التأثير، والشائع أنه بعد مرور ثلاث أو أربع أعوام من الحب الرومانسي يصاب الانسان بالملل نتيجة نقص هذه المادة من المخ واحتياجه لكمية أكبر منها. ولذلك يوصي العلماء بضرورة أن يحاول الحبيبان تجديد أواصر العلاقة العاطفية بالاجازات والاسترخاء والرحلات الممتعة، التي تجدد النشاط، كلما شعرا بسحابة الملل، وذلك ليحفزا المخ على انتاج هذه المواد الكيميائية بالكميات المطلوبة لعودة الحرارة الى علاقة الحب ومشاعر الغرام. ولعل الحديث النبوي الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر عن هذه الحقيقة العلمية الطبية الفسيولوجية الكيميائية بقوله: «اذا أحب أحدكم أخاه فليقل له اني أحبك فذلك يزيد الحب بينهما» صدق رسول الله. فالاحساس وحده لا يكفي ولكن لا بد من الافصاح عن العواطف لتجديد أواصر الحب بين المحبين.
الشيكولاتة تعالج أعراض الهجر
بداية اكتشاف ارتباط الحب الرومانسي بمادة «فنيل ايثيل أمين pea» كانت في عام 1983 على يد دكتور مايكل ليبوفيتز والذي اعتبر أن هذه المادة هي المسؤولة عن الحب الرومانسي الجارف وأن انخفاضها يسبب نوعا من الاكتئاب يختلف عن الاكتئاب العادي، ذلك أن المريض بهذا النوع من الاكتئاب يأكل بشراهة ويزيد في الوزن وينام كثيرا معظم ساعات اليوم، وتصبح حساسيته للانفعالات الخارجية من حوله كبيرة جدا ويصبح شديد التأثر بها.
ويقول العالم ليبوفيتز أن الحب الرومانسي والانغماس في ممارسته يرفع مستوى مادة «pea» في الجسم وهي بدورها ترفع مستوى الاحساس بالحب، لكن ومع انتهاء الحب تحدث أعراض انسحاب، وهي أعراض تتشابه ربما مع أعراض الانسحاب الذي يصاب به مدمن هذا النوع من المنشطات والأمفيتامينات عندما يقلع عن تناولها، وتكون النتيجة أن الانسان يصاب بالاكتئاب مع فقد الحبيب أو الهجر أو زوال الحب.
وقد تبين أن العلاج بالمواد المثبطة لأنزيم «مونو أمين اوكسيديز- maoi» يمنع تكسير مادة pea»» ويرفع مستواها في الدم ويعالج حالات الاكتئاب الناشئة نتيجة نقصها، كما أن العلاج بمادة «فنيل ألانين» وهي أحد الأحماض الأمينية التي تصنع مادة «pea»، وفيتامين «ب6» يؤدي الى استعادة تركيز مادة «pea» في الدم وزوال أعراض الاكتئاب والهجر، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن استخدام قرص دواء مثل «ديبرنيل 10 ملغم» مرة واحدة يرفع مستوى مادة «pea» في الدم أكثر مما يحدثه أكل علبة شيكولاتة.
ولقد أشار العالم ليبوفيتز الى أن الشيكولاتة تحتوي على كميات قليلة من مادة «pea» لهذا يمكن أن يكون لها تأثير على عاطفة الانسان ورومانسيته اذا تناولها بكميات كبيرة، ويمكنها حمايته من أعراض الاكتئاب في حالة فقد الحبيب أو في حالات الهجر، الا أن الشيكولاتة أيضا يمكن أن تسبب نوعا من الادمان عند بعض الناس.
انما، وبالتأكيد فانه ليس من المعقول أن يلجأ الانسان الى أكل الشيكولاتة لكي يهيم عشقا وحبا ثم يجد وزنه قد أصبح أقرب الى الأفيال، بل عليه التجديد والتغيير في نظام حياته والانطلاق في الاجازات برحلات ممتعة لتنشيط المخ على افراز مادة «pea».
النساء أكثر رومانسية وتعرضا للاكتئاب
أثبتت الأبحاث الطبية أن مستوى مادة «pea» يكون أكثر عند المرأة منه عند الرجل وخاصة في فترة التبويض وهي الفترة التي تكون فيها الاثارة الجنسية والاستعداد في الجهاز التنازلي أعلى من أي فترة أخرى، وكأن المولى عز وجل قد أراد أن يكون استمرار الخلق في ذرية بني آدم، من خلال الجنس، مقترنا بالحب والرومانسية وأيضا المتعة.
أما المادة الأخرى المسؤولة عن هذا الملل والضيق بعد الحب الرومانسي الشديد فهي مادة «B-ENOORPHIN -أندروفين B» وهي أفيونات طبيعية يفرزها المخ والجهاز المناعي للانسان ونقصها يؤدي الى اضطرابات في السلوك والمزاج الطبيعي للانسان والاحساس بالاكتئاب.
والاندروفينات هي مواد مطمئنة طبيعية تعطي الاحساس بالأمن والاستقرار وتقلل من شعور الانسان بالألم، وقد ثبت أن وفاة أحد الشريكين الحبيبين تقلل من الجرعة التي يفرزها الجسم من هذه المادة مما يجعله يشعر بالقلق وفقدان الأمان والاكتئاب النفسي والميل الى العزلة. ومن المهم جدا أن يحدث التوازن بين العواطف الملتهبة الرومانسية والانطلاق والنشاط الذي تسببه الأمفيتامينات ومادة «pea»، وبين مشاعر الاستقرار والأمان واعتدال المزاج الذي تسببه الاندروفينات حتى يستمر ايقاع الحياة ومشاعر الحب والود بين المحبين، وتستمر ممارسة الجنس بينهما كنوع من المتعة والاستمتاع لا نوع من أداء الواجب والروتين.
وهناك هرمون آخر يدخل في تفسير الأصل الكيميائي للحب والجنس وهو هرمون «أوكسيتوسين- ox yto-cin» وتفرزه الغدة النخامية في المخ وله عدة وظائف منها المساعدة على انقباض العضلات الملساء، وهو عند النساء يساعد على انقباض عضلات الرحم بعد الولادة كما أنه يلعب دروا مهما في افراز حليب الأم من الثدي مع هرمون «برولاكتين»، والجديد الذي يقوله العلماء أن هذا الهرمون هو الذي يضفي على الرجل والمرأة الشعور بالسعادة عند ممارسة الجنس والعلاقة الجسدية الحميمة وأن الشعور بالسعادة أثناء ممارسة هذه العلاقة مرتبط بافراز هذا الهرمون عند كل من الزوجين، فهرمون الأوكسيتوسين يسهل عملية الانجذاب ويزيد من قوة الاحساس باللمس بين الشريكين أثناء العملية الجنسية، وفي الوقت نفسه تزيد نسبته في الدم مع التلامس والعناق والتقبيل، ويرتفع الى أقصى معدلاته مع الوصول للرعشة أو الهزة التي يصل اليها الشريكين في قمة اللذة الجنسية، ثم يهبط مستواه بسرعة بعد ذلك، لكنه يهبط عند الرجل أسرع من المرأة.
والدراسات التي أجريت أثبتت أنه عندما يصل الانسان الى قمة اللذة فان المخ يعطي شحنات كهربائية مشابهة تماما لتلك الشحنات التي يعطيها عند حدوث نوبة من نوبات الصرع في مخ المصابين بهذا المرض.
أعراض الحب في الشعر والأدب
الشوق: نزوع النفس الى الشيء وتعلقها به
الصبابة: الشوق وحرارته، والصبب العاشق ذو الحب الشديد
العشق: افراط الحب وشدته.
السهد: الأرق وقلة النوم.
الشجن: الحزن والهم الناتج عن حاجة المحب الشديدة الى محبوبه.
الحنين: الشوق وتوقان النفس، والحنان يعني الرحمة ورقة القلب.
الغرام: الولع والتعلق بالشيء تعلقا لا يستطاع التخلص منه والعذاب الدائم الملازم، والحب المعذب للقلب.
اللوعة: حرقة في القلب وألم يجده الانسان من حب أو حزن أو هم أو نحو ذلك.
المحبة: الود والميل للشيء السار.
الهوى: الميل والعشق ويكون في الخير والشر وميل النفس الى الشهوة.
الوجد: الحب الشديد، ووجد به وجدا: أحبه حبا شديدا فهو واجد أي محب.
الود: الحب وده ودا، وداد أو مودة: محبة.
التباريح: الشدة والأذى والمشقة وتباريح الشوق لوعته وشدته وتوهجه.