الكوت / البحر... هبة الكويت
1 يناير 1970
03:33 م
مَنّ الله على أهل الكويت ببحر ازرق هادئ، فالبحر هبة الكويت.
ذهب الغاصة قديما إلى ساحل بحر جنوب قرية الشعيبة في الكويت، وهذا الساحل هو ساحل العدان، وهو ارض خالية من السكان تكثر بها الذئاب الشرسة.
مسميات عديدة عرفها الغاصة واماكن الغوص مثل بندر راس الزور، وجليعة العبيد، وجليعة الأحرار والخفجي والضباعية وريوق الغاصة (قدوع) شاي وقهوة مع تمر والوجبة الرئيسة العشاء فتكون من الرز (العيش) والسمك.
عاش الغاصة على وجبتي السمك والطيور والغزلان، التي تكثر على الساحل، و سمي راشد بن احمد الرومي امير الغوص، وصل الكويتيون الى مغاصات سيلان، وهي تشابه عملية الغوص هناك مثل عملية الغوص في الكويت، وعمق مغاصات سيلان 8 ابواع الى 11 باعا والبحر هناك هادئ صاف فيه اسماك القرش (الجرجور).
ظهرت مسميات اقتصادية تتعلق برواتب الغواص والبحارة منها استافي (استيفاء الدين) خلاوي (بحار ليس له دين لصاحب السفينة، رادي سلفه البحار) إلى جانب الردة، رادي الرديدة وتعني العودة.
والواقع إن البحارة والغاصة يصابون بأمراض بحرية وهنا طرق للعلاج مثال إحراقه (حرارة الجفون).
(دبغ) التهابات وقروح في الأفخاذ، سَنَى: نفاد الأكسجين من رئتيه فيُغمى عليه ويدخل الماء في رئتيه وقد ينجو وقد يموت، شَرى: حرقان في الجلد تسببه بعض نباتات البحر وقناديل البحر. طنان: ألم بين العينين عند نهاية أعلى الانف يحدث في أثناء الغطس.
هناك كلمات ومصطلحات العمل البحري مثل (اجمع) وهي كلمة يوجهها النوخذة ليجمع ما عند البحارة من لؤلؤ بعد الغلق.
ادحيت: رياح شديدة تفاجئ السفينة الزم (أمر بالتجديف)، انبتر أي انقطع الحبل انجضعت : مالت على جانب لشدة الريح.
ويقال أيضا شيع (شيعت السفينة اي انحرفت مع الريح) اما صافق فيقال الشراع صافق يعني لا توجد رياح تحرك الشراع.
أما شهلت ويقال شهلت السفينة اي مس قاعها الطين، اما شرعت السفينة فالمعنى التصاق السفينة بأخرى لتفريغ الحمولة أما صاول فيقال صاولت السفينة يعني السفينة غير مستقرة، إما معنى صلاته اي وقوف الهواء نهائياً.
أما كلمة طرحت ويقال أطرحت السفينة يعني أنزلت شراعها وتوقفت عن السير.
وطابق تعني لصقت السفينة بالميناء، اما كلمة فيض فتعني فينطت السفينة اذا خرجت من شط العرب بشحنتها من التمر إلى الهند والى أفريقيا.
أما كلمة (فَرص) يقال فرصت السفينة اي مرت من مضيق بين جزيرتين.
أما كلمة لوثه فهو كل شيء طافح على سطح البحر يرى من بعيد يسمى لوثة وكل شيء ساقط من السفن.
لقلالقه: أمواج صغيرة في الميناء.
نوف: النوف قطعة من قماش اسود يوضع على احد الصواري لتراها السفن من مسافة بعيدة وهي تعني ان هناك خطرا حدق بالسفينة وتحتاج إلى مساعدة اما يلس يقال يلس إذا مال صاحب السفينة مع الريح.
مسميات الرياح داخل البحر
طهف: رياح مفاجئة شديدة
دغداغ: هواء منعش
خواهر: ركود الهواء
سوايب: ريح شديدة لا تلين.
وتقول غنيمة الفهد : «البحر متعة أهل الكويت ماضيا وحاضرا، جلسات البحر الليلية للشباب (للتقمبر) وجلسات النساء والاطفال مع جدور المشخول وحشو روبيان يابس. ومربين ودقوس صبار والاجار تختلف اشكاله والوانه مع الرقي. والبطيخ واللبن».
كانت اللمة العائلية على ساحل البحر مساء والسباحة والمرح صباحا للأطفال الصغار، والنساء اللواتي يضعن الحنة الحمراء على رؤوسهن اجتنابا لضربة الشمس. لقد كان البحر متنفسا حقيقيا للأسرة الكويتية للسباحة والتجمع والجلسات مع المداد ومطاره الجاي ومطاره الماء (إم نسر) ولعب الصغار بالقواقع من زبوط وعوعو.
البحر فيه شفاء من الجروح المتقيحة لوجود الماء المالح، والملح الذي يعقم الجرح.
والبحر لعبة وتسلية وغناء وأهازيج وتضرع الى الله، فصدحت حناجر النساء بالاهازيج التراثية الرائعة.
البحر رزق للكويتيين (انه هبة الله للكويت) به الرزق، والكسب الحلال، عن طريق الغوص على اللؤلؤ. واثرى رجالا كثيرين وعائلات كثيرة من تجارة اللؤلؤ. ونذكر من الطواويش تجار اللؤلؤ، المرحوم حسين بن علي آل سيف الذي ذهب لبيع اللؤلؤ الى باريس سنة 1932 مع مساعد الصالح القناعي، وهلال المطيري وآخرون كثيرون حدثت لهم مآسٍ ابان الغوص. من غرق للسفن مثل غرق سفينة عبداللطيف المضف سنة 1910، وغرق سفينة خالد بن اسفيح سنة 1916، ناهيك عن طبعة بلال الشهيرة.
كانت السفيتة سفيتة الغوص استراحة السفن تسمى بندر ومن البنادر التي تستريح لديها السفينة للتزود هي بندر الضباعية، بندر جليعة العبيد، جليعة الأحرار، بندر راس الزور، بندر حد الحماره، بندر النويصيب، بندر الخفجي.
والبحر مصدر رزق فهناك سفن السفر التي تنقل التمور من البصرة لتمخر عباب سواحل شرق آسيا، الهند، سواحل إفريقيا، وترجع للتبضع وتستورد البخور والباسجيل والمنقور. والعطور وغير ذلك.