تركي العازمي / وزير الصحة وكارثة اتفاقية «جامعة ماكجيل»!

1 يناير 1970 06:33 ص
كتبنا مقالاً عن اتفاقيات وزير الصحة الدكتور هلال الساير نشر في «الراي» 2 نوفمبر 2011، ولم نتطرق للتفاصيل رغبة منا إعطاء الحكومة الفرصة لمراجعة الاتفاقيات المليونية حماية للمال العام وحفاظاً على صحة مرضانا، وقبل أيام ظهر لنا النائب مبارك الوعلان و«بط الجربة» التي تحفظنا حولها لأسباب أدبية!

يقول النائب إن الوزارة وقعت مع شركة في كندا تمثلها سيدة قريبها يعمل في وزارة الصحة، وليس مع جامعة ماكجيل حسب ما نشر في الصحف في 28 يناير 2010، وقيمة العقد 25 مليون دينار، والمعلوم أن أي اتفاقية بهذا المبلغ يجب أن تمر على لجنة المناقصات: فهل أطلعت لجنة المناقصات على الاتفاقيات!

الطريف في الأمر ان جراح قلب أطفال صاحب أداء متميز تم الاستغناء عنه لوجود ذلك الاتفاق وبعد رفض جراح قلب الأطفال الكندي الحضور لأن العقد غير ملزم لأنه ليس مع «جامعة ماكجيل» أحضروا بعد أن «توهقوا» جراحاً من دولة «....» ومستواه «الله أعلم به»، وأحد الجراحين ممن حضر وقام بإجراء جراحات قلب أطفال هو جراح يعمل من دون مقابل وفق النظام الخيري (Charity Surgeon)... طيب الـ 25 مليون دينار وين راحت!

ما نريد أن نوضحه ونعرضه على معالي الوزير الساير الذي لا نشك في نزاهته أن ما حصل يحتاج مراجعة فورية: فهل العقد مع الشركة الكندية أم مع «جامعة ماكجيل»؟ وإن كان مع الشركة حسب ما عرض لنا النائب الوعلان فمن هو المتنفذ الذي خطط لهذه الكارثة!

لقد حرص المشرع على حماية المال العام ويفترض أن يكون للجنة المناقصات والفتوى والتشريع دور في مثل تلك الاتفاقيات، ومن غير المعقول أن تتحدث البشر عن فساد بعض قياديي وزارة الصحة من دون وقائع تدفعهم إلى ذلك...!

ولقد نبهنا مرات عدة من خطورة البطانة حيث فسادها لسبب أو آخر يدفع القيادي للمضي نحو خط يجلب الكوارث على البلاد والعباد، ونحن هنا استندنا إلى المعلومات التي ذكرها النائب الوعلان، ونرغب من الوزير الساير أن يزيح الستار عن الحقيقة أيا كان وضعها مع أو ضد سياق الحيثيات المطروحة في هذا المقال ومهما كانت النتيجة، نحن فقط نرغب في تسمية الأمور بمسمياتها، وإن كان هنالك مخطئ أي كان مركزه ونفوذه فيجب أن يحاسب فالغاية من الاتفاقيات رائعة نظرياً، ولكن الواقع أظهر خلاف ذلك و«الله يستر علينا»!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإننا نسأل الوزير الساير عن نتائج البحث الذي تم إجراؤه على مرضى التصلب المتعدد (MS) الذي وعد الوزير بنشر نتائجه في نوفمبر الحالي: فهل هناك من نتائج، وما المستجد في ذلك، والتفاصيل المتعلقة بذلك المرض الذي أثير لغط حوله في الأشهر الماضية؟

إن صحة البشر خط أحمر ونتمنى من الوزير الساير أن يجيب عن تساؤلاتنا في أسرع وقت ممكن كي تظهر الحقائق بحلوها ومرها... المهم أن تظهر لنا كي نستريح. والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]