تابع كثير منا اللقاءات الخاصة بمناقشة ما سطره العقيد ركن متقاعد النائب السابق في مجلس الأمة الأستاذ المحامي ناصر الدويلة في كتابه «ردة الفرسان»، والتي امتدت إلى أربع حلقات، ابتعد فيها المذيع عن المهنية في المناقشة والجدية في تناول موضوع الكتاب، الذي سطر العديد من بطولات أبناء وطني من منتسبي الجيش الكويتي الباسل.
لقد اغتصب «بعثيوا» العراق الكويت على حين غرة، وانتهكوا أبجديات حسن الجوار دون أن يراعوا ذمة أو ضميراً، واطمأنت قيادتنا وقتها إلى تطمينات القادة العرب الذين تدخلوا لحل الأزمة الناشبة بين الكويت والعراق آنذاك، ولكن صدام وأزلامه كانوا يضمرون شراً للكويت وأهلها المسالمين، فهتكوا أستار الجيرة، ودنسوا أرضها بجنازير دباباتهم، وسقط الجيش الكويتي منسحباً من أرض المعركة غير المتكافئة، بعد مناوشات هنا وهناك لأبطال من حقهم علينا أن نسطر ما بذلوه من عطاء يكتب بماء الذهب، ويدرس لأجيالنا القادمة، كأمثلة على التضحية بالروح ليحيا الوطن.
لم أقرأ ما كتبه الدويلة في كتابه «ردة الفرسان»، ولكني تابعت بعض تلك الحلقات، واستمتعت بالمواقف البطولية للمؤلف وزملاء السلاح في الكتيبة السابعة، وأعجبتني فكرة الكتاب، فهي توثيق لأحداث قد ينساها الناس مع مرور الوقت، وفيها من الحقيقة الشيء الكثير، وإن لم تعجب بعضهم، ولكنها تبرز، دون شك، بعضاً من الجوانب المشرقة لدرعنا الأول ضد الأطماع الخارجية (بعد الله بالطبع)، أقول هذا لأن الأمر غير معني بشخص ناصر الدويلة، ولكنه تعزيز لثقتنا في وجود عناصر ذات جهوزية عالية في مؤسسة الجيش الكويتي، وإلا فلا معنى لوجوده إن لم يكن كذلك.
في نهاية الحلقة الأخيرة تم عرض شهادات مسجلة لبعض من عاش تلك المواقف البطولية، كما عُرض تسجيل لبعض قيادات الجيش ممن عارض شخص المؤلف أو ما جاء في كتابه من أحداث ومواقف، حيث ستتم المواجهة يوم الخميس المقبل بين الفريقين، وفي تقديري أن الحلقة المقبلة ستشهد نوعاً من المواجهة غير الموضوعية.
أتمنى على وزارة الدفاع أن تتدخل في الموضوع، وأن توقفه عند هذا الحد، احتراماً للمؤسسة العسكرية، ووفاء لدماء الشهداء والأبطال، ولمن أراد أن يرد على ناصر الدويلة فله كامل الحق أن يكتب ويدّون ويؤلّف دون مهاترات إعلامية، تظهر فيها قيادات مؤسستنا العسكرية بهذا المستوى من الطرح غير العلمي.
د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
[email protected]