عالم الفضاء المصري الذي أصر على مواصلة أبحاثه في بلاده

حجي: أبحاث ناسا في صحراء مصر الغربية مهدت لاكتشاف الماء على المريخ

1 يناير 1970 10:19 ص
| القاهرة - من علي الطواب |

أكد عالم الفضاء المصري الدكتور عصام حجي، أهمية الأبحاث والدراسات التي أجراها فريق علمي تابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في صحراء مصر الغربية لاختبار كفاءة عمل أجهزة التصوير بالرادار تمهيدا لاستخدامها في برنامج فضائي لاكتشاف الحياة والماء على كوكب المريخ.

وقال - في حواره مع «الراي» لدى زيارته القاهرة أخيرا -: نتائج الاختبارات مبشرة للغاية، فقد تمكنا من خلال الأجهزة الحديثة من رصد وجود المياه على أعماق مختلفة بصحراء مصر الغربية، وهي الصحراء التي تتشابه إلى حد بعيد مع سطح المريخ.

وإلى نص الحوار:



• علمنا بوجود رحلات بحثية مسبقة لناسا في صحراء مصر الغربية... فما أهدافها ونتائجها؟

- نعم قمنا بعد عدة رحلات بمشاركة فرق البحث العلمية التابعة لوكالة ناسا الفضائية الأميركية إلى الصحراء الغربية المصرية خلال السنوات الأربع الماضية لإجراء اختبارات كفاءة عمل أجهزة التصوير بالرادار التي أشرف عليها،وذلك في إطار برنامج «ناسا» لاكتشاف الحياة على كوكب المريخ ، لأن المنطقة تتشابه في خواصها مع سطح الكوكب الأحمر وأسفرت الاختبارات عن عدة نتائج ملموسة ، كانت أولاها أثناء إجراء التجارب حيث تم رصد وجود المياه على أعماق مختلفة بالصحراء الغربية. وأيضا رصدت فوهات لمواقع نيازك والتي ردمت بفعل عوامل التعرية.

• قبل التصوير بالرادار ما الوسائل المساعدة في أبحاثكم عن باطن الأرض؟

- كنا نستخدم تقنية المسح بالرنين المغناطيسي ، لكنها لم تكن مجدية في هذه الحالة ، لأن أشعة الرنين تقوم بتصوير الأجسام الحديدية تحت سطح الأرض ، ولأن منطقة البحث طينية وتتم زراعتها منذ سنوات طويلة من الطبيعي أن تحتوي هذه التربة على أجسام حديدية كثيرة مثل المسامير. وغيرها من المعدات التي يستخدمها المزارعون،ولذلك فالنتائج التي توصلنا لها لم تكن بالدقة المطلوبة، ولهذا كان الاختيار الأفضل أمامنا هو التصوير بالرادار الذي يتيح لنا تصوير الأجسام بأبعادها الحقيقية في أعماق مختلفة.

• بم تقيّم هذا الكشف عن النيزك وأهميته؟

- بالمعاينة المبدئية للنيزك اكتشفنا أنه غني جدا بأكاسيد الحديد. وهي نوعية نادرة جدا من النيازك ، لأنها تمثل أقل من 1 في المئة من النيازك التي عثر عليها ، كما أنها تمثل الصخور القادمة من حزام المذنبات الذي يقع بين كوكبي المريخ والمشتري.. وبتحليل المعادن والعناصر العضوية الموجودة فيه قد نحصل على رؤية واضحة عن نشأة المجموعة الشمسية وتطور الحياة على الأرض.

كما أن هناك فائدة أخرى تتحقق بدراسة هذه النيازك على أنها أجسام ترتطم بالأرض ، حيث يظن البعض أن ارتطام هذه الأجسام بالأرض أمر - نادرا - ما يحدث في تاريخ البشرية ، وإذا حدث فغالبا ما يكون حجم النيزك صغيرا لا يتعدي وزنه بضعة غرامات من الأحجار، وهذا خطأ كبير، لأننا بالعثور على نيزك بهذا الحجم «80 كج» يعني أنه ربما تكون هناك نيازك بأحجام أكبر قد تصيب الأرض.

• كيف يستفاد بالنيزك بعد سقوطه وكيفية الاحتفاظ به؟

- قمنا بوضعه في متحف بهيوستن وسنقوم بدراسة خواصه الكيميائية والفيزيائية والكهربية، وهذه الدراسة ستفيدنا في التحضير للمهمة الفضائية المقبلة للمركبة «روزيتا» التي تم إطلاقها العام 2004 ، والتي من المفترض وصولها للمذنب «C-67» عام 2014 ، ويوجد على هذه المركبة جهاز يستخدم تكنولوجيا التصوير بالرادار ومهمة هذه المركبة هي اكتشاف تكوين المذنبات والتفاعلات التي تحدث بها بغض النظر عن درجة حرارتها.

• ما آخر ما توصلت إليه هذه التكنولوجيا على كوكب المريخ؟

- منذ بدأنا أبحاثنا بالصحراء الغربية المصرية العام 1999 ، كانت بداية طريق اكتشاف المياه على سطح المريخ،واليوم توجد على سطح المريخ مركبتان فضائيتان هما «مارس إكسبريس» و«مارس ريكونيسانس أوربيتال» تحملان أجهزة مطابقة للأجهزة التي تم اختبار كفاءتها في الصحراء الغربية ، وقد حصلنا منهما على معلومات قيمة أدت لاكتشاف تشكيلات جيولوجية تحت الأقطاب الجليدية لكوكب المريخ «الشمالي والجنوبي» على أعماق حوالى «3000» متر من السطح.

• إذا ما نصيب مصر من هذه الأبحاث وتلك الاكتشافات؟

- أقول بصراحة إنني مُـصرّ على إتمام هذه التجارب في مصر «بلدي» ولو كره الكارهون ، إنني مُـصرّ على القيام بواجبي تجاه بلدي وأسعى لترجمة هذا الحب على أرض الواقع من خلال الأبحاث التي قد تفيدها ذات يوم، ولا أريد أن يكون حبي لها مجرد شعارات .

• عصام حجي.. عاشق بلاده

الدكتور عصام حجي، هوعالم فضاء مصري حصل من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علم الفلك،رحل بعدها إلى باريس طلبا للعلم واستكمالا لدراسته حصل على الماجستير في علم الفضاء سنة 1999 ثم تبعها بالدكتوراه من نفس الجامعة سنة 2002.

بدأ مشواره العلمي كمعيد بكلية العلوم - بجامعة القاهرة في العام 1997 ثم باحثا بالمركز القومي للبحوث «CNRS» بفرنسا سنة 1999 ثم مدرسا بجامعة القاهرة سنة 2002 ثم باحثاً بمركز الفضاء الفرنسي «CNES» ثم انتقل للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة.

وهويعمل حاليا في معمل محركات الدفع الصاروخي بالوكالة في القسم المختص بالتصوير بالرادار والذي يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية.

ويشرف أيضا في الوقت الراهن على فريق بحثي لعلماء يعملون ضمن مشروع لـ «ناسا» لدراسة المذنبات، كذلك يشارك _حجي_في أبحاث استكشاف الماء في المريخ وتدريب رواد الفضاء. كما أنه يشغل منصب أستاذ لعلوم الفضاء بجامعة باريس بفرنسا.