كنا وما زلنا مع كتلة «العمل الشعبي»، وإن اختلفنا مع بعض اطروحاتها، نبقى معها لأن مسطرتها واضحة تبدأ بأول مادة من الدستور وتنتهي فاعليتهم عند آخر مادة منه... وها هي كتلة «العمل الشعبي» تتحدث عن نبض الشارع الكويتي الذي يرى أن الدستور هو المسطرة الوحيدة.
مخيم كتلة «العمل الشعبي» الربيعي، الذي تمنينا التواجد فيه، بدأ وأعلن التحول إلى حركة العمل الشعبي إلا إن تواجدنا خارج البلاد حال دون ذلك: تحدثوا عن سرقة البلد «من الشق للشق» وعرضوا لنا أمثلة عن أوجه الفساد، ونحن في هذا المقال لا نكرر ما طرح فهو منشور في الصحف ولكن نتساءل: ماذا بعد طرح القضايا وتبيان الخلل الذي تعاني منه الممارسة الديموقراطية؟
تحدثنا قبل دور كل انعقاد وبعده والاختلاف ما زال قائماً حتى بلغ الفتنة ورموز الفساد، والمراد من الحديث أن نستفيق من غفلتنا ولكن الأيام تثبت لنا الأوضاع «متقلبة» مرة «لا بأس عليها» والباقي اختلاف واختلاف على الاختلاف حتى صرنا لا نعرف من هو مع ومن هو ضد باستثناء تلك المجموعة التي أطاحت مواقفها بالستار الذي كان يغطي واقعهم المؤلم!
ورغم أن مواد الدستور واضحة، وهو ما يطالب بتطبيقه أعضاء «التكتل الشعبي»، يستمر العابثون بمستقبل البلاد في البحث عن مخرج إما عن طريق تعديل أو توجه يحرمنا من روح الدستور الذي ارتضيناه مسطرة تحقق مطالب الأجيال القادمة!
غداً وبعد عطلة العيد ستتضح الصورة، وتظهر لنا الرجال كاشفة معادنها إما مع الدستور أو ضده... وهو امتحان للعقول النيرة التي نريد لها التحرر من غفوتها وتنتبه لخطورة الوضع!
نعم... إن الوضع خطير فالمشاكل في ازدياد ومع كل صباح تظهر لنا قضية جديدة و«الجماعة على فالهم»... وكل ما نرجوه أن ينعم الله علينا بصحوة جديدة تغير الحال الحالية إلى وضع أكثر تمسكاً في الدستور!
خافوا الله في البلاد والعباد فقد أهداكم مخيم كتلة «العمل الشعبي» الربيعي القضايا العالقة، ودق ناقوس الخطر والله الحافظ على كل حال... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]