سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «تنفس»
1 يناير 1970
08:00 ص
مفردة من مفردات لهجتنا الجميلة التي كانت تطلق قديما على «الفرصة» فإذا ما أراد بعضهم ان يلعب مع زميل له ولم يسعفه الوقت يقول له: سنكمل اللعب في «التنفس»، والبرنامج المدرسي الذي تتناوله الخطة الدراسية يتضمن بين حصصه اوقات لـ«الفرص» وهي مدروسة بحيث يكون اليوم المدرسي لا تتخلله أوقات كثيرة من «الفرص» قد تطول مدتها فينعكس ذلك سلبا على العملية التربوية.
وقد طالعنا اخيرا قرار باطالة الدوام المدرسي ليوم الثلاثاء ومن كل اسبوع من اجل ارجاع فترة النشاط المدرسي التي كانت تستخدم قديما، واذا نظرنا الى الفترة المقررة للنشاط وهي 25 دقيقة فهل هذه المدة هي كافية للتعرف على القدرات وصقلها وتوجيهها الوجهة المناسبة؟ ناهيك عن ان تجميع الطلاب الى مراكز مقار جماعات النشاط وانصرافهم الى فصولهم يحتاج الى مدة من الزمن يجعل الوقت المتبقي من النشاط لا يزيد على ربع الساعة، فهل هذه المدة كافية لممارسة التلاميذ لأنشطة تستهويهم، وهل وزارة التربية وضعت خطة بينة الاهداف واضحة المعالم للنشاط قبل ان تقرر اطالة الدوام المدرسي، وهل الاندية المسائية التي وجدت في المناطق التعليمية المختلفة لا تستطيع ان تصقل هوايات التلاميذ او تقف على ملكاتهم واستعداداتهم، او هل لدى وزارة التربية دراسة تبين ان للتلاميذ طاقات واستعدادات ومواهب كثيرة لا بد وان توضع لها انشطة مختلفة تؤدى من خلال اليوم المدرسي لذلك قررت اطالة اليوم المدرسي؟
عزيزي القارئ والله لست أدري! وعسى ألا تكون اطالة الدوام المدرسي هي بمثابة «تنفس» يعود على التلاميذ بالضرر والله من وراء القصد.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي