«الراي» رصدت ما يدور في بعض المقاهي من مخالفات محظورة
«الشيشة» تكشف «النقاب» في الجهراء
1 يناير 1970
06:08 ص
إشراف فرحان الفحيمان
كتب تركي المغامس وأمل عاطف
فرك أهالي الجهراء أعينهم أكثر من مرة وهم يرون خراطيم «الشيشة» تتدلى من أفواه فتيات لم تزل أعمارهن طرية، فالجهراء التي تدثرت دوما بالمحافظة على المنظومة الأخلاقية، لم يدر في خلدها ان بعض «الجهراويات» سيخترقن نقاب العادات والتقاليد**، ويتوافدن على مقاهي «الشيشة»، المفارقة ان هناك فتيات يذهبن خلسة، وينفثن الدخان من تحت النقاب.
و استكشافا لما صرح به عضو المجلس البلدي المهندس عبدالله فهاد العنزي بانه يوجد في الجهراء عدد من المقاهي تقدم الشيشة للنساء وفي كبائن مغلقة غير مصرح بها قانونا. اتضح ان الجهراء فيها عدد من هذه المقاهي الخاصة بالعائلات، والفتيات يقبلن عليها.
توجه فريق «الراي» الى احد هذه المقاهي في الجهراء للوقوف على ما يدور في مثل هذه المقاهي من مخالفات قانونية وظواهر سلبية تعكر صفو الجهراء التي عرفت بانها منطقة محافظة تتمتع بخصوصية فريدة في نسيجها الاجتماعي المترابط فوقعت أعيننا على الكثير من المخالفات التي لا تتسق مع الطبيعة «الجهراوية».
في تمام الساعة السابعة والنصف مساء حجزنا احدى الكبائن وفي هذه الأثناء دخلت شابة وحجزت الكبينة رقم 9 وبعد اقل من خمس دقائق دخلت فتاة ترتدي النقاب بسرعة الى الكبينة نفسها، وطلبت أرجيلة، فسارع النادل الى تلبية طلبها، وألحت عليه بعدم التأخر، لم تمض ثلاث دقائق حتى كان الطلب في متناول الفتاة وصديقتها، وأطلقا زفرات في الهواء، وبعد ربع ساعة فقط غادرتا المكان على عجل.
ارتدى المقهى الذي قصدته «الراي» اللون البنفسجي وبوابته الخشبية المفتوحة على النصف تطل على مكان خاص بالمشروبات الطازجة وتعلو في أروقته انواع من الموسيقى الكلاسيكية التي تتنوع ما بين الأجنبية والعربية.
صاحب المكان رجل في منتصف الأربعينات من العمر ينتمي الى احدى الجنسيات العربية، يحاول دوما رسم الابتسامة، لا يتدخل في مزاج الزبائن، ويحرص على عدم ازعاج الفتيات اللائي يستمتعن بـ «الشيشة».
و في احدى زوايا هذا المقهى قاعة مخصصة للنساء فقط مفتوحة تقارب مساحتها 60 مترا مربعا ارتدت مزيجا من الألوان، وتناثرت في جنباتها المقاعد الاسفنجية الفاخرة التي تتفاوت درجات ألوانها ما بيت البنفسجي والأصفر وتعلو فيها انغام الموسيقى التي تصدح بأغان ذات رتم عاطفي.
و عند دفع الحساب للخروج من هذا المقهى كانت الفاتورة كبيرة جدا على النارجيلة وثلاثة أكواب من عصير البرتقال الطازج حيث اعتاد صاحب المقهى بالإضافة قيمة الضيافة على فاتورة الحساب.
و الى ذلك قال عضو المجلس البلدي المهندس عبدالله فهاد العنزي «ان مثل هذه المقاهي النسائية غير مرحب بها في محافظة الجهراء على وجه الخصوص وفي الكويت على وجه العموم لما فيه من مفسدة للأخلاق»، مبينا «ان بعض ضعاف النفوس من أصحاب المقاهي يستغل عمله في وضع كبائن مغلقة» .
و أضاف العنزي «ان وزارتي البلدية والداخلية هما اللتان تتحملان المسؤولية تجاه تفشي ظاهرة تناول الفتيات للشيشة على مقاهي الجهراء»، معربا «عن استيائه الشديد من انتشار ظاهرة السيدات والفتيات اللاتي يجلسن في مقاهي الشيشة في محافظة الجهراء».
و أشار «الى ان هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الكويتي ومنافية للقيم والمبادئ الشرقية والاسلامية التي تربينا عليها، ولا نقبل بها كمجتمع محافظ يتخذ من الدين الاسلامي منهاجاً في حياته وتعاملاته وسلوكياته»، لافتا «الى ان هناك علامات استفهام كبيرة على أداء وزارتي البلدية والداخلية في هذا الأمر والتقصير واضح في أداء هاتين الوزارتين في الرقابة والتفتيش على هذه المقاهي واغلاق المخالف منها».
و شدد العنزي «على ان المسؤولين في الوزارتين يتحملون المسؤولية كاملة أمام المجتمع عن تفشي هذا الأمر، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات حازمة وصارمة تجاه هذه الظاهرة ومحاصرتها وحماية مجتمعنا من هذه الآفة التي تقوض أركانه، فنحن مجتمع معروف عنه تمسكه بالقيم والتقاليد وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف».
و طالب «بسرعة فصل انشطة المطاعم عن المقاهي وعدم السماح بدخول الأطفال دون سن الـ 18 عاما للصالات التي تقدم فيها الشيشة لما تسببه من أضرار لا حصر لها منها الصحية والبيئية مرورا بالمخاطر السلوكية لأطفالنا نتيجة مشاهدتهم للمدخنين فيجب فصل انشطة المطاعم عن المقاهي حفاظا على أولادنا من الانحرافات الأخلاقية».
و بدوره، قال مصدر مسؤول في بلدية الكويت لـ «الراي» ان البلدية تعمل على مراقبة مكثفة على المقاهي والمطاعم في كافة محافظات الكويت ولكن هناك بعض هذه المقاهي أو المطاعم العائلية التي تم السماح لها بوضع كبائن لم يراعوا الاشتراكات العامة في اللائحة المنظمة لهذا الأمر حتى يحكموا اغلاق الكبائن وهذا أمر مخالف».
و أضاف «ان البلدية تسعى دائما الى الحفاظ على القيم الاجتماعية من خلال مراعاة ان تكون المطاعم والمقاهي العائلية ذات طابع تقليدي يضفي خصوصية بسيطة للعوائل التي تقصد المطاعم ولا تدع مجالا لمن يحاول العبث بالأخلاق العامة»، مبينا «ان البلدية قضت على الكثير من هذه المقاهي التي تسوق لدمار الأخلاق ولكن لا نستبعد استحداث مقاه جديدة».
و أشار المصدر «الى ان دور البلدية يتركز في التفتيش على نظافة المكان والأطعمة المقدمة ونظافة العاملين في هذا المقهى ولكن الدور المتبقي يكون على عاتق وزارة الداخلية التي يجب ان تراقب المقاهي والمطاعم المغلقة أو العائلية لكي لا تكون مرتعا لضعاف النفوس».
و لفت «الى ان منع الكبائن بشكل مطلق أمر غير مطروح لما فيها من مصلحة للعائلات المحافظة التي تطمح الى التمتع بجو من الخصوصية المشروعة ولكن يجب ان تضبط بلوائح خاصة تجعل هذه الكبائن مكشوفة لمن يرغب في معرفة ما يدور فيها».< p>< p>< p>< p>< p>