محطة / مبدعات كويتيات لوّن أحلامهن في قاعة «التشكيلية»

1 يناير 1970 02:18 م
| كتب مدحت علام |

ازدان معرض «فنانات كويتيات» بهاء بحضور اميرة الكلمة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح... ذلك الحضور الذي اعطى لقاعة العرض رؤيتها الجمالية الخالصة.

والمعرض- الذي حظي برعاية الشاعرة سعاد الصباح افتتح مساء الثلاثاء الماضي في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وأقيم على هامشة حفل توزيع جوائز الفنان أمير عبدالرضا الابداعية، ولقد حضر هذا الحفل عبدالحسين عبدالرضا «شقيق أمير عبدالرضا» ليعلن عن اختيار اعمال عشر فنانات للفوز بالجائزة، بالاضافة إلى تكريم الفنانين ايوب حسين، وسمر البدر وثريا البقصمي.

وقال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان في كلمته التي القاها في هذه المناسبة: «تحتفل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية باقامة معرض الفنانات الكويتيات 2008 ضمن احتفالاتها بـ 40 عاما على التأسيس، بمشاركة 40 فنانة من جيل الرواد والمواهب الشابة من اعضاء الجمعية قدمن 85 عملا فنيا تدل على النضج في التعبير، والتنوع في تجسيد الموضوعات بأساليب واتجاهات فنية معاصرة مساهمة منهن في النهضة التشكيلية التي تخطت حدودها المحلية إلى النطاقين المحلي والدولي».

وأضاف سلمان: «ولا شك ان الفنانة رافقت زميلها الفنان مع بداية المسيرة التشكيلية في الستينات واثبتت ان الفنانة في المجتمع الكويتي شأنها في كل المجتمعات الاخرى هي نصفه الأجمل وبمقدورها ان تفعل ففعلت، وقد خصصت الجمعية جائزة باسم الفنان الراحل أمير عبدالرضا لافضل عشرة اعمال وفاء نظير عطائه المميز، الذي يمثل مرحلة مهمة من مراحل تطور الفن التشكيلي في هذا البلد المعطاء، واسم استقر في اذهان الاجيال، وسنظل نتذكر انجازاته العديدة واستاذيته التي يجب ان يستوعبها من وضع قدمه على ساحة الفن».

وفي ختام كلمته شكر سلمان الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح على رعايتها لهذا المعرض.

والقى الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا كلمة اشاد فيها بالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية باختيارها لاسم شقيقه أمير عبدالرضا على جائزة الإبداع.

وشارك في المعرض 40 فنانة من اعضاء الجمعية قدمن ما يقارب من 85 عملا فنيا معاصرا، الا ان الاعمال تراوحت بين القوة والضعف، كي نشاهد اعمالا متميزة لفنانات يبدعن باقتدار، في حين شاهدنا أعمالا اخرى لم ترق للمستوى المطلوب، وكأن المشاركة بها جاءت من كونهن نساء فقط، ولم تخضع للجنة تقوم بتقييمها، وبالتالي رفض الضعيف فيها.

ورغم ذلك فانه يمكن رصد العديد من الاعمال الجيدة، كي يبدو اعمال الفنانة آلاء الحداد في لغتها التجريدية متضامنة مع المرأة في اسلوب رمزي.

وعبرت الفنانة اميرة اشكناني عن رؤاها الفنية من خلال بورتريهات يبرز فيها ملامح الوجه بين تداعيات حسية متنوعة، وهذا ما تميزت به كذلك الفنانة ايمان العنزي، والتي استخدمت لغة الملامح في ابراز الانتباه او السعادة والحزن عند المرأة.

وتناسقت الالوان في حميمية وتوهج في لوحات الفنانات بدرية العبدالهادي، وبنان اكبر، ورقية المجرن.

وفي استغراق حسي متميز جاءت لوحات الفنانة ثريا البقصمي، وذلك من خلال اطروحاتها المتعلقة بالمرأة، كما سعت الفنانة جميلة جوهر في اخضاع اعمالها لمجالات رمزية تخص المرأة،  وتواصلت الفنانة رائدة الفودري مع البورتريه في سياق تحليلي للملامح، في ما عبرت الفنانة سكينة الكوت عن الحرية، والحلم من خلال رمزية الايدي.

وبدت تجربة الفنانة سمر البدر، متأصلة في منظومة تشكيلية تأخذ من الحروف والتراث اثرا لها، وسعت شروق أمين إلى ايجاد ايحاءات تشكيلية تخص المرأة خلال رحلتها مع الحياة.

وتواصلت الفنانة ظمياء الايوبي مع تداعيات ومضامين حسية، من خلال ايقاعات لونية متحركة.

وتوهجت الالوان في حيوية وتدفق في لوحات الفنانة فاطمة المحيلان، في حين بدت الرؤية مزدانة بالالوان الفائرة، في أعمال الفنانة فداء العون.

وحرصت الفنانة فريدة البقصمي على ان تمنح أعمالها رؤى فنية مستمدة من التراث، ورسمت الفنانة ليديا القطان اعمالها على الزجاج في منمنمات وزخرفة، وعبرت الفنانة منى مبارك عن رؤاها التراثية في سياق جمالي.

وتبدى الفعل التشكيلي متوهجا من خلال بورتريهات الفنانة مها المنصور، تلك التي رصدت فيها المرأة، من خلال جمالها، وتعابير ملامحها، وخاضت الفنانة مي السعد في مجالات تراثية متنوعة.

كما بدت المشاعر مزدانة بالتنوع الدلالي في أعمال الفنانة مي النوري، بكل ما فيها من توهج وحركة.

وبرزت جماليات الألوان في أعمال الفنانة ناريمان كاكولي، في حين تطلعت الفنانة هبة الكندري إلى رصد الخيال في منظومته الحسية، وتواصلت الفنانة وداد المطوع في رصد الايقاعات اللونية بتجريد رمزي واضح.

وفي الوقت الذي استمتع المتلقي بلوحات تعبر عن جمال التشكيل، وروعة الافكار، الا انه صدم باعمال منقولة، او مرسومة بشكل غير سليم وخال من الرؤى الفنية، ما اوجد نوعا من عدم التوازن في الاعمال، وانه كان من الضروري على اللجنة التي نظمت المعرض وضع اللوحات التي تحمل ارهاصات الفن التشكيلي في مكان مخصص لها، ووضع الاعمال الجادة في مكان آخر، كي لا يحدث نوعا من الحيرة لدى المتلقي.

وأكدت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في تصريح لها ان المعرض احتوى على مساهمات متميزة من فنانات كويتيات، وأشادت بالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية التي هي بيت جميع الفنانين، وقالت: «انا مع المرأة مبدعة في كل المجالات».


دموع... على إيقاع الجائزة


عشر فنانات حصلن على جائزة أمير عبدالرضا الابداعية من اصل 40 فنانة شاركن في المعرض.

ورغم ان الجوائز كانت سخية ومبالغا فيها بعض الشيء إلا ان قاعة العرض شهدت احتجاجات متناثرة هنا وهناك، كي تبادر احدى الفنانات بكشف تزمرها من عدم حصولها على جائزة... من خلال دموع سخية لا تقل سخاء عن الجوائز العشر، وتعلن انها تداوم على الحضور إلى الجمعية منذ سنتين، وانها شاركت في معرضين فلماذا تخطتها الجائزة؟ متهمة اللجنة بالمحاباة، وان كثيرات حصلن على الجائزة رغم ان اعمالهن أقل مستوى من عملها.

ولقد فشلت كل المحاولات في تهدئتها... كون عملها لم  يصل لمستوى الجائزة، ومن الممكن ان تحصل على الجائزة في العام المقبل ولكن... الدموع لم تتوقف والشجب استمر في إعلان رفضه.


الفائزات بجائزة أمير عبدالرضا




اجتمعت لجنة التحكيم الاحد الماضي برئاسة السادة بدر جاسم حياتي وعضوية كل من: سالم سعد الخرجي وعبدالحميداسماعيل واختارت الاعمال الحائزة على جائزة الفنان أمير عبدالرضا الابداعية هي لكل من: الدكتورة شروق أمين، وضمياء الايوبي واميرة اشكناني، وهبة الكندري ومها المنصور، وفاطمة المحيلان وجميلة جوهر وبدرية العبدالهادي ونجاح العلي وناريمان كاكولي.


جائزة سعاد الصباح للإبداع التشكيلي الخليجي




أضافت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، الى رصيدها الثقافي من خلال جوائزها المتميزة التي تمنحها للمبدعين في شتى المجالات الأدبية، رصيداً آخر من خلال رصدها لجائزة في الفن التشكيلي، برعايتها ودعمها وبتنظيم الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

والجميل أن الجائزة ستكون على المستوى الخليجي وليس المحلي فقط وتحمل الجائزة اسم جائزة سعاد الصباح للابداع التشكيلي الخليجي.