|رؤية : ليلى أحمد|
كانت الحبيبة ترقد في احد الاجنحة بمستشفى مبارك الكبير، وهو الذي يقول عنه البعض «ان الداخل اليه مفقود والخارج منه، الله كتب له عمرا جديدا وصار مولود» وهذه السمعة المميزة لم تأت نتيجة لقرب المستشفى من كلية الطب، ولاعتقاد الناس ان الاطباء الشباب يقضون فترة تدريبهم هناك، الامر الذي سبب له هذه السمعة «الدميرة» حتى قيل... الاطباء يتدربون ويموت... المرضى!!
الحقيقة، ولكي نكون منصفين لنقل ان الناس في الغالب تميل للشكوى والتذمر والنقد، وان مات احد بسبب خطأ طبي أو إهمال وخراب الاجهزة و«تنوع» التشخيص، اتهموا المستشفى!
وأن مات مريض حساس عنده كرامة عالية يتوقع خدمة طيبة الا انه يجد التصدي وسوء نفسية الاطباء، فيموت قهرا فيتم اتهام المستشفى.
ولا شك انه ليس كل الاطباء سيئين، فهناك ايضا من يدخل برجليه الى المستشفى، ولا يخرج بتابوت ويفترض أن يكون هذا هو الطبيعي.
«المو طبيعي» ان وزارة الصحة تقدم ادنى الرواتب والحوافز للاطباء العرب، أقل بكثير مما تمنحهم دول الخليج، ونتيجة لذلك فهي تستقدم بعض الأطباء «ابو فلسين وربع» واذا سلمنا ان الواسطة كما يشاع تدخلت لقبول الطلبة بكلية الطب أو ان الشهادة مشتراة من الخارج، فعلى جميع الناس السلام.
إن النتيجة التي يحصدها الناس هي تجارب مميتة وقطع في اللحم الحيّ للمواطنين والمقيمين العرب، فما أسباب تدهور مستوى العلاج الطبي في الكويت.
حين رقدت الحبيبة كان عليّ زيارتها كثيرا، وحين تنام كنت أقضي وقتي بين الاجنحة المختلفة، شكاوى الناس لا تتوقف بسبب «سوء معاملة» بعض الاطباء اللي «مالهم خلق» اسئلة ذوي المرضى، وخصوصا الاطباء الكويتيين الشباب «الواحد فيهم ما يقول للفلك.... ولك» وكأنك تريد منهم دينا ماليا وعليه سداده فورا.
النتائج التي احصلها عن صحة الحبيبة مختلفة التشخيص من طبيب لآخر «محد» يرسيك على بر.. وعليك ان تختار نوع الدواء بحسب التشخيص الخربوطي.
شكاوى الممرضات الطيبات لا تنتهي عن «الاجهزة العطلانة»... ومنها جهاز رصد الاكسجين في جسم المريض، التي تطلق الصفارات طوال الوقت، فترعب اهل المريض الذين يستنجدون بالممرضات ليقلن « لا تقلقوا هذا الجهاز... خربان».
دولة تصرف 900 مليون دولار في ثلاثة اشهر، وتبني المستشفيات في دول العالم، وايراداتها المالية من النفط خرافية تستطيع أن تبني وتستقدم أفضل الاطباء والاجهزة، يعاني مستشفى مباركها من مرض الاهمال والتسيب والفقر!
هو فن الضربة القاضية
نمنح صكوك الغفران لأبنائنا مدى الحياة فيما لا نسامح رجال «الحب الذي كان»
الوقوع في الحب شهقة روح يتمناه كل انسان، وهو لا يتطلب استعدادات مسبقة، واقامة سرادق للافراح له، ربما تكون امكانية اقامة سرادق الخلاص في النهاية ممكنة لكن ليس في بداياته.
الوقوع في الحب لا يسبقه تاريخ صلاحية مبتدأ ومنتهى، فهل يعلن المطر عن نفسه في نهارات لندن المشمسة، طبعا لا.. فلم يكن يتوقعه أحد.
لا يمكنك الاعداد لعلاقة حب مشتهاة، وترتيبة وصف عدد خطواته، ولمعانه بأناقة الكارفتة العالقة على صدر رجل اعمال انيق، فهو ليس حفل تجهز له أدواتك الممكنة، انه تسونامي يقض مضجعك لا يعترف باشارات المرور الاجتماعية ولا بالممنوعات ولا بيجوز والا ما يجوزك، ولا يعترف اصلا بكارهي الحياة سود القلوب وسفيهي العقل، والعاتمين رؤوسهم بأقمشة الليل، ووجوههم بسواد صوف لا يجز، ويكرهون الجميع ما لم تكن منهم، يقرأون لك ويتابعونك ليس احساسا بجمال المشاعر والافكار انما لشحذ سكاكين العتم على كل شيء.
ان الوقوع الفجائي في الحب هو فن الضربة القاضية، القاتلة في حين والى حين، فن غير المنتظر وغير الممكن، تقع يا عيني - على بوزك الجميل، وتتمرغ في طينه، وأنت تكركر ضحكا، انه يحقن وريدك بدم جديد... يالسعادة .
حين تتأهب غالبية نساء الارض الطبيعيات للخروج من خفر المنزل، فهي ترتدي ما تعتقد انه مناسب لملاقاة حظها في أجمل الرجال وانبلهم وأكثرهم احتواء وكرما وحنانا، فليس أكثر قتلا من جريمة العيش المشترك، انه في الكثير من الاحيان يجعل أحد الطرفين يحمل مجلس العزاء في قلبه، ويسير خلف تابوته وهو يتحرك على قدمين
العيش المشترك تتحول فيه الكائنات البشرية الى ملكية فريدة، ويمعن القتل في الاشواق ويزرع الاشواك، انه يفقدك خصوصيتك وانسانيتك، يبقى كما الرماد الجاف في حلقك، العيش المشترك كآبة الصمت والبوز الممدود، دقت له الاستعدادات والطبول قبل حضوره.
نهاركم منعش
هل وقعت في شرك حادث لذيذ سعيد اسمه... حب
دون أن تستعد له، دون أن تنهنه همسا لخفوت خطواته..
دون أن تنتظره، دون أن تهمس له في لياليك بـ «أوردر» أن يرقد تحت وسادة أحلامك أو تخفيه عن الاخرين خلف ستارة غرفة نومك.
وحين يرقد الاهل تخرجه من تحت وسادتك، وتدعوه ان يخرج من وراء ستارة العتم ليلهو في الحديث معك.
ليس اروع ولا أجمل ولا ألذ من الحب، ولا حقيقة انسانية مثل الشجن، حين يداهم قلبك شجن فتحترق بنار روحك.
ثمة رجال قليلون، مازالوا قادرين على هز شجرة قلبك من جذوره، وملاعبة طيوره، ومخربشين وجوههم بأغصان أوردة القلب، ضاحكين بوجهك دافنين رأسهم في شعرك هامسين بكلمة حب!
رجال ربما نسبغ عليهم احلامنا وامانينا و... أوهامنا لاننا بعد انتهاء الصلاحية نقول... يا لخيبتي... اختياري كان خطأ، ونملك حرية اتخاذ القرار للبعد عنه.
لم يكن حبنا خطأ، كنا نرى كل العيوب الممكنة وتعديها بمزاج بقلب أم وحين تنتهي المشاعر تكبر تلك العيوب وتتضخم فلا تعودين تستسيغي صوته أو حضوره
لماذا نعشق أطفالنا حتى وهم خطاؤون بحقنا، نعشقهم حتى يكبروا، ويظلون يخطئون... فنغفر لهم، ونمنحهم صك التسامح والحب دائما فيما ننقلب على رجال... «الحب الذي كان»!
للتواصل:
[email protected]< p>< p>