مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / المطوع والسعدون... يا حرام

1 يناير 1970 12:24 م
تخيل أن تقوم أحد فرق دوري المظاليم «الدرجة الثانية» بالتعاقد مع اللاعب الأرجنتيني ميسي فماذا تكون ردة فعلك؟ سيجن جنونك وتتربع الدهشة على وجهك فتخاطب نفسك كيف يقبل هذا اللاعب الموهبة أن يلعب في هذا الدوري! أعتقد أن رياضتنا غريبة سواء دخلها ميسي أم لا، وهي بطبيعة الحال لا تختلف غرابة عن سياستنا التي يطبق فيها المثل القائل «عش رجباً ترى عجباً» فالنواب على سبيل المثال يُقسمون إلى معارضة وحكوميين، وفريق الحكوميين مشكل من عسكر العنزي حارس للمرمى، وعلى اليمين عدنان المطوع، وعلى اليسار سعد زنيفر، وفي خط الوسط الكابتن خلف دميثير، وتسعى الحكومة اليوم بكامل ثقلها وبكل ما تحمله من ميزانية التنمية أن تضع النائب الفاضل أحمد السعدون رئيس الجهاز الفني بعد أن حقق نجاحا باهرا في تشكيل اللجان فهل نرى السعدون وعدنان المطوع في خندق واحد؟ والله صعبة وبالمناسبة يذكرني المطوع باللاعب المصري جدو فهو يجيد تسجيل الأهداف في مرمى الشعب، نعلم جيداً يا أبو عبدالعزيز أن السياسة ليس فيها عدو دائم ولا صديق دائم، ولكن ما أخشاه حقيقة أن تكون حكومياً أكثر من الحكومة مقابل «غرض في نفس يعقوب» وهذا ما لم نتعوده عليك البتة ويعز علينا فراقك، وفي المقابل أغبط الشيخ أحمد الفهد على برودة قلبه ويا ليت تكون خطتنا التنموية كبعد نظره للأمور في مجلس الأمة، فاتفاق الأحمدين كما أسمته جريدة «الراي» ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، ورحم الله تصريحات السعدون عن الوزير الفهد بعد خروجه من الوزارة فلو أن احدى طائرات «الخطوط الكويتية» سقطت لقال إن أحمد الفهد هو السبب!

وبمناسبة الحديث عن «الكويتية» فالسعدون ومعه مجموعة من النواب وقفوا في وجه تطوير «الكويتية» بحجة الحفاظ على المال العام ووقف التجاوزات المالية والإدارية حتى نعق البوم على رأسها وأصبحت نقطة سوداء على جبين الطائر الأزرق وكان الله بالسر عليماً، أما حكومتنا الله يهديها فتقاتل في الساحات والطرقات لدعم نواب ما يمونون حتى على أنفسهم، ومتى ما وقفت مصلحتهم أدبروا عنها، وهذا ما يجب على الفهد أن يستوعبه جيداً فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.

انتهت اللجان إلى ما انتهت عليه فهل تتفق السلطتان على تطوير البلد وترك الحسابات الخاصة والتفرغ للحسابات العامة للدولة واستيعاب كلمة صاحب السمو أمير البلاد، أم أن الحكومة ستعمل على استفزاز النواب لتعود للمربع الأول وتعطي الأولوية لبعض النواب الذين أفسدوا مؤسساتنا المدنية حتى أن منهم من ينظر ويقول هل مدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي الجديد قادر على صيد الطير، وعند تسلم هذا المدير يلجأ إليه لتمرير بعض المحسوبين عليه، والغريب أن هذا النائب والذي يبدأ اسمه بحسن جوهر كان كثير الهجوم على وزيرة التربية ولما رضخت لمطالبه ومنها عدم التجديد لمدير الجامعة أصبحت وزارة التربية من أحسن الوزارات. سأقولها وبصراحة مطلقة إذا سار بعض الوزراء على حل شعرهم وسلكوا طرقهم الملتوية، وفي المقابل لدينا نواب يسعون لمصالحهم الشخصية وكسر شوكة أي مسؤول يرفض مطالبهم فلن ينصلح حالنا حتى لو تدخلنا جراحياً لأن الأورام الفاسدة غطت جميع أنحاء الجسم ولا نملك سوى الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يستبدلهم بقوم آخرين.

إضاءة: سمعنا أن الحكومة ستلغي الدورة المستندية حتى تمشي مشاريعنا التنموية بسرعة البرق... ودي أصدق بس قوية، قوية والشواهد كثيرة واسألوا أي وزارة في البلد.



مشعل الفراج الظفيري

كاتب كويتي

[email protected]