من اعلام الكنانة / الدكتور علي مصطفى مشرفة ... عالم ذرّة نعاه أينشتين

1 يناير 1970 11:27 م
|القاهرة - من حنان عبدالهادي|

أحد أبرز الاعلام المصريين عالم الذرة علي مصطفى مشرفة - الذي ولد في الحادي عشر من يوليو عام 1898 لأسرة ميسورة هو أحد أبرز أعلام الكنانة، ووالده هو الشيخ مصطفى مشرفة أحد تلاميذ الامام محمد عبده، وهو من مدينة دمياط حصل على الابتدائية في العام 1907 وهو نفس عام وفاة والده، التحق بمدرسة المعلمين العليا بعدها بسبع سنوات، وبعد أن اطمأن لزواج شقيقته التحق بأول بعثة علمية الى لندن في العام 1917، حصل على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في العام 1923، ثم الدكتوراه، وكان أول مصري يحصل على الدكتوراه من لندن، وهو من أصغر أساتذة الجامعات في تاريخ مصر ان لم يكن أصغرهم حيث درَس الرياضيات التطبيقية بجامعة القاهرة في عام 1926 وهو دون الثلاثين.

بدأت أبحاث الدكتور «علي مشرفة» تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز «15» عامًا، ونشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي «دكتوراه الفلسفة» و«دكتوراه العلوم»، ودارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بايجاد تفسير لظاهرتي «شتارك وزيما». كذلك، كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول ايجاد مقياس للفراغ. حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية «أينشين» تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.

ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الاشعاع الصادر من الشمس، الا أن نظرية الدكتور مشرفة في الاشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببا في شهرته وعالميته، حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة اشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد تتحول احداهما للأخرى. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية الى اشعاعات.

وكان أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب، بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة، الا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا،

ورأى أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على احاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي. فبسط الدكتور مشرفة كتبا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة. واهتم بمجال الذرة والاشعاع وكان يقول: «ان الحكومة التي تهمل دراسة الذرة انما تهمل الدفاع عن وطنها»، كما كان الدكتور مشرفة أديبا وموسيقيا، وتوفي في الخامس عشر من يناير 1950 عن «62» سنة.

وقد قال أينشتين عندما توفي مشرفة «لا أصدق أن مشرفة مات، انه لايزال حيا بيننا من خلال أبحاثه».