مصر رقصت «4 بلدي» بإيقاعات فتحي وزكي وأبوتريكه

1 يناير 1970 05:40 م





















كوماسي (غانا) - ا ف ب - حقق المنتخب الكاميروني رهانا مستحيلا باخراجه غانا المضيفة في اكرا و تابع المنتخب المصري حملة الدفاع عن لقبه بنجاح وبلغ المباراة النهائية الثانية على التوالي بعدما لقن وصيفه في النسخة الاخيرة ساحل العاج درسا في فنون اللعبة وسحقه 4-1 في كوماسي في الدور نصف النهائي للنسخة السادسة والعشرين من مسابقة كأس امم افريقيا لكرة القدم .

وسجل احمد فتحي (12) وعمرو زكي (62 و67) ومحمد ابو تريكة (90) اهداف مصر، وعبد القادر كيتا (63) هدف ساحل العاج.

وضرب المنتخب المصري وعدا في النهائي غدا مع الكاميرون التي تغلبت على غانا المضيفة 1 - صفر في اكرا،

وستكون مباراة مصر والكاميرون ثأرية للاخيرة التي خسرت امام الفراعنة 2-4 في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثالثة.

وهي المرة الثانية على التوالي التي تبلغ فيها مصر المباراة النهائية والسابعة في تاريخها بعد اعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 عندما احرزت اللقب و1962 عندما حلت وصيفة.

ويدين المنتخب المصري بانجازه الى جميع لاعبيه الذين ابانوا عن بسالة وقتالية في اللعب طيلة الدقائق التسعين مؤكدين مشوارهم الرائع في النسخة الحالية وهم الذين لم يكونوا مرشحين للذهاب بعيدا في البطولة في ظل غياب ابرز نجومهم احمد حسام ومحمد بركات وحسام غالي.

كما يعود الفضل في هذا الفوز العريض الى مهاجم الزمالك عمرو زكي صاحب الثنائية، وحارس المرمى عصام الحضري الذي أنقذ شباكه من اهداف محققة كثيرة، علما بانه كان صانع انجاز الفوز في النهائي قبل عامين بتألقه في ركلات الترجيح.

وجدد المنتخب المصري تفوقه على نظيره العاجي بعدما كان تغلب عليه مرتين في النسخة الاخيرة في القاهرة قبل عامين حيث تغلب عليه 3-1 في الدور الاول وبركلات الترجيح 4-2 (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر) في النهائي.

وواصلت مصر عقدتها لساحل العاج وحققت فوزها السابع في 10 مباريات جمعت بينهما حتى الان في النهائيات بعد 3-1 عام 1970 و2 - صفر عام 1974 و2-1 عامي 1980 و1984 و2 - صفر عام 1986 و3-1 عام 2006 مقابل خسارة واحدة 1-3 عام 1990 وتعادلين صفر-صفر عام 1998 وبالنتيجة ذاتها في نهائي عام 2006 الذي كسبته مصر بضربات الترجيح 4-2.

وقدم المنتخب المصري شوطا اول رائعا من خلال نجاحه في الحد من خطورة المهاجمين العاجيين في مقدمهم القائد ديدييه دروغبا وتألق الحضري في مناسبتين وانقذ مرماه من هدفين محققين.

واستغل المنتخب المصري اول فرصة له في المباراة وافتتح منها التسجيل وكان بامكانه مضاعفة الغلة في اكثر من مناسبة.

ونزل المنتخب العاجي بكل ثقله بحثا عن التعادل في الشوط الثاني بيد ان المنتخب المصري استغل الموقف وعزز تقدمه بثلاثية كانت كافية لحجز بطاقته في النهائي.

وخاض المنتخب العاجي المباراة بتشكيلته الكاملة بعد عودة حبيب كولو توريه الى صفوفه اثر تعافيه من الاصابة التي ابعدته عن المباراتين الاخيرتين امام مالي وغينيا.

في المقابل غاب محمد شوقي عن تشكيلة مصر بسبب الاصابة ولعب مكانه القائد احمد حسن.

وكاد دروغبا يمنح التقدم لساحل العاج عندما تخلص من ظله وائل جمعة وتوغل داخل المنطقة قبل ان يسدد كرة ضعيفة بين يدي الحارس الحضري (10).

ونجح فتحي في منح التقدم لمصر عندما استغل كرة مرتدة من ديدييه زوكورا اثر ركلة ركنية انبرى لها احمد حسن فسددها بيمناه من حافة المنطقة ارتطمت بقدم سالومون كالو وخدعت الحارس باري (12).

وكاد عمرو زكي يضيف الهدف الثاني عندما تلقى كرة داخل المنطقة من فتحي فاستدار حول نفسه وسددها بقوة ارتطمت بقدم المدافع عبدواللاي مييتيه وابتعد الخطر (21).

وأنقذ الحضري مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة دروغبا من مسافة قريبة اثر تلقيه كرة عرضية من بوكا ارثر (29).

وردت مصر بتسديدة قوية لابو تريكة بيسراه من حافة المنطقة مرت بجوار القائم الايمن للحارس باري (32).

وتعرضت ساحل العاج لضربة قوية باصابة حارس مرماها باري فترك مكانه لستيفان لوبويه (37).

وكاد عبد ربه يخدع الحارس لوبويه بتسديدة زاحفة من خارج المنطقة بيد ان الاخير تصدى لها بصعوبة (45).

وتألق الحضري مرة ثانية عندما تصدى لرأسية دروغبا من مسافة قريبة اثر ركلة ركنية فارتدت منه لتتهيأ امام ارونا ديندان الذي ابعدها في توقيت مناسب في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.

وتابع الحضري تألقه في الشوط الثاني وانقذ مرماه من هدف محقق بتصديه لرأسية دروغبا من مسافة قريبة اثر تمريرة عرضية من عبد القادر كيتا ارتدت منه ابعدها وائل جمعة الى ركنية لم تثمر (48)، وتدخل الحضري في توقيت مناسب لابعاد الكرة من امام دروغبا اثر تمريرة عرضية من كيتا (52).

ورد زكي بتسديدة قوية من 30 مترا بين يدي الحارس لوبويه (54).

وأبعد الحضري ببراعة ركلة حرة مباشرة لارثر الى ركنية (59).

وأجرى المدرب الفرنسي جيرار جيلي تبديلا باشراكه باكاري كونيه مكان كالو لاعطاء دفعة جديدة لخط الهجوم، بيد انه تلقى ضربة موجعة بتلقي مرماه هدفا ثانيا عندما انبرى احمد حسن لركلة ركنية ابعدها زوكورا برأسه فتهيأت امام زكي الذي تابعها برأسه ارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك (62).

وقلص كيتا الفارق مباشرة من تسديدة قوية من 20 مترا سكنت الزاوية اليسرى البعيدة للحارس الحضري (63).

وهو الهدف الثالث لكيتا في البطولة.

ونجح زكي في تسجيل هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده من تسديدة قوية من 20 مترا حاول الحارس لوبويه التصدي لها لكنها عانقت شباكه (67).

وهو الهدف الرابع لزكي في البطولة فلحق بمواطنه حسني عبدربه الى المركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدف واحد خلف الكاميروني صامويل ايتو المتصدر.

وكاد زكي ان يسجل الهاتريك من تسديدة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الايمن (71)، وأخرى لسيد معوض ابعدها الحارس لوبويه الى ركنية (72).  وكاد يايا توريه يقلص الفارق مجددا من تسديدة زاحفة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الايسر للحارس الحضري (77)، ثم أنقذ الحضري مرماه مرة جديدة بابعاده تسديدة قوية لكولو توريه الى ركنية لم تثمر (85).

ووجه ابو تريكة الضربة القاضية للعاجيين في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع بتسجيله الهدف الرابع اثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من محمد زيدان، بديل متعب، فسددها بيمناه في الزاوية التسعين للحارس لوبويه.  وهو الهدف الثالث لابو تريكة في النهائيات.

حلم وراح

وقضي المنتخب الكاميروني على حلم كان يراود غانا  منذ 26 عاما الا وهو التتويج القاري الخامس في تاريخها.  وافسد فرحتها ومدربها الفرنسي كلود لوروا، ونادرة هي المرات التي لا يكون فيها المنتخب الكاميروني مرشحا للفوز في مبارياته على الصعيد القاري، ومواجهته لغانا كانت احداها لاسباب كثيرة اولها البداية المتعثرة «للاسود غير المروضة» في النسخة الحالية حيث روضوا 4-2 من قبل الفراعنة الذين سيواجهونهم في النهائي بعد غد الاحد، بالاضافة الى عاملي الارض والجمهور لغانا والعروض الرائعة التي قدمتها منذ انطلاق البطولة والانتصارات المتتالية التي حصدتها عن جدارة واستحقاق واخرها بعشرة لاعبين على حساب نيجيريا 1 - صفر في الدور ربع النهائي.

لكن كل هذه العوامل لم يكن لها اي تأثير على الكاميرون وخبرة نجومها الثلاثي ريغوبرت سونغ القائد والمدافع جيريمي نجيتاب والهداف صامويل ايتو حيث أبدع المنتخب الكاميروني بقيادة مدربه الالماني اوتو بفيستر في تقديم احد افضل عروضه في البطولة الحالية ونجح الى حد كبير في فرض واقعيته على عشوائية هجمات الغانيين والحد من خطورة نجومهم مايكل ايسيان الذي «حبسه» المدرب كلود لوروا على غير عادته في خط الدفاع لسد الفراغ الذي تركه القائد جون منساه بسبب الايقاف، وسولي علي مونتاري الذي باءت جميع محاولاته بالفشل.

وحقق المنتخب الكاميروني «ضربة معلم» بهدف وحيد سجله البديل الان نكونغ بعد 5 دقائق من نزوله الملعب كان كافيا لاخراج جاره وغريمه التقليدي المنتخب الغاني منافسه الوحيد على معادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب في النهائيات القارية والموجود بحوزة المنتخب المصري (5 القاب).  وذهبت مجهودات الغانيين سدى وتبخرت امالهم في احراز اللقب الاول منذ عام 1982 في ليبيا، والخامس في تاريخهم بعد اعوام 1963 و1965، ويبدو ان تحقيق هذا الحلم سيستمر اقله عامين اخرين اي حتى اقامة النسخة السابعة والعشرين في انغولا.

كما أفسدت الكاميرون احتفالات مدربها السابق وغانا حاليا الفرنسي كلود لوروا بعيد ميلاده الستين (اول من امس الاربعاء) وحرمته من تكرار الانجاز الذي حققه معها عندما قادها الى النهائي عامي 1986 عندما حلت وصيفة و1988 عندما احرزت اللقب.

وكان لوروا يمني النفس بالفوز لبلوغ النهائي، وقال قبل البطولة «انا هنا من اجل احراز اللقب، لا أرغب في الخروج من المنافسة قبل العاشر من فبراير الحالي».

واوضح لوروا بعد الفوز على المغرب في الدور الاول «لدي احساس بان غانا ستحرز اللقب لان منتخبنا قوي ويذكرنا بمنتخب الكاميرون عام 1988 عندما تخطينا المغرب في دور الاربعة وتوجنا باللقب. هنا فزنا على المغرب 2 - صفر في الدور الاول واعتقد ان ذلك فأل خير بالنسبة لي وبالتالي اتوقع احراز غانا للقب».

لكن لوروا خفف من تصريحاته المتفائلة قبل مواجهة الكاميرون، وقال «انها اصعب مرحلة في النهائيات ويجب التعامل معها بذكاء».

ويبدو ان لوروا كان محقا لان الكاميرون لعبت بذكاء كبير ونجحت في تحقيق الفوز وحرمته بالتالي من التتويج القاري الثاني له والخامس لغانا، بل الاكثر من ذلك ان الكاميرون سقته من الكأس نفسها التي سقا بها المغرب عندما كان يشرف على تدريب الكاميرون عام 1988 بالفوز عليه 1 - صفر ايضا في دور الاربعة قبل ان يحرز اللقب على حساب نيجيريا.


العملاق عصام الحضري يذود عن مرماه  (ا ف ب)
فرحة لاعبي الكاميرون بالتأهل  (ا ف ب)