سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / اليوم العالمي لغسل الأفكار
1 يناير 1970
07:59 ص
الأعوام تترى والشهور تأتي والأيام تتداول وفي كل يوم نرى المنظمة الأممية والمنظمات التابعة لها تصدر احتفاء بموضوع فكري أو علمي او أدي أو أخلاقي أو صحي أو إنساني، فمن الاحتفال بيوم الصحة ثم يوم للمرور، وآخر للزهور، ورابع للحب، ثم تأتي منظمة الأمم المتحدة لتضع يوما لغسل الأيدي... انه يوم يثير الانتباه حيث انه وكما ورد في التقارير بأن اعدادا كثيرة من دول العالم تتغلغل فيها الجراثيم عن طريق الأيدي ما يودي بحياة افراد تقدر بالملايين سنويا لذلك وضعت هذه المنظمة الأممية يوما لتسليط الأضواء على اهمية العناية بغسل الأيدي لمنع تلوث الإنسان والحفاظ على سلامته.
وقد اشارت هذه المنظمة الى مجموعة من الدول الأفريقية وأربع من الدول العربية ان يعتني التلاميذ بغسل ايديهم يوميا قبل بدء الدراسة وبعدها وعندما يدخلون منازلهم بالماء والصابون، وتحدد يوم الخامس عشر من اكتوبر من كل عام ليكون هو اليوم العالمي لغسيل الأيدي.
مبادرة صحية جميلة ولكن عزيزي القارئ ألا تشاطرني الرأي بأننا في هذه الايام نحتاج الى يوم تقف فيه الأمة كي تعطي فكرا لبعض الناس كي يغسلوا أفكارهم لتكون منطقية في التفكير، وما احوجنا ليوم تغسل فيه بعض الألسن فتكون نظيفة بألفاظها وبصياغة جملها، وما اجمل ان تضع هذه المؤسسة الأممية يوما لغسل القلوب من الشوائب الضارة والاحقاد المدمرة وكذلك العيون لا تنظر إلا المشاهد الطيبة والأعمال الخلاقة والابتعاد عن كل عمل هدام ضار وكذلك الأذن يعمد على تنظيفها ألا تستمع الى الاشاعات المغرضة والافكار التي تبعث على التشتيت والتبعيض والتفرقة.
فما اجمل ان يكون هناك يوم للإنسانية حيث يشعر فيه الناس بأنهم اسرة واحدة وقلب واحد ينبض بخير الإنسانية.
وان خير الناس من نفع الناس.
صدق الشاعر:
الناس للناس من بدو ومن حضر
بعض لبعض إن لم يشعروا خدم
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي