د. وائل الحساوي / نسمات / الكل فرحان!!

1 يناير 1970 01:31 ص
التلاميذ فرحانين، لأن مدرسيهم مضربون عن العمل، والسمك فرحان لأن الصيادين مضربون عن الصيد، والعاملون في الجامعة فرحانين لأنهم اصبحوا من دون مدير جامعة، والطماطم فرحانة لأن الكويتيين رفعوا شعار «خله يخيس»، والتجار فرحانين لأن غرفتهم دخلت الانعاش واصبحت في مرمى نيران نواب مجلس الأمة وسترد لهم اشتراكاتهم السنوية، وشرطة سيارات النجدة فرحانين لأن وزير الداخلية خلق لهم شغلة جديدة هي محاصرة الدواوين، والنواب السابقون والمرشحون الجدد فرحانين لأن الديرة مقبلة على تغيير كبير لا يدري احد كيف سيكون، والشعب فرحان لأن قياداته جميعها مسافرة الى الخارج برلمانا وحكومة «ومخلين القرعة ترعى» المهم هو ان الجميع في ديرتنا المحروسة فرحانين وان الديرة ماشية بخير لأنها غير معتمدة على ابنائها بل على شيء يسمونه الذهب الاسود.

لا يحق للمدرس

ما يحق لغيره


اتصل بي صديق عزيز وتربوي من الطراز الاول يسألني عن سبب معارضتي لمعارضة جمعية المعلمين اطالة الدوام الدراسي 25 دقيقة اسبوعيا، وقال بأن المشكلة هي في الفوضى التي تكتنف قرارات وزارة التربية والعشوائية في وضع نشاط مدرسي من غير تخطيط ولا دراسة ومن غير حاجة حقيقية له ما اربك جداول الطلبة والمدرسين وزاد من اعبائهم الدراسية دون فائدة ترجى.

وكان ردي هو انني لم اؤيد الوزارة على ادخال مادة النشاط الاضافي بل قد تكون تلك الزيادة لا مبرر لها، لكن المشكلة هي ان اعتراض جمعية المعلمين سببه الاساسي هو منع تحميل المدرس بأعباء اضافية مهما كان السبب بالرغم من الاعتراف بضعف المستوى التعليمي للطلبة في الكويت وقصر الدوام الدراسي وقلة ايام الدراسة مقارنة ببقية الدول لا سيما الخليجية، وكان من الممكن ان تتفاوض الجمعية مع الوزارة على الاستفادة من الدقائق المضافة لموضوع اهم من النشاط المدرسي.

القضية الاهم التي يجب ألا نغفلها هي ان ذلك الاضراب (او سمه اعتصاما كما شئت) هو درس عملي واضح لأبنائنا الطلبة اذا كبروا بأن يحلوا مشاكلهم مع مسؤوليهم عن طريق الاعتصامات والاضرابات، ولئن كانت تلك الطريقة ممجوجة وخطرة في المجالات الاخرى، وتنمي روح التمرد بين الشباب، الا انها بين التربويين الذين يشكلون القدوة للأجيال اشد خطرا، ويكفي ما تشهده بلادنا من فوضى عارمة اليوم.

نقطة اخيرة هي ان جمعية المعلمين هي جمعية مهنية تسعى لرفعة مستوى التعليم والنهوض به وليست نقابة للمعلمين، فحذار حذار من تسييس التعليم بعد ان سيّسنا كل شيء آخر!





د. وائل الحساوي

[email protected]