الكوت / الزي الكويتي للرجال قديما

1 يناير 1970 11:28 م
لكل بلد زي يعرف أهله من خلاله، والزى الكويتي للرجال أحد هذه الأزياء حيث لا يختلف كثيرا ًعن الزي الخليجي، ربما كان الاختلاف في طريقة التفصيل والملبس، وحديثاً أدخلت عليه بعض التغييرات في الشكل بسبب التطور الحاصل في صناعة الاقشمة وظهور المكائن الحديثة التي لعبت دورا كبيرا في تطور زي للرجال.

وقبل ظهور النفط كان الغالبية الساحقة من الكويتيين لا يقبلون على شراء الأقمشة الا عند الحاجة، وكان الثوب الذي يلبسه الرجل وخاصة الشتوي منه يبقى لديه سنوات إلى أن يبلى ويصبح في حال تتطلب تغيره أو استبداله بآخر جديد.

وخلال الحرب العالمية طرأ ارتفاع كبير على أسعار الأقمشة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض ابان الحرب، و استفاد من هذا الارتفاع تجار الاقمشة آنذاك حيث قاموا باستيراد الأقمشة بكميات كبيرة قبيل الحصار وتخزينها وبيعها للمواطنين بأسعار باهظة، مما أدى إلى تدخل الحكومة للحد من زيادة الأسعار فزودت المواطنين بأقمشة بأسعار مدعومة، واستمر هذا الدعم حتى عام 1947 حيث كلفت دائرة التموين التابعة للدائرة المالية المسؤولة عن بيع الأقمشة بتسليم الأقمشة للمواطنين، وعين المرحوم راشد عبد الغفور مسؤولاً عن تسليم الأقمشة، وكان يسلم لكل رب كل أسرة بطاقة «كرت» لشراء حاجته من الأقمشة الشتوية والصيفية المدعومة.

واستمرت الحكومة بالدعم حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب ظهرت أنواع أخرى من الأقمشة والماركات الرجالية حيث اشتهرت ماركات منها « البنان» و الذي اقتناه ذوو الدخل المحدود، ومن ثم قام البعض تجار الأقمشة باستيراد الأقمشة الأوروبية ووضعوا أسماء محلية عليها كماركة «حولي» التي أصبحت فيما بعد من الماركات المحببة للزبائن.

ومن أشهر التجار الذين أدخلوا أنواعا كثيرة من الأقمشة هو المرحوم جاسم بودي حيث طلب من الخطاط عابدين باقر أحد أشهر الخطاطين المعرفين بنقش اسم الماركة ثم إرسالها إلي المصنع في انجلترا لطبعها على ربطات القماش كماركة مسجلة.

وفي فترة الثلاثينات والأربعينات ظهرت ماركات أخرى كماركة « shark skin» والثلاث خمسات « 555»، وفيما بعد بدأت أنواع كثير من الأقمشة تصل الأسواق من دول أخرى كألمانيا واليابان وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها.



مهنة الخياطة قديما

سكن آل العصفور حي قبلة وكانوا من أوائل الذين عملوا بمهنة الخياطة قبل جلب الآلات الحديثة بالإضافة إلى عائلة البحراني الذي عمل عدد منهم بمهنة الخياطة حتى أصبحوا يلقبون بـ «الخياط»، وكذلك المرحوم ملا علي الخياط وهو من أشهر من يخيط « الزبنات» لكبار الشيوخ والشخصيات الكويتية قديما ً، وكانت الأجرة في آنذاك تتراوح مابين «أنتين إلى أربع انات» ويقوم الخياط بخياطة عدد 6 دشاديش في اليوم، ويقوم أيضا بتطريز «الزبون» أو الدشداشة بزخارف من البريسم « الحرير» في مقدمة الدشداشة بما يعرف باسم « الشد»، ومن أشهر من يلبس الدشداشة «الشد» هو المغفور له الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله ولبس الدشداشة «الشد» يعطي للرجل هيبة ومكانة اجتماعية.



* المرجع/ سالم عبد الغفور