ما زلنا غير مصدقين بأن مجلس الامة قد نجح في الدور الاول وانه سيتوجه الى سنة ثانية، فقد تعودنا على ان يعيد السنة ويبدأ من جديد.
حتى هذه السنة التي نجح فيها المجلس لم تكن سهلة فقد رسب فيها مرات عدة، واعطاه الحكم انذارات عدة.
الكل يتساءل الآن كيف ستكون الدورة المقبلة وهل ستكون صدامية كما هي السنة الاولى، وهل سيكمل المجلس او يكون مصيره الى الحل؟
ان من يتابع عمل المجالس السابقة التي استمرت ولم تنحل يجد بأن الحكومة تقضي السنة الاولى في دراسة نفسيات كل نائب ونقاط قوته ونقاط ضعفه، كما تدرس التكتلات ثم تبدأ في تفتيت جبهتهم الداخلية فتشتري من تستطيع شراءه وتهدد من تستطيع تهديده، وما ان تنقضي السنة الثانية حتي تهدأ فورة المجلس ويصبح طبعا في يد الحكومة، كما ينكشف النواب الذين لا يملكون برنامجا انتخابيا واضحا او تكتلا قادرا على الصمود.
اعتقد بأن الحكومة قد ارتكبت خطأ جسيما هذه المرة عندما اعتمدت على الدعم النيابي لها في الدورة الاولى - والذي جاء بعد سأم الناس من ممارسات المجالس السابقة والتصعيد غير المبرر والاخلاقيات غير السوية للنواب - وبدلا من ان تسعى الحكومة للحفاظ على ذلك التعاطف النيابي معها فإنها بدأت بارتكاب الاخطاء الجسيمة بدءا من الرياضة مرورا بالصفقات المشبوهة والضعف في معالجة القضايا الامنية الى التعيينات في المناصب القيادية وغيرها مما اثار عليها السخط من كثير من النواب وهدد باتساع رقعة المعارضة والتهديد بإسقاط الحكومة في الدورة المقبلة.
ومن شأن تلك الاخطاء الحكومية المتتالية ان توقع اشد الموالين للحكومة في الحرج وتضطرهم الى التواري خجلا عن التأييد المستمر للحكومة ناهيك عن هؤلاء الذين اتخذوا مواقف عقلانية من أجل الحفاظ على استمرارية الحياة البرلمانية وتخفيف التوتر.
ان امام الحكومة فرصة مواتية لمحاولة إصلاح الكثير مما اثار سخط المجلس عليها، اما اذا استمرت على المنوال ذاته من التخبط والعشوائية وضعف الأداء فإن النتيجة ستكون واضحة وهي ان المجلس لن يكمل دورته الثانية، وستتحول فرحتنا باجتياز الاختبارات في الدورة الاولى الى هزيمة مدوية للحكومة وبالتالي للمجلس، فهل ينتبه رئيس الوزراء الى ضرورة تدارك الأمور قبل انفلاتها؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]