د. وائل الحساوي / نسمات / وشهد شاهد من أهلها

1 يناير 1970 01:30 ص
كنا في السابق (الاعلاميون) نتبنى الرد على الشبهات التي يثيرها البعض في كل عام ينعقد فيه معرض الكتاب والتي يسلخون فيها كل مدافع عن منع الضار من الكتب، وفي هذا العام دخل على الخط الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب الذي هدد أمينه العام بان قرار منع بعض الكتب في معرض الكويت لن يمر مرور الكرام، وانه متخلف ويمثل مخالفة ثقافية ويتناقض مع دور الكتاب.

لكن هذه المرة جاء الرد من رئيس رابطة ادباء وكتاب الكويت الدكتور خالد الشايجي الذي اجاب عن كلام امين عام اتحاد الكتاب العرب (محمد سلماوي) بان كلامه غير دقيق وعام جدا ويتعارض مع ما اتفقنا عليه في اجتماع لجنة الحريات الاخير في القاهرة.

ثم استطرد الشايجي بان ما تم الاتفاق عليه في اللجنة بانه لا يجوز لاي كاتب او اديب التعدي على الاخلاق العامة او انظمة الدول الاخرى او رموزها او الدين او الاوضاع الخاصة بكل دولة.

وقد تعجبت كما تعجب الكثيرون عندما نشر اسماء مجموعة من الكتاب العرب المرموقين الذين سجلوا اعتراضهم على منع كتبهم ومنهم فهمي هويدي ود. محمد عمارة، وقلت في نفسي: لاشك ان الكتب التي مُنعت فيها جوانب تخالف الضوابط التي اتفق عليها الادباء العرب، وقد تكون فيها اساءة لدين او لدولة دون ان يدرك كاتبها ذلك، ففهمي هويدي - على سبيل المثال - له مقالات تنشر في الكويت منذ عشرين عاما وبشكل يومي، وقد استضافته الكويت مئات المرات لمؤتمراتها ولقاءاتها، وله جمهوره الواسع في الكويت.

اما كلام الدكتور عمارة بانه قد قاطع السفر إلى الكويت منذ عشرين عاما بسبب منعها للكتب، فهذه سقطة لا تجوز من مفكر اسلامي يعلم بان كثيرا من الكتب الممنوعة هي مما يخالف الدين وينشر الاباحية والشعوذة والالحاد بين الناس.

ان من يقرأ كلام هؤلاء يظن بان معرض الكتاب في الكويت لا يضم بين دفتيه الا عشرات من الكتب بسبب المنع، ولا يدري بان الانسان العادي لو قضى وقته للتجوال بين اروقة المعرض طوال فترة المعرض لما كفاه الوقت لمطالعة الكم الكبير من تلك الكتب المعروضة.

لا دخل لباقر

بعد ان اطلقت الحكومة رصاصة الرحمة على الفتنة وقتلتها وطمأنت الشعب الكويتي بان الدنيا بخير وان ما حصل كان خيرا لنا لا شرا فإن لي تعليقين على ما حدث:

الاول: كتبت بعض الصحف مقالات وافتتاحيات تنتقد فيه ما حدث من باب انه أمر مدبّر بهدف ابعاد الناس عن قضاياهم الحقيقية واشغالهم بقضايا هامشية ومنها قضايا التنمية والقوانين المعطلة وغيرها، والحق هو ان الواجب هو إلقاء اللوم على من قام بتدبير تلك الفتنة وخلقها بين الناس، لكن ردة فعل الناس عليها قد كانت امرا طبيعيا وعفويا لان هذه القضية هي القضية الاهم في وجدان الناس وحياتهم، فحياتنا ليست فقط اقتصادا وتنمية ولكن عقيدتنا وثوابتنا هي الاهم.

ولولا تأخر الحكومة في اطفاء نار الفتنة لما حدثت تلك التصعيدات والغضب الشعبي العارم، والذي نرجوه هو سد باب الفتن وتطبيق القوانين بصددها لدرء ما قد يفتحه اعداء الدين من فتن لاحقة.

ثانيا: تعجبت من تفاعل بعض الناس مع ما ذكره ياسر الحبيب من ان الاخ احمد باقر هو الذي اطلق سراحه عندما كان وزيرا للعدل، والكل يعلم بان باقر هو الذي كان وراء تشريع قانون منع التعرض للذات الالهية ولشتم الصحابة رضوان الله عليهم، فكيف يقوم باطلاق سراح المخالف لذلك القانون (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا).





د. وائل الحساوي

[email protected]