قرى مصرية / «أبو شنب»... قرية تخلّت عن «الموالح» لتُصدّر الأجهزة الكهربائية

1 يناير 1970 09:02 م
| القاهرة - من أحمد عبدالعظيم |
على بعد 120 كيلو مترا من القاهرة... تقع قرية «أبوشنب» - إحدى قرى محافظة الفيوم ـ والتي يصل عدد سكانها إلى 25 الف نسمة وهي من القرى المميزة التي تخلى أهلها عن المهنة المعتادة في الريف المصري وهي الزراعة ليسلكوا طريق التجارة في الأجهزة الكهربائية وأدوات المائدة ولكن ليس في الأسواق المصرية، بل اختاروا السوق السودانية ولذلك لم نستغرب الأمر عندما ذهبنا إلى القرية ووجدنا عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع في طريقها إلى الخرطوم.
أحمد إسماعيل - أحد سكان القرية - قال: أهل القرية بدأوا في التوجه إلى التجارة بالسودان قبل 30 عاما على يد عدد من مدرسي القرية الذين كانوا يعملون بالسودان وكانوا يحملون معهم بعض الأجهزة الكهربائية مثل المراوح والثلاجات لبيعها للسودانيين الذين كانوا يقبلون عليها بشكل كبير وتدريجيا بدأ الأمر يغري بقية الأهالي ولكنه تزايد في الفترة الأخيرة بعد ارتفاع قيمة الجنيه السوداني وتنوعت السلع التي يتم تصديرها للسودان مثل «الميكروويف والتلفزيونات والخلاطات وغيرها من الأجهزة الحديثة».
عبدالصادق السعدني أشار إلى أن القرية كانت تشتهر في السابق بزراعة الموالح والقمح وكان أغلب الأهالي يعملون في هذا المجال ولكن أكثر من 90 في المئة منهم يعملون بالتجارة سواء من الرجال أو النساء، ويتم الحصول على البضاعة من المناطق التجارية بالقاهرة مثل «شارع عبدالعزيز وحمام التلات» وغيرهما، وذلك بشكل جماعي فمثلا يشترك 10 أفراد في شراء بضاعة بقيمة 100 ألف جنيه وتقسيم الأرباح التي تصل إلى ضعف ثمن البضاعة بينهم بالتساوي بعد البيع، ويصل حجم التجارة بالقرية إلى نحو 70 مليون جنيه.
ناصر إبراهيم أوضح أن نقل البضاعة يتم بواسطة عربات النقل حتى محافظة أسوان، ومنها إلى السودان بواسطة المراكب عن طريق نهر النيل وتتكلف عملية النقل نحو 1500 جنيه فقط لأن أغلب التجار يمتلكون السيارات، وكانت هذه المهنة سببا في القضاء على البطالة نهائيا بين الأهالي فأغلبهم إما تجار أو يعملون في عمليات التحميل وقيادة السيارات.
منير الصاوي أشار إلى أن أهالي القرية أصبحوا يمتلكون محلات في أسواق الخرطوم وقد فضل العديد منهم الإقامة هناك والعودة إلى القرية بشكل سنوي وبعضهم اصطحبوا أسرهم معهم إلى هناك، وقد اتجه الأهالي أيضا إلى تصدير أدوات المائدة علاوة على النجف وغيرها ، وكانت لهذه التجارة الفضل في تبدل أحوال القرية حيث انتشرت المنازل الفخمة بدلا عن المنازل القديمة.