تركي العازمي / «القيادة الخفية» والليلة الظلماء...!

1 يناير 1970 06:32 ص
بعد قرار حل مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة السابق، ظهر النائبان مرزوق الغانم وعادل الصرعاوي ليلوحا بالاستجواب، وعلق رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي... مستغرباً من اتخاذ الحكومة قراراً بحل مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة السابق، وما زلت أتمنى ان يفهني أحد مبررات الحكومة في هذا القرار. واتمنى ألا يكون ما سمعته صحيحاً عن أن القرار اتخذ في ليلة ظلماء... ومن الليلة الظلماء يخرج لنا دور القيادة الخفية!

إننا حينما نشاهد مجريات الأمور بدءا من الإنتخابات الفرعية، مروراً بالتضبيط «بشيمة وإلا بقيمة» نتيقن ان الواقع يشير لوجود قيادة خفية والقيادة الخفية إن كانت مؤثرة من باب «الشيمة» فلا بأس لأننا نخضع لها تقديراً لأصحابها ومراعاة لظروف معينة، فما دام الأمر لا يوقع الضرر بالآخرين فـ «ليش لا فالتوجيب محمود» ولكن إذا كان بقيمة أي نوعها كتجيير مصلحة أو انتفاع معين فأثرها سلبي للغاية!

قد عرضنا هذا التساؤل على بعض القياديين النزهاء: هل القيادة الخفية موجودة خاصة تلك التي تعتمد على تأثيرها من خلال «القيمة؟» منهم من قال أكيد وأسهب في طرحه، ومنهم من قال... يقولون موجودة بس ما أدخل ذمتي بشيء!

إذا كان النائبان الغانم والصرعاوي على علم بالأيادي الخفية فعليهما تسخين المحرك و«البساط أحمدي» في دولة الشفافية وتطبيق القانون!

إن المعضلة التي نواجهها و«نصد عنها» تكمن في إفرازات سلبية معلومة لدى البعض خيوطها، ولكن المواجهة ما زالت غائبة، وهذا ليس محصوراً فقط في الملف الرياضي بل هو في كل منشأة... البلدية حدث ولا حرج، الكهرباء وكارثة طوارئ 2007، التربية ومسألة مدير الجامعة على سبيل المثال، الأشغال، التجارة، المالية... وأنت ماشي!

في دولة القانون المسطرة واضحة إن أرادوا الحصول على قياسات سليمة، أما مسطرة القيادات الخفية فهي كالأشباح لا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة ولكن أفعالهم تضرب من تحت الحزام وأحيانا على عينك يا تاجر.

فكم من ليلة ظلماء اتخذت، وبمعنى أصح «فصلت» القرارات لخدمة فئة دون سواها، وهذه المنهجية تفرغ دولة القانون من محتواها الفعلي لأن ما يتخذ من قرارات لا تراعي روح القانون، ولنا في في تعيين التمار ومخالفته للمادة 51 مثال، ولو تمت الإجابة عن سؤال النائب القلاف حول تعيين القياديين بكل شفافية فإننا سنجد عشرات الأمثلة!

كل ما أرجوه ألا يزايدوا علينا فنحن نعلم بما يجري من خلال المعطيات وربط الأمور بعضها ببعض حتى وإن لم نصرح بها علانية فقط من باب «الحشمة» ورغبة منا في الابتعاد عن معركة غير عادلة حيث جميع المؤشرات تدل على أن القيادة الخفية نفوذها أكبر بكثير من القيادة الظاهرة، وتحياتي لمدينة الحرير، ومستشفى جابر، ومحطة مشرف، والصراع المستمر... الله المستعان.





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]