لقد هبت عاصفة هيبة الحكم مع تصريح وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك عندما قال: «أقول للاعبين بنار الفتن لا تختبروا صبرنا... الوحدة والأمن والاستقرار خط أحمر». انتهى كلامه. إنها القذيفة التي أبادت كل القذائف التي أطلقت من مثيري الفتن قبل شهور عدة وما زالت.
إن العقل رمز للحكمة، والهيبة رمز للحكم، والدين رمز للهوية، فأين نحن من هذا كله! إذا كنا نخوض مع الخائضين تحت ذريعة حرية الرأي المطلقة غير المقيدة بمقاييس ومعايير المنهج الرباني، والفهم الخاطئ للديموقراطية، أو بالأصح الممارسة الخاطئة للديموقراطية، ونستميت في إطلاق القذائف التي تفتت وتفكك الوحدة الوطنية والنسيج الوطني لعائلات وقبائل ومذاهب أهل الكويت.
إن للكويت سيادة ونظام حكم مقنن ومرتب يجب على الكل احترامه والوقوف له إجلالاً وتوقيراً، ولا تحسبوا الكويت مجرد قطعة أرض لها حدود جغرافية واقليمية تعيشون عليها وتتكاثرون وتأكلون من خيراتها وتنتهي عند هذا الحد، إن الكويت هي الوطن، والوطن هو منظومة الحياة التي يعيشها الأفراد على تلك البقعة ولابد من كل فرد أن يحترم الحكم ونظامه ولا يتجاوزه ويخترقه بمطالبات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تعود على الفرد الكويتي بأي نفع.
إن المواطن الكويتي هو المحرك الأول والأهم لاستدارة عجلة التنمية بنظام العقل بما يمتلكه من خبرة وثقافة وذكاء ويطابقه ويُطّبقه على نظام وأرض الواقع حتى ينجح بإدارة هذه العجلة التي لطالما انتظرنا استدارتها، فلا نخوض مع الخائضين ونعطل صناعة وتنمية الفرد الكويتي، مع أناس ليس همهم إلا تمزيق وتكسير موازين ومعايير المحافظة على التمسك بالوحدة الوطنية واستقرار وأمن البلاد الذي هو من أهم ركائز إدارة عجلة التنمية.
إن الدستور وهيبة الحكم التي هي من نظام الحكم هما عبارة عن منهج فلسفي حياتي للدولة وسيادتها ينتهجه أفراد الشعب ليُنظم وينمق مسالك الحياة للفرد من المهد إلى اللحد، ونحن هنا لا ندعو إلى تكميم الأفواه وقطع الأنفاس بل ما يستحق النقد ننتقده بل ونضعه تحت المجهر حتى نُقّوم ونصلح ما أفسده الآخرون، وما نراه مناسبا أن نطالب به بالعلن فعليكم بالإعلان، وما يستدعي الإخفاء والتكتم فعليكم بالتناصح في ما بينكم وبين ولي الأمر حتى يخرج القرار من رحم بيت الحكم وتبقى هيبة الحكم مصانة ذات حصانة ومضاد، لا تهتز ولا تُفقد مهما استهان بها من استهان من مزدوجي الولاء والانتماء للكويت. ولقد أصبحت الآن هيبة الحكم من المعايير التي يقاس بها فشل أو نجاح الدول على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، فإذا أردنا أن نصطف في مصاف الدول المتقدمة والفائقة علينا باحترام الحكم ولا نفقده هيبته ونتقي أضرار هبوب عاصفة هيبة الحكم حتى لا تأكل الأخضر واليابس معا وأول المتضررين هم من أسقطوا هيبة الحكم واستهانوا بها.
منى فهد الوهيب
[email protected]