د. وائل الحساوي / نسمات / معجزة ربانية

1 يناير 1970 01:32 ص
أليست معجزة أن يقف ثلاثة ملايين إنسان متراصين في بقعة صغيرة في أشد الظروف صعوبة من حيث الحر الشديد والرطوبة وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية من حمامات وماء وأماكن وضوء؟! وبالرغم من الزحام الشديد الذي يُشعر الإنسان وكأنه في يوم الحشر والتدافع بين الناس إلا أنك لا تكاد ترى أي مشاكل بين الناس أو خناق يؤدي إلى معارك، بل الكل مستسلم وصابر، ولا ترى أي تحرش جنسي بين الرجال والنساء!!

أضف إلى ذلك أنه متى ما أقيمت الصلاة فإن هذه الملايين تصطف في صفوف مستوية ومنظمة كأنها حلقات مسباح (عقد مترابط)، ومتى رفع الإمام يديه إلى السماء ليدعو فإنك لا تسمع إلا أصوات المستغفرين الداعين الله تعالى بالمغفرة والتوبة، وتسمع البكاء والنحيب من شدة التأثر وكأنما قد ارتكب هؤلاء جرائم عظيمة!!

ويقف المسلمون الساعات الطويلة خلف الإمام دون ملل أو كلل ويسهرون لياليهم حتى الفجر في التهجد والدعاء وقراءة القرآن وهم قد قضوا نهارهم في الصيام الشاق، ومتى حان وقت الإفطار تجد مشهداً عجيباً من تسابق الناس على تقديم الطعام لبعضهم البعض ولا تكاد ترى إلا من يقدم لك التمر واللبن والقهوة ويفرح إذا أخذتها منه، والكثيرون قد تعودوا على فرش الموائد الطويلة في طول الحرم وتكليف صبيانهم بتوزيع الطعام على الجالسين دون تمييز.

والأعجب من ذلك كله هو انك لا تجد أي تفرقة بين الجالسين والمصلين، فالأبيض والأسود والصغير والكبير والعربي والماليزي والنيجيري وغيرهم كلهم سواء، لقد عجز العالم كله أن يساوي بين الناس بهذه الطريقة وأن يوحد صفوفهم ويزيل الفوارق بينهم واستطاع الإسلام أن يقوم بذلك بسهولة ويسر.

إنها أمة مهيأة للقيام بدور عظيم لقيادة البشرية ولكن كل ما ينقصها هو القيادة الراشدة التي تستغل تلك الطاقات الجبارة والامكانات العظيمة لكي توجهها نحو الخير.



مطار الكويت العجيب!!

حطت طائرة شركة الجزيرة القادمة من جدة في مطار الكويت الساعة 17.33 واستبشر الركاب خيراً إذ وفرت عليهم سبع دقائق أبكر من موعد وصولها، وتأمل كل فرد منهم بأن يفطر مع أهله حيث ان موعد الاذان هو السادسة مساء.

انتظر الركاب داخل مطار الكويت وصول أمتعتهم (وكانت الرحلة الوحيدة القادمة) ولكن لم يصل شيء. صلى الناس المغرب في صالة الأمتعة ثم التفتوا مرة أخرى، فلم يجدوا غير فيليبينية تعمل في المطار فتوجهوا لها بالسؤال عن أمتعتهم ثم بالنقد وهي صامتة لا تستطيع أن تجيب عن أسئلتهم، أين ذهب موظفو المطار والعمال؟! لا أحد يدري!! قام البعض بتوزيع التمر الذي بحوزتهم على الركاب لعله يطفئ جوعهم إلى أن تصل الشنط.

في تمام الساعة 18.33 (بعد ساعة من هبوط الطائرة) وصلت أول شنطة ثم تبعتها بقية الشنط، والبركة في خطة التنمية والتطوير الإداري والحكومة مول وإدارة الطيران المدني.





د. وائل الحساوي

[email protected]