ذكرنا في مقال قبل فترة بسيطة ان طبيعة التعامل بين المجلسين مبنية على ردود الأفعال وكثير من الوعود «يلحسها» البعض من الجانبين، والسبب يعود إلى غياب تطبيق القانون واختلاف الكيمياء الشخصية عند تحليل الخطأ لتخرج لنا قرارات في غير محلها! لاحظوا ما يحدث، تتجاوز بعض الفضائيات وتجتمع لجنة الظواهر مع رئيس مجلس الوزراء ويصرح لنا النائب محمد هايف بأن «رئيس مجلس الوزراء متحمس لاتخاذ إجراءات سريعة وحازمة تجاه العبث والفوضى الإعلامية» («الراي» عدد الخميس 2 سبتمبر) وهو كلام طيب... ولكن متى نرى الفعل؟ العبث ليس فقط في القنوات الفضائية، العبث في كل مكان والأخطر هو الناتج من شركات «العفن» التي دهورت المساكين من صغار المستثمرين، والعبث الأخطر متواجد في الوزارات الخدماتية جميعاً دون استثناء ولا يحتاج الأمر إجتهاداً، فقط تابعوا ما ينشر في الصحف والتعليقات في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية وعليكم فقط عمل البحث والتحري عن طبيعتها للتوافر لديكم الأدلة التي تمنحكم موقف قوة عند اتخاذ قرار المحاسبة إن كنتم بالفعل جادين في الأمر بعيداً عن ردود الأفعال التي تعودنا عليها في ظهور للجعجعة لا نرى لها طحيناً! قبل أعوام قالوا «لجنة قيم»، و«لجان تحقيق»، و«تجار الإقامات»، و»قائمة بالأولويات»، و«نظام لاختيار القياديين»... ولم يستجد شيء. والآن ظهروا بميثاق الشرف لقيم مفقودة، والقيم مستقاة من ثقافة العمل بين السلطتين وبالتالي صعب توافرها وصعب حصرها في ميثاق لأن ثقافة الجمع متفرقة ومختلفة دوافعها... ولو تابعتم تصريح خالد الفضالة لتولد لكم مشهد متكرر في الكتل والأفراد، حيث المصلحة تطغى على كل التداعيات، والوعود حينما «تلحس» من قبل البعض لها ما يبررها من منطلق الثقافة الخاصة بالفرد أو المجموعة والسبب يعود لغياب المصلحة الوطنية التي تفسر بألوان مختلفة وما هو وطني عند كتلة ما قد لا تراه مجموعة أو فئة كذلك! إننا نعاني من اختلال قيادي صرف، نعاني من قانون لا يطبق ولنا في قضية الملف الرياضي أكبر برهان على هذا ناهيك عن قضايا ما زالت عالقة رغم أن القانون واضح ولكن تطبيقه يعتمد على الكيمياء الشخصية التي تعتبر الحالة المعنوية لصاحب القرار ذات أثر بليغ و«إترك» عنك الهرطقة الإعلامية... نحن نريد شيئا ملموساً وغيره هذا لا يعنينا مهما كانت المبررات! إننا نعلم علم اليقين بأن الفساد الإداري مظاهره واضحة والشفافية تطبق على «المشتهى»... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]