الكوت / العيد في الكويت قديما
1 يناير 1970
11:25 م
العيد من المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون وهو رمز المحبة والتآلف في ما بينهم ، وكسائر المسلمين يحتفل أهل الكويت بالعيد ويفرحون بقدومه ورغم التطور الذي حصل بعد ظهور النفط والتغير الذي طرأ على المجتمع ودخول بعض العادات الداخلية عليه مازال المجتمع الكويتي محافظا على بعض من هذه العادات التي كانت موجودة في الماضي حيث كانت مناسبة العيد لها بهجة أكثر وفرحة أغمر، ينتظره الناس بفارغ الصبر ويستعدون له كامل الاستعداد لأنه بالنسبة إليهم يعني التغيير والتجديد فهم يلبسون فيه الجديد، ويأكلون ويلعبون، كان له بريق خاص ورونق وجمال قديما كان يختلف عما هو عليه في هذا الوقت الحالي من حيث المراسيم والعادات التي كان أهلنا يقومون بها قبل قدومه والتي اندثر بعضها ومازال بعضها قائماً . يقول عبد العزيز الرشيد في كتاب «تاريخ الكويت» عن العادات التي كان أهل الكويت يقومون بها في العيد قديما والتي هي جزء لا يتجزأ من تراثنا العريق والذي يدل على مدى الترابط والتلاحم بين أهل الكويت قديما هي:
عادات ومظاهر العيد
منذ الصباح يقوم الكبار والصغار باكراً لأداء صلاة العيد مهللين مكبرين وحامدين الله على ما خصهم به من جزيل النعم وقد لبسوا افخر ملابسهم وتجملوا بما عندهم من زينة وبعد الصلاة تبدأ مراسيم وعادات ومظاهر العيد في الكويت.
مراسيم العيد
للعيد قديما مراسيم متعارف عليها عند أهل الكويت قديما، ولاتزال موجودة وهي على النحو التالي :
1. تهنئة الأسرة الحاكمة : في اليوم الأول وبعد الصلاة يذهب أهل الكويت قديما إلى الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بحلول العيد حيث يتواجد إفراد أسرة آل صباح الكرام في قصر الأمير يستقبلون المهنئين من أهل الكويت ولا تزال هذه العادة موجودة إلى الآن.
2. تبادل الزيارات بين الاهالي : يتبادل الكويتيون الزيارات في ما بينهم للتهنئة حيث يقوم أهالي جبلة بزيارة إخوانهم أهالي شرق وأهل الوسط وكذلك هي الحال في قري القصور وقرية الجهراء في تلاحم يدل على مدى رقي ومحبة أهل الكويت لبعضهم قديما وتقدم خلال الزيارات القهوة والشاي ويتم تقديم ماء الورد والعود حيث يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض ويقولون المهنئ لأخيه «عيدك مبارك» فيجيب علية بقوله «أعاده الله علينا بخير و عليكم بخير وعافية» وغيرها الكثير من العبارات .
مظاهر العيد
للعيد قديما مظاهر وعادات تختلف عما هي عليه في الوقت الحالي وهي عادات تدل على ترابط وتلاحم أهل الكويت ومن مظاهر وعادات العيد قديما كتالي :
1- تعطيل الأعمال : في العيد قديما يعطل الكويتيون أشغالهم واعمالهم لمدة أسبوع كامل ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة.
2- ترتيب البيت : من مظاهر العيد في الكويت يقوم أهل البيت بتنظيفه وترتيبه حتى يكون لائقا بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطا بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور والمعمول وغيرها .
3- الملابس الجديدة : تخاط الملابس للكبار و للصغار، كالدشداشة للأولاد والدراعة والبخنق للبنات ، وكانت بعض السيدات يخطن ملابس أولادهن بأنفسهن.
4- تجهيز الحلويات : تصنع الحلويات الشعبية في البيوت استعدادا للعيد والبعض يقوم بشرائها من السوق، من هذه الحلويات( قرص عكيلي - البقصم - لسان الثور - بيض القطا - الغريبة) وغيرها من الحلويات المعروفة قديما في الكويت.
5. صلاة العيد : في عيد الفطر يفطر كافة أفراد الأسرة على حبات قليلة من التمر ثم يذهبون إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعد الصلاة يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى ويسمعها من في الداخل ويتباهون بملابسهم الجديدة وكل منهم ينظر إلى ملابس الآخر والبعض يتفاخر بأن ملابسه أحسن من غيره .
6. طعام العيد : يهتم الكويتيون اهتماما خاصا بالطعام خلال فترة العيد سواء الفطر أو الأضحى فمنهم من يخصه لعائلته و بأقاربه ومنهم من يفتح أبوابه للفقراء من أهل الخير وهم كثير في الكويت وهي عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الكويت قديما ومن عادات الطعام في العيد كتالي :
أ. إفطار العيد : بعد الصلاة يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى في البيت للإفطار (ريوق العيد) الذي يتكون من أصناف عدة مثل الكيك والفول المطبوخ (الباجيلا) والحمص المطبوخ (النخي) وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية كالدرابيل ويتبادلون الأحاديث الطريفة في ما بينهم .
ب. غداء العيد : في العادة يكون غداء عيد الفطر باكرا ويكون في الغالب سمكا «محمرا» وفي عيد الأضحى يكون من لحم الأضاحي لاتزال عادة الغداء والمحمر موجودة عند بعض العوائل في الوقت الحالي.
7. تبادل الزيارات للنساء: بالنسبة للنساء يذهبن لتبادل الزيارات وتقديم التهاني للأقارب والجيران من النساء.
8. عرضة العيد : تقام حفلات العرضة كل نهار ويقوم الرجال بالرقص في العرضة بالبنادق والسيوف وينشدون الأناشيد الحماسية.
9- العيدية : وهي هدية مالية تقدم إلى الأبناء في العيد وينتظرها الصغار ببالغ الشغف قديما وقد كانت لها نكهتها الخاصة في المجتمع الكويتي قديما، فالحياة ما قبل النفط جعلت 'القريشات' شحيحة في يد الأطفال، لكنها تمتلئ في الأعياد.
10. استعدادات اخرى: هناك استعدادات أخرى كانت تتم بين الأهالي فعلى سبيل المثال «الحمارة» وهم الذين يقومون ببيع الماء على ظهور الحمير كان لهم دور في هذه المناسبة حيث يقومون بصبغ حميرهم بالألوان الفاقعة مع تخضيبها بالحنة وتزيينها بالخرق الملونة البالية وتعليق الأجراس عليها والغرض من ذلك هو تأجيرها للركوب عليها بالعيد.
11. ألعاب الأطفال : يقوم بعض المتخصصين بصنع الألعاب المسلية للأطفال كالمراجيح و"القليلبة" وأم الحصن وغيرها ووضعها في الساحات (البرايح) استعدادا للاحتفال بالعيد.