عادل أدهم... برنس الفن على الشاشة (27) / أخوه ماجد أسس أكبر صالة بولينغ... وأختاه أمينة وآمال عملتا في الخطوط الكويتية
الكويت... قبلة أسرته
1 يناير 1970
05:54 م
| القاهرة - من إسلام العرابي |
عبقري في أدائه للشخصيات... مدهش في أداء أدوار الشر.. ظهوره على الشاشة يشدك، يجذبك... فتخضع لسطوته... تميز في اختياراته الفنية، وبرع في تجسيدها، حتى أنه لا أحد يقدر على أدائها غيره... إنه الفنان الراحل عادل أدهم، الذي يستحق عن جدارة جميع الألقاب التي أطلقت عليه.
فهو «البرنس»، «الفتوة»... «الشرير خفيف الظل»... «العبقري»، ونجم أدوار الأنماط البشرية و«صاحب الألف وجه».
هكذا قالوا عن النجم الأشقر - في عدة مطبوعات فنية وغير فنية مصرية وعربية.. قلبنا في أوراقها ونحن نعد هذه الحلقات - الذي رحل عن عالمنا منذ 14 عاما ولكنه ترك بصمة في السينما المصرية والعربية وبقي خالدا في أذهان جمهوره الكبير.. الذي تمتع بمشاهدة أفلامه وأعماله الفنية.
ولد أدهم في الإسكندرية العام 1928، ثم جاء إلى القاهرة، وتدريجيا استطاع أن يكون فنانا لامعا في الوسط الفني، ليدهش الجميع بأدائه وموهبته لصانعي الأعمال الفنية ويصبح شرير الشاشة والذي تفوق على نجوم السينما السابقين والمعاصرين معه في أداء أدوار الشر بسبب أدائه الصادق ووجهه الأشقر وأدواته الفنية المختلفة، التي أعجبت كل المخرجين الذين تعاملوا معه في الوسط الفني.
أجاد عادل أدهم ونجح في أعماله الفنية الأخرى وانطلق نحو العالمية، حيث عمل في أكثر من فيلم إيطالي، وتعامل مع كبار فناني أوروبا، وأصبح الفنان عادل أدهم معروفا في الخارج مثل الفنان العالمي عمر الشريف.
عندما تشاهد أعماله على الشاشة الفضية تشعر أنك ترى نجما مختلفا من نوعية يجيد كل أدوار الشر وأدوار ابن البلد، كما يتمتع بملامح تجعله يجيد مختلف الأدوار الفنية.
عبر حلقة في «الراي» نتابع مسيرة عادل أدهم «الإنسان والفنان» وبعضا من يومياته وحكاياته ومواقفه التي لا يعرفها أحد عنه، ورأيه في نفسه ورأي النقاد وزملائه فيه.. فتابعوا... وانتظرونا حلقة بعد أخرى.
رغم أنه مات منذ 14 عاما، ورغم انتشار المسلسلات والأفلام وظهور عشرات المواهب الفنية كل يوم، إلا أن فنانا قديما أو جديدا لم يستطع أن يعوض غياب برنس الشاشة الفنان الراحل عادل أدهم، الذي شارك في عشرات الأفلام والمسلسلات والأعمال الإذاعية والمسرحية.
يقول الكاتب الصحافي المصري محمود معروف - في مجلة «كلام الناس» - عن عادل أدهم: يرى في نفسه شخصية الفتى الأول، فهو يملك جميع المواصفات التي تجعل منه نجما، وبدأ يختال بنفسه وظن أنه معبود الفتيات فكانت العلقة الثانية... لم يكتسب عادل أدهم لقب البرنس لوسامته عندما كان شابا في مقتبل العمر، وإنما اكتسبه لعائلته، فوالده محمد حسن أدهم كان يونانيا لثالث جد كلهم هاجروا منذ مئة عام واستقروا في اليونان وحصلوا على الجنسية اليونانية، ووالدته خديجة هانم تاكوش تركية يونانية من أبوين أحدهما تركي والآخر يوناني، وكانت لهم حماية يونانية أثناء وجودهم في مصر حتى أن عمر تاكوش خال عادل أدهم ضرب أحد المواطنين علقة في الشارع ولما جاءت الشرطة للقبض عليه اختفى داخل السفارة اليونانية بالقاهرة لمدة عشرة أيام حتى لا يقبض عليه إلى أن تمت مصالحة المعتدى عليه وتنازل عن المحضر.
ارتباط... بالكويت
لم يكن عادل أدهم وحيد والديه، بل كان له أشقاء، وبحسب روايات عديدة... الأكبر نشأت سافر إلى إنكلترا العام 1961، بعد أن صدر قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بتأميم ممتلكاتهم فسافر وعاش في مانشيستر وتزوج إنكليزية وحصل على الجنسية وعين مديرا لأحد البنوك ومات في لندن العام 2003.
الثاني هو النجم عادل أدهم الذي ولد في 8 مارس 1928 بحي الجمرك بالإسكندرية، وعمل في بداية حياته العملية في بورصة الأقطان بالمنشية قبل أن يتركها وينخرط في مجال التمثيل، أما ثالث الأبناء هي أمينة التي اختيرت ملكة جمال شاطئ ميامي العام 1966، وعاشت معظم حياتها في الكويت وتزوجت «3» مرات وعملت مضيفة بالخطوط الجوية الكويتية، وعندها ابنتان هما جيهان متزوجة من طبيب وسهير متزوجة من رجل أعمال وعاشت معه في الكويت إلى أن توفيت، والرابع ماجد وهو رجل أعمال يعيش في الكويت وأنشأ مجموعة ملاعب تنس في كندا وبعض ولايات أميركا، وعنده في الكويت أكبر صالة بولينج، وأنشأ مع شقيقه عادل فندقا بمنطقة كينج مريوط لاتزال عليه مشكلات بسبب نزاع وزارة الإسكان والمرافق على الأرض والأمر منظور أمام القضاء منذ 15 عاما أي قبل وفاة عادل أدهم العام 1996.
الخامسة والأخيرة هي آمال، تزوجت وعاشت في الكويت وعملت مضيفة بالخطوط الجوية الكويتية، أيضا، مات زوجها وأنجبت منه ولدين، وبعد بلوغها سن المعاش سافرت لتعيش مع ولديها في أميركا، حيث حصلا على الجنسية الأميركية.
وأوضح معروف أنه لم يبق من عائلة عادل أدهم في مصر إلا أرملته الجميلة لمياء السحراوي التي كان قد تزوجها العام 1982وكان عمرها 17 عاما، حيث كانت طالبة بمدرسة راهبات الفرنسيسكان وهي الزوجة الثانية له بعد زوجته الأولى الإسكندرانية «هانيا» طليقة المخرج الراحل عاطف سالم.
صدمة وانهيار
عادل أدهم لم ينجب من زوجتيه هانيا أو لمياء، وإن كانت هانيا قد تزوجت قبل عادل أدهم وقبل عاطف سالم وعندها أولاد من زوجين سابقين.
أما لمياء فقد أنجبت ابنا العام 1983 أسمته محمد لكنه مات بعد 6 أشهر فقط فأصيبت بصدمة عصبية وأصيب عادل أدهم بانهيار، وشاءت الأقدار أن تحمل للمرة الثانية وفي الشهر الخامس كانت تحمل اسطوانة بوتاجاز وتصعد بها درجات سلم الفيللا التي يقيمان بها في شارع الجزيرة بالزمالك ولم يكن بواب الفيللا موجودا هو أو زوجته فسقطت على درجات السلم وأصيبت بنزيف وتم إجهاضها.
وهكذا تشاء الأقدار ألا ينجب عادل أدهم من زوجتيه ويموت بلا أبناء، ورغم أنه مات العام 1996 فإن زوجته صغيرة السن لمياء السحراوي ابنة القبطان بحري نصر السحراوي كبير قباطنة الشركة الفرنسية لهيئة قناة السويس قبل تأميمها، رفضت أن تتزوج حتى اليوم وتعيش بمفردها في فيللتهما بحي الزمالك، ولها قصة أغرب من الخيال، فهي الفيللا المهجورة التي دفنت في حديقتها كلبها «لاكي» من دون أن تعرف أنها ستأتي إليها مرة أخرى وتعيش فيها بعد أن تتزوج من عادل أدهم.
وحول بدايات عادل أدهم الفنية، أشار معروف إلى أن المخرج الراحل أحمد ضياء الدين كان مقتنعا بعادل أدهم كممثل، ولحسن حظه أنه كان يخرج فيلمين في وقت واحد، فاختاره للتمثيل فيهما، الأول «هل أنا مجنونة» قصة محمد عثمان وإنتاج السينمائيين المتحدين بطولة سميرة أحمد وكمال الشناوي وحسين رياض وسميحة أيوب، والفيلم الآخر هو «فتاة شاذة» قصة وإنتاج عدلي المولد، وأيضا إخراج أحمد ضياء، وبطولة رشدي أباظة وأحمد رمزي وشويكار ويوسف فخرالدين ومحمود المليجي وتوفيق الدقن ومديحة كامل وعبدالخالق صالح وفتحية شاهين، ورغم أن «هل أنا مجنونة» تم تصويره أولا فإن فيلم «فتاة شاذة» هو الذي عرض أولا يوم 18 مايو 1964، أما الأول فعرض يوم 21 ديسمبر 1964 وعرض له في اليوم ذاته لحسن حظه فيلم «العائلة الكريمة» قصة بديع خيري وإخراج فطين عبدالوهاب وبطولة فريد شوقي وهدى سلطان وماري منيب، وعرض قبلهما بشهر فيلم «الجاسوس» قصة بدر نوفل وإخراج نيازي مصطفى وإنتاج فريد شوقي الذي أعجب جدا بأداء عادل أدهم فاختاره ليشاركه البطولة في فيلم «الجاسوس» مع الممثلة آن سمرنر وعزت العلايلي وصلاح نظمي ومحمود فرج وأحمد أباظة.