عوانس الفن ... نجوم ونجمات خارج الخدمة (27) / رغم أنها تزوجت 3 مرات... ( 1 من 2)
زينات صدقي أشهر عانس ... على الشاشة فقط
1 يناير 1970
06:07 م
| القاهرة- من أغاريد مصطفى |
العانس في اللغة هي الفتاة التي طال مكثها في بيت أهلها من دون زواج، والرجل إذا أسن، أي تجاوز سن الزواج ولم يتزوج فهو عانس أيضا، لكن هذه الكلمة تستخدم أكثر مع النساء.**
... وعوانس الفن هم «فنانات وفنانين» فاتهم قطار الزواج... بسبب انشغالهم بالعمل الفني والنجاح والنجومية.. أو نظرتهم السلبية للزواج والحياة الأسرية.
ومن بين هؤلاء الفنانين من أبدع في تجسيد دور العانس على الشاشة فقط، لكن في الحياة كان له نصيب من الزواج مرة واثنتين وثلاثا أيضا، وأبرزهم الفنانة الراحلة زينات صدقي.
عبر 15 حلقة في «الراي» نتناول مسيرة عدد ممن يمكن أن نطلق عليهم لقب «عوانس الفن»، إما لأن قطار الزواج قد فاتهم أو يوشك أن يودع رصيف حياتهم، وإما لكبر سنهم، أو لارتباطات فاشلة وشائعات لاحقتهم في كل مكان حول الارتباط بشخص ما وعدم اكتمال المشروع، وعبر هذه الحلقات أيضا ستعرف أيضا لماذا فشل بعضهم في إيجاد شريك الحياة المناسب... فانتظرونا حلقة بعد أخرى.
اشتهرت الفنانة المصرية الراحلة زينات صدقي بأداء دور العانس، فقد كانت أكثر من أبدعن في تأدية هذا الدور على الشاشة، وحققت من خلاله نجاحا كبيرا، والمثير انها لم تكن عانسا في الحقيقة، فقد تزوجت 3 مرات، لكن الجميع لايزال يعرفها انها «أشهر عوانس السينما المصرية».
ولدت زينب محمد سعد، الشهيرة بـ «زينات صدقي» في 4 مايو 1913 بالاسكندرية، وتوفيت في 2 مارس 1978 عن عمر يناهز 65 عاما، وهي ممثلة كوميدية مصرية شهيرة، اشتهرت في الأدوار الكوميدية بالأفلام المصرية في عقود الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي.. درست في «معهد انصار التمثيل والخيالة» الذي أسسه الفنان المصري الراحل زكي طليمات في الاسكندرية، لكن والدها منعها من اكمال دراستها وقام بتزويجها، ولم يستمر الزواج لأكثر من عام.
بدأت حياتها الفنية مطربة في بعض الفرق الفنية، شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم «زينات»، حيث تسمت باسم صديقتها المقربة خيرية صدقي حين أخذت منها اسم «صدقي». وتميزت بأداء دور المرأة سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة «بنت البلد» في عدد من الأفلام.
عملت مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة أمثال: يوسف وهبي، اسماعيل ياسين، شادية، عبدالحليم حافظ وانور وجدي. وقد تجاوزت الأفلام التي شاركت في بطولتها 400 فيلم.
وقد كرمها الرئيس المصري الراحل انور السادات بدرع «عيد الفن» العام 1976، وقبل وفاتها لم تقدم أي عمل طوال 16 عاما، الا فيلما واحدا هو «بنت اسمها محمود» سنة 1976.
ألقاب... وإشاعات
أطلق عليها النقاد المصريون كثيرا من الألقاب مثل: «بنت البلد»، «خفيفة الظل»، «ورقة الكوميديا الرابحة»، والعانس... انها ممثلة نجحت في ان تحتوي كل هذه الأوصاف، لكنها برعت أكثر في أداء شخصية العانس التي تبحث عن أي عريس، رغم انها كانت في شبابها جميلة، أمام أبوابها يقف العرسان طوابير... وقد تزوجت «3» مرات... لكن زواجها انتهى بالوحدة والاكتئاب.
وتردد في بعض الصحف بعد وفاة زينات صدقي انها كانت تتسوّل وانها عاشت في شقة حقيرة، والأكثر من ذلك انه قيل عنها في أحد البرامج الشهيرة، انها ماتت «يهودية»، وكلها معلومات خاطئة، فقد عاشت زينات وماتت مسلمة.
كانت حياة زينات صدقي سلسلة طويلة من العمل والفشل والنجاح والثروة والفقر، ولم يبق من ذلك سوى حقيقة لا يختلف عليها اثنان وهي انها أفضل من قدمت الكوميديا على شاشة السينما وكانت صدقي عرفت طريقها الى الفن من خلال عملها راقصة في ثلاثينات القرن الماضي ثم انضمت الى فرقة «نجيب الريحاني»، وكان أول عمل لها في الفرقة دورها في مسرحية «الدنيا جرى فيها ايه» واشتهرت في هذه الفترة بدور الخادمة سليطة اللسان، ونقلت الشخصية نفسها... الى السينما.
وكان أول أعمالها السينمائية فيلم «وراء الستار» العام 1937، ثم قامت بتقديم أفلام عديدة... وصلت الى 150 فيلما، ومن بين أعمالها التي علقت بأذهان الجمهور «الآنسة حنفي»، «ابن حميدو»، «اسماعيل ياسين في الأسطول»، «حلاق السيدات»... الذي يعد الفيلم الوحيد الذي لعبت بطولته، مع نهاية الستينات من القرن الماضي.
بدأت زينات صدقي في الاختفاء التدريجي ولم تظهر الا في أعمال قليلة أشهرها فيلم «معبودة الجماهير»، وكان آخر أعمالها «بنت اسمها محمود» وتوفيت في2 مارس 1978، لتنطفئ أجمل ضحكة.
تكريم رئاسي
كانت لزينات صدقي - بحسب شبكة الشرق - قصة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، حيث كان قد قرر ان يكرم نخبة من الفنانين... ومن بينهم زينات... الا ان المعنيين لم يستطيعوا العثور عليها، فما كان من عبدالناصر الا ان طلب من جهة أمنية ايجادها، ونجحت بالفعل في العثور عليها في أطلال بيت متهالك في الريف، وبدت في حال رثة، فكرمها الرئيس عبدالناصر وأمن لها مسكنا، ومعاشا... حتى توفيت. كما روي ان الرئيس المصري الراحل انور السادات سأل مدير أكاديمية الفنون في ذلك الوقت الدكتور رشاد رشدي.. عن أسباب عدم ادراج اسم زينات صدقي بين الفنانين المقرر تكريمهم في العيد الأول للفن العام 1976، ولم يجد رشدي ما يبرر به هذا السهو غير المقصود في حق فنانة ونجمة كبيرة انزوت داخل دائرة النسيان والتجاهل ولم يعد أحد يسأل عنها من منتجي السينما، ومخرجي التلفزيون، لدرجة انها لجأت للقضاء تشكو مخرجا استبعدها في آخر لحظة من تسجيل دورها في أوبريت لزكريا أحمد، بعد ذلك قررت ان تعيش على هامش الأضواء والنجومية، أدركت ان الزمان لم يعد زمانها.< p>