صغار... حطموا الأرقام القياسية (8) / أول لاعبة جمباز... تحصل على 10 درجات كاملة (2 من 2)
ناديا كومانشي... حاصدة الجوائز والميداليات
1 يناير 1970
01:05 ص
| القاهرة - «الراي» |
النبوغ... والتميز... والعبقرية... ثلاثة أشياء لا علاقة لها بالسن، فهناك أطفال كثيرون في العالم استطاعوا أن يكونوا عباقرة في سن صغيرة جدا. وتشير الدراسات إلى أن بين كل 25 طفلا يوجد واحد متميز، متفوق، ليس بالضروة أن يكون عبقريا أو «سوبر مان»، لكنه متقدم على أقرانه، سابق لهم، وتوضح أنه بين كل عدة ملايين من الأطفال يوجد واحد موهوب حقا، عبقري فذ، يتميز ليس فقط على زملائه، بل أيضا على الرجال والنساء كاملي النمو والنضج.
هؤلاء الأطفال أبدوا ذكاء خارقا في سن مبكرة، والعديد منهم نجح في تحطيم أرقام قياسية في شتى المجالات والفعاليات الفردية والجماعية... ليدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية .
وعبر «الراي»... نرصد قصص نبوغ ونجاحات عدد من الأطفال الذين حطموا الأرقام القياسية... بعضهم رغم وصوله إلى سن الشباب يواصل إنجازاته... ومن أبرزهم «أسطورة السباحة الأميركية»... وقد بدأ إنجازاته في سن صغيرة، والطفل المصري محمود وائل، أذكى طفل في العالم، والسوري علي فارس الذي حطم الرقم الأميركي باختراعه أصغر قمر صناعي، والتونسية سمر المزغني، أصغر قاصة في العالم، والمغربية نوال المتوكل، أول عداءة عربية، والسعودية روان الجهني، أصغر مدربة تنمية بشرية، والمصريان يوسف شريف، أصغر لاعب كرة قدم، وأحمد عدلي الحائز على بطولة العالم في لعبة الشطرنج، إضافة إلى عدد من الأطفال الذين حققوا أرقاما قياسية جماعية، وأبرزهم 300 طفل كويتي رسموا جدارية يعبرون فيها عن حبهم لـ «الديرة» وغيرهم... وفي الحكايات تفاصيل كثيرة.
... لم تكن ناديا خائفة إطلاقا، وقد نجحت في الاختبار حيث كانت تسير على العارضتين مثلما كانت تسير على الرصيف الجانبي، ووافق والدا ناديا على إيداع ناديا ذات السنوات الست تتدرب في صالة بيلا، وقد وصف بيلا ناديا بأنها «تتعرف على الأشياء بلا خوف وأنها تلميذة مثالية»... وكانت تتدرب 6 أيام أسبوعيا و4 ساعات يوميا، واليوم الوحيد الذي لا تتدرب فيه هو يوم الأحد، وكانت أول تلميذة تصل في الصباح وتبدأ في الاستعداد للتدريب بعمل إحماء وكانت تمارس التدريب عدة مرات من دون أي شكوى ولا يبدو عليها التعب.
بعد عام كانت ناديا على استعداد لبدء المنافسة، فقد شاركت في بطولة رومانيا الوطنية للصغار في الجمباز، وكانت أصغر رياضية وجاءت في المركز الـ 13، وكان ذلك الأمر جيدا بالنسبة لفتاة ذات 7 أعوام ومع ذلك كان بيلا يعرف أنها لم تبذل قصارى جهدها ولكنه منحها عروسة صغيرة وطلب منها ألا تأتي في المرتبة الـ 13 مرة أخرى، وبذلك يكون بيلا قد أعطى ناديا أول عروسة في المجموعة التي اقتنتها بعد ذلك.
وبالفعل لم تأت ناديا في المرتبة الـ 13 مرة أخرى، فقد عادت ناديا إلى البطولة الوطنية الرومانية للجمباز بعد عام وبرفقتها عروسة بيلا وفازت بالمركز الأول وكان عمرها 8 سنوات.
وفي العام 1971 أصبحت ناديا عضوا في الفريق الروماني للجمباز، وفازت أيضا بلقب لاعبة الجمباز الوطنية الشاملة للأطفال في نفس فئتها العمرية، وفي نفس العام سافرت إلى بلغاريا في منافسة كأس الصداقة الودية وهي لم تتنافس مع أحد ولكن كلاعبة جمباز رومانية، وفي هذا الوقت قامت بشراء بعض الحاجيات من بلغاريا ومنها بعض العرائس لتكوين مجموعتها، وفي هذه البطولة حصلت على ميداليتين ذهبيتين.
وفي العام التالي 1972 فازت ناديا ببطولة الجمباز الوطنية للصغار للمرة الثالثة وحصلت على 3 ميداليات ذهبية في بطولة كأس الصداقة، وفي العام 1975 كان عمر ناديا 13 عاما وكانت وصلت إلى عمر يمكن معه الاشتراك في مسابقات الكبار، وقد فازت بميدالية فضية و4 ميداليات ذهبية في بطولات أوروبا.
كانت ناديا أصغر فتاة في المسابقة وعلى استعداد لمنافسة الفتيات الأكبر سنا اللاتي لم يفزن بها أبدا منذ بداية ألعاب الجمباز، لكن ناديا التي كانت تحلم بالدخول في المنافسة الأوليمبية فازت بها.
فرصة كبرى
وفي العام 1976 نالت ناديا فرصتها الكبرى بالدخول في دورة الألعاب الأوليمبية وكان عمرها 14 عاما، فقد أقيمت دورة الألعاب الأوليمبية في مونتريال بكندا وكانت لعبة ناديا المفضلة على المتوازيين، وقد تقدمت بقوة في هذه اللعبة، وقال أحد المعلقين إن المحكمين مبهورون بها «ويبدو كما لو كانت تسبح في الهواء»، وكانت الجماهير في حالة هدوء منتظرين ما ستحرزه هذه الفتاة، وفجأة ظهر ما أحرزته على الشاشة فقد حصلت على 10 درجات كاملة، ولم يستطع أحد أن يدرك كيف لهذه الفتاة الصغيرة الرائعة الموهوبة أن تحرز 10 درجات كاملة لم يحرزها أحد من قبل، وقد استمرت في تسجيل نقاط كاملة أخرى في 7 ألعاب بالبطولة، وكان الجمهور محتشدا لمشاهدة تلك الفتاة الرائعة التي انبهر بها، وقد حصلت كومانشي على 3 ميداليات ذهبية وواحدة فضية وأخرى برونزية، وفي العام نفسه كانت كومانشي قد جمعت 200 عروسة.
وفازت كومانشي كبطل للعمل الاشتراكي بسبب أدائها الرائد في الأوليمبياد، وكان ذلك الفوز تكريما كبيرا لها في بلدها رومانيا، حيث كانت أصغر فتاة على الإطلاق تحصل على هذا التكريم، وفي العام 1980 عادت ناديا إلى الألعاب الأوليمبية في موسكو وفازت بميداليتين فضية وذهبية، وبعد مرور عام هرب مدرب ناديا بيلا وزوجته مارثا من رومانيا لأنه انشق عن الحكومة، وبدأت ناديا في التفكير للهرب لدولة أخرى أيضا لأنها كانت تخشى من الحكومة الرومانية، وكانت تقول إنها كانت تعيش في بلد يحكمه نظام استبدادي ولم يكن سياسيا بل قمعي، وقد وضعت الحكومة عينها على تلك الرياضية حاصدة الجوائز وكانت تخشى أن تنشق هي الأخرى، ولم تتمكن أن تسافر بالخارج للتحكيم في المسابقات الدولية.
وفي العام 1984 عادت ناديا إلى دورة الألعاب الأوليمبية كمدربة فريق الجمباز الروماني، وفي العام 1986 هربت أيضا من رومانيا في ظلام الليل مخلفة وراءها ميدالياتها الثمينة وأمها وأباها وأخاها أدريان، وفي العام 1994 أعطت ناديا لفريق رومانيا للجمباز 120ألف دولار، وفي العام 1996 تزوجت من بارت كونرز البطل الأوليمبي السابق - وهما الآن يعيشان في نورمان أوكلاهوما ويديران مدرسة للجمباز وتدرب أكثر من 1000 طالب وتمتلك 10 استوديوهات إنتاج التي ترعى البرنامج التلفزيوني «فوكس إن» لتحليل ألعاب الجمباز الأوليمبي.
أول لقب
شاركت ناديا في العام 1971 في أول مسابقة دولية للصغار، وكانت بين كل من رومانيا ويوغوسلافيا، وتألقت بها فحصلت على أول لقب رياضي لها، وأول ميدالية ذهبية لفريقها، توالت بعدها مشاركاتها في المسابقات المحلية للصغار وبعض المسابقات الدولية مع الدول المجاورة مثل إيطاليا والمجر وبولندا، حصلت على لقب أفضل رياضية للعام 1975.
وعندما تم اختيارها لتمثل رومانيا في بطولة الألعاب الأوليمبية العام 1976 بمونتريال، وكانت هذه البطولة بمثابة الانطلاقة العالمية لناديا، حيث حصدت فيها 10 درجات كاملة، والميدالية الذهبية، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ الألعاب الأوليمبية التي يحصل فيها لاعب على درجاته كاملة، ودخلت إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
كما حصدت الكثير من الحب والإعجاب من المتابعين لهذه الرياضة، بالإضافة إلى أكثر من «7» نقاط كاملة في 7 مباريات مختلفة، و3 ميداليات ذهبية وواحدة فضية وبرونزية، وذلك في نهاية الأوليمبياد الصيفي بكندا، بعد هذه الدورة الأوليمبية التي حققت فيها ناديا الإنجازات، فتألقت وبدأت شهرتها تتسع كأحد الأبطال الرياضيين.
اعتزلت نادية الجمباز، وعلى الرغم من ذلك فلها العديد من المشاركات الرياضية، ولاتزال تحتفظ بمكانتها كبطلة على مستوى العالم ككل، وقد تزوجت من البطل الأوليمبي الأميركي السابق بارت كونور 1996، وتعيش معه أجمل قصة حب متوجة بزواجها هذا إنجازاتها الرياضية بإنجازات أخرى على المستوى الشخصي والأسري، ولناديا وكونور طفل اسمه ديلان باول.
أصبحت ناديا عضوا في اتحاد الجمباز الروماني، كما عملت على تدريب لاعبي الجمباز الرومانيين الناشئين، وتم انتخابها من قبل الجمعية العامة للجنة الأوليمبية الرومانية كرئيسة شرفية لها، كما عينت سفيرة للأوليمبياد الخاص الدولي، وتم تكريمها من قبل أكاديمية الأرقام القياسية العالمية، وتم اختيارها سيدة الأرقام القياسية في رياضة الجمباز.