عادل أدهم... برنس الفن على الشاشة (15) / قال إنه كان يعاني الاضطراب... أثناء تقمصه لشخصياته

العملاق... عاشق السينما بلا شريك

1 يناير 1970 04:53 م
| القاهرة - من إسلام العرابي |

عبقري في أدائه للشخصيات... مدهش في أداء أدوار الشر.. ظهوره على الشاشة يشدك، يجذبك... فتخضع لسطوته... تميز في اختياراته الفنية، وبرع في تجسيدها، حتى أنه لا أحد يقدر على أدائها غيره... إنه الفنان الراحل عادل أدهم، الذي يستحق عن جدارة جميع الألقاب التي أطلقت عليه.

فهو «البرنس»، «الفتوة»... «الشرير خفيف الظل»... «العبقري»، ونجم أدوار الأنماط البشرية و«صاحب الألف وجه».

هكذا قالوا عن النجم الأشقر - في عدة مطبوعات فنية وغير فنية مصرية وعربية.. قلبنا في أوراقها ونحن نعد هذه الحلقات - الذي رحل عن عالمنا منذ 14 عاما ولكنه ترك بصمة في السينما المصرية والعربية وبقي خالدا في أذهان جمهوره الكبير.. الذي تمتع بمشاهدة أفلامه وأعماله الفنية.

ولد أدهم في الإسكندرية العام 1928، ثم جاء إلى القاهرة، وتدريجيا استطاع أن يكون فنانا لامعا في الوسط الفني، ليدهش الجميع بأدائه وموهبته لصانعي الأعمال الفنية ويصبح شرير الشاشة والذي تفوق على نجوم السينما السابقين والمعاصرين معه في أداء أدوار الشر بسبب أدائه الصادق ووجهه الأشقر وأدواته الفنية المختلفة، التي أعجبت كل المخرجين الذين تعاملوا معه في الوسط الفني.

أجاد عادل أدهم ونجح في أعماله الفنية الأخرى وانطلق نحو العالمية، حيث عمل في أكثر من فيلم إيطالي، وتعامل مع كبار فناني أوروبا، وأصبح الفنان عادل أدهم معروفا في الخارج مثل الفنان العالمي عمر الشريف.

عندما تشاهد أعماله على الشاشة الفضية تشعر أنك ترى نجما مختلفا من نوعية يجيد كل أدوار الشر وأدوار ابن البلد، كما يتمتع بملامح تجعله يجيد مختلف الأدوار الفنية.

عبر حلقة في «الراي» نتابع مسيرة عادل أدهم «الإنسان والفنان» وبعضا من يومياته وحكاياته ومواقفه التي لا يعرفها أحد عنه، ورأيه في نفسه ورأي النقاد وزملائه فيه.. فتابعوا... وانتظرونا حلقة بعد أخرى.



على الرغم من أن الفنان الراحل عادل أدهم قدم العديد من الأفلام المميزة على مدار تاريخه الفني، وعمل مع الكثير من المخرجين فإن نقاد السينما يرون أن أفلامه مع كل من أحمد ضياء الدين ونيازي مصطفى وحسام الدين مصطفى ويحيى العلمي، هي الأهم في تاريخه الفني.

ويعتبر نيازي مصطفى وحسام الدين مصطفى - بحسب وثائق السينما المصرية... وحوارات أجريت معه خلال مسيرته - أكثر المخرجين الذين تعامل معهم عادل أدهم، حيث عمل «6» أفلام مع نيازي مصطفى و6 أفلام مع حسام الدين، وبدأت علاقته الفنية معهما بفيلم «الجاسوس» مع نيازية مصطفى، وفيلم «هي والشياطين»، لحسام الدين مصطفى، ويعد فيلم «هي والشياطين» أهم أفلام عادل أدهم التي مثلها في الإسكندرية المكان الذي يعشقه لقضاء أجمل أيام عمره... فيلم «هي والشياطين» لحسام الدين مصطفى، و«عصر الذئاب» لسمير سيف و«الثعابين» لنادر جلال و«الراية الحمراء» لأشرف فهمي، الذي شارك في بطولته فيفي عبده وسماح أنور وممدوح عبدالعليم، حيث تجرى غالبية أحداثه على شاطئ ميامي بالإسكندرية، ويقوم عادل أدهم دور غطاس شرير يتردد على المصطافين على هذا الشاطئ، الذي يعمل به ويتعرف على شغالات الأسر الثرية، ويقوم باستغلالهن وسرقة مصوغاتهن بعدما يوهمهن أنه قد وقع في حبها.



مخرجون جدد

وعلى الرغم من اشتغال عادل مع عدد كبير من المخرجين المحترفين، فإنه رحب بالعمل مع مخرجين جدد يعملون في السينما للمرة الأولى، فقد عمل مع علي عبدالخالق في «الحب وحده لا يكفي»، وإبراهيم عفيفي في «القرش»، ونجدي حافظ في «أريد حبا وحنانا»، ويحيى العلمي في «المرأة التي غلبت الشيطان»، وحسن يوسف في «اثنين على الطريق»، وعادل الأعصر في «صفقة مع امرأة»، ونادية سالم في «صاحب الإدارة بواب العمارة».

عادل قال عن ذلك - في حوارات صحافية متعددة في مجلتي النجوم وكلام الناس - إن العمل مع مخرج جديد ليس مغامرة، طالما يعتمد الفيلم على نص جيد، ومدير تصوير جيد، ومساعد مخرج جيد، وهذه العناصر تضمن لي العمل في الفيلم باطمئنان وثقل، كما أن المخرج الجديد يرتبط بمعاني التطوير والتجديد والإبداع، حيث عملت مع المخرج المغربي عبدالله المصباحي في فيلم «أين تخبئون الشمس؟»، الذي تم تصويره في مصر بالكامل، ولعبت دور يوسف أو جو الملحد، الذي يعيش حياة بوهيمية لاهية، إلى أن يتحول تدريجيا إلى طريق الإيمان المطلق، وقد استفدت كثيرا من كل مخرج تعاملت معه ليضيف لي خبرة جديدة، ولا أزال أتعلم منهم.



شخصيات متنوعة

انتقل عادل برشاقة من شخصية لأخرى في السينما، فقد لعب دور الجاسوس ماركو بفيلم «الجاسوس» لنيازي مصطفى، ودور تاجر السلاح في فيلم «عصر الذئاب» لسمير سيف، والبواب النهم للمال والنفوذ في فيلم «صاحب الإدارة بواب العمارة»، والكاتب الكبير الذي يدخل السجن في فيلم «العملاق» لأحمد السبعاوي، ورجل الشرطة المتقاعد الحنون في فيلم «رجل بمعنى الكلمة»، ودور المخرج السينمائي في فيلم «حرامي الورقة»، ولكن كان لمهنة الطب وقفة كبيرة في مشواره الفني، التي لعبها في «3» نماذج بارزة للأطباء، الأول في فيلم «فتاة شاذة» من إخراج أحمد ضياء الدين العام 1964، حيث قام بدور داود الطبيب المشهور، الذي يغرق في السهر، والنساء، ويعشق الرسم ويتورط في علاقته بفتاة مستهترة، وينتهي الأمر بالقبض عليه، وفي العام 1983 قدم نوعية أخرى من الأطباء، وهو الدكتور أحمد حليم طبيب الأمراض النفسية ومدير مستشفى للصحة النفسية، الذي يعالج أحد المدمنين بمساعدة ابنته، ولكنه يتهمه بسرقة المورفين، الذي لعب دور المدمن فيه الفنان الراحل أحمد زكي، وقدم في العام 1990 دور الدكتور عزمي صاحب المستشفى الاستشاري في فيلم «سوبر ماركت» لمحمد خان، الذي يستنزف أموال المرضى في جراحات باهظة الثمن حتى وإن ماتوا أثناء إجراء العمليات، وعلى الرغم من ذلك، فهو رقيق المشاعر يتمنى أن يصبح عازف بيانو ويعامل الجنس الآخر برقة وعذوبة.



أصعب الأدوار

كان عادل أدهم يرى أن دوره في فيلم «المرأة التي غلبت الشيطان» - بحسب ما ورد بلسانه في عدة حوارات صحافية في عدة مجلات فنية مصرية وعربية - من أصعب الأدوار التي قدمها في حياته، لأنه كان عليه أن يجسد دور الشيطان، وهو شخصية هلامية يصعب تحديد أبعادها الدرامية أو طريقة حديثها مع الآخرين، وعن ذلك قال: «عندما أسند لي يحيى العلمي هذا الدور كنت في حيرة من أمري، فالشيطان لم يره أحد، ولا نعرف كيف يتصرف في الحياة، وقد استعنت بالفنان القدير عبدالوارث عسر - رحمه الله - الذي قال لي: إن الشيطان ليس برجل أو امرأة خذ من أفعاله وربنا يقدرك.