محمود صلاح: السارق لابد أن يكون مصرياً

رئيس تحرير «الحوادث المصرية»: «زهرة الخشخاش» سرقت عام 1977 وظلت في الكويت عاماً كاملاً

1 يناير 1970 09:02 م
|لندن - من كمال قبيس (العربية - نت)|

أكد رئيس تحرير مجلة «أخبار الحوادث» المصرية محمود صلاح ان سارق لوحة «زهرة الخشخاش» لفان جوخ لا بد أن يكون مصرياً وملماً بشؤون متحف محمود خليل وبتعطل معظم كاميراته، مشيراً إلى ان اللوحة نفسها تعرضت للسرقة للمرة الأولى عام 1977 على يد اللص حسن العسال وأخفيت في الكويت لمدة عام.

ولم يستبعد صلاح أن يكون اللص هذه المرة موظفاً في المتحف، أو كان في السابق موظفاً فيه، أو ربما هو موظف أو عامل ساعد شخصا زار المتحف أكثر من مرة في المدة الأخيرة، وعند زيارته له يوم السبت الماضي قص قماش اللوحة بقاطع للورق وفصله عن إطاره الخشبي المذهب، وخرج من المكان بعد أن دسها في ملابسه واختفى.

وأشار محمود صلاح إلى ان السارق الأول للوحة، حسن العسال، كان من النوع الرشيق والخفيف الحركة، ويرتدي دائماً قفازاً، وكأنه جاهز لأي سرقة تطرأ كيف ما كان. وكان العسال يرتدي ايضا نعلا شبيها بالحذاء الذي ينتعله راقصو الباليه، أي انه كان ممتهنا للسرقة بامتياز، وجاهزا لها من رأسه حتى أخمص قدميه.

وذكر ان العسال أخبره بأنه تسلم من المرشد السياحي ليسرق له اللوحة مبلغ ألف جنيه مصري، أي تقريباً 180 دولاراً بسعر اليوم، أو ما يساوي 1500 دولار كقوة شرائية عام سرقتها تقريباً، وأن العسال تسلل إلى المتحف ليلا وانتزع اللوحة من الجدار ثم خرج وقفز من سور حديقة المتحف ثانية وسلمها للمرشد السياحي وقبض منه اجرته.

وأضاف: كان للدليل السياحي شقيق يعمل مدرسا في الكويت، وصادف أن الشقيق كان يقضي عطلته السنوية في القاهرة صيف 1977، فانتهز المرشد السياحي فرصة وجود أخيه ببيت العائلة ودس اللوحة أسفل أرضية حقيبة سفره، وعندما عاد معلم المدرسة إلي الكويت حمل معه اللوحة داخل حقيبة السفر من دون أن يدري بوجودها فيها، فبقيت لديه بالبيت هناك طوال عام كامل تقريبا.

وتابع: وفي هذه الأثناء كان حسن العسال واقعا تحت تأثيرات دينية ووجدانية متنوعة من زوجته التي أحبها وعشقها قبل أن يتزوجها، والتي كانت بعد الزواج تلح عليه دائماً بأن يتوب إلى الله ويتوقف عن العيش من السرقة هنا وهناك، فتأثر العسال بإلحاحها وتاب. وفي إحدى المرات كان يزور ضابط شرطة كلفه وقتها بمتابعة لصوص ومجرمين تائبين، وهو اللواء حاليا محمد عبدالنبي.

وقال: في تلك الزيارة حمل العسال معه طفلته الصغيرة ليثبت لعبدالنبي أنه مازال تائباً، فَرّق لها الضابط حين رآها وطلب من أحد جنوده أن يشتري لها قطعة شوكولاتة، فاستغرب العسال تلك اللفتة الإنسانية، لذلك شكره وقال: «تسمح لي أقدم لك قطعة حلوى على طريقتي؟» فسأله الضابط عنها، وفاجأه العسال بأنها لوحة «أزهار الخشخاش» المسروقة منذ عام، واعترف له بأنه هو سارقها، كما كشف له هوية من كلفه بسرقتها.

ومضى: عرض العسال على الشرطة المساهمة باستعادة اللوحة مقابل أن يساعدوه بإقامة كشك لبيع المرطبات والحلوى في ناصية بأحد الشوارع، ليعيل منه أولاده، فوافقوا وزوده بجهاز تسجيل وطلبوا منه أن يلتقي بالمرشد السياحي ليتحدث إليه عن اللوحة، ففعل وامتلكت الشرطة بذلك دليلاً مادياً بتورط الدليل السياحي الذي أقنعوه بتخفيف حكم السجن عليه إلى 6 سنوات إذا ما ساهم بدوره باستعادة اللوحة من الكويت من دون أن يشعر شقيقه بأي شيء عنها، إلى حين تنفيذ خطة أعدوها لاسترجاعها من الكويت.

وأوضح ان الخطة تمثلت في أن يسافر الضابط محمد عبدالنبي إلى الكويت ويحمل معه رسالة من صديقه المرشد السياحي إلى شقيقه معلم المدرسة، وفي الرسالة طلب من أخيه أن يقوم بتسليم حقيبته التي عاد بها إلى الكويت إلى صديقه عبدالنبي، طبعا، استغرب المدرس طلب أخيه، لكنه فعل ما طلبه منه وسلم لعبدالنبي الحقيبة من دون أن يعلم أنه ضابط شرطة ينفذ خطة لاستعادة لوحة مسروقة ثمنها ذلك الوقت أكثر من 4 ملايين دولار، فعادت «أزهار الخشخاش» بهذه الطريقة من الكويت ليتم وضعها منذ 1978 في «متحف محمود خليل وحرمه» بالقاهرة إلى أن سرقها مجهول من جديد يوم السبت الماضي.