حسين العازمي لـ «الراي»: السلطات المصرية لم تسمح لصالح المولود في التشيك من الدخول
عائلة كويتية تمضي يوما شاقاً في مطار القاهرة بسبب «فقط»... وعطلة السفارة!
1 يناير 1970
06:10 ص
| القاهرة- «الراي» |
ما بين تأشيرة «غريبة» من سفارة الكويت في براغ وتأخر واضح في التعاطي مع المشكلة من سفارة الكويت في القاهرة وإصرار «غريب» في مطار القاهرة نُسجت مأساة أسرة كويتية هبطت في مطار القاهرة صباح أول من أمس، ومنعت من الدخول بسبب وثيقة «الرضيع» الذي اصطحبته الأسرة وولد في براغ، وطالت ساعات المأساة ما بين بداية نهار السبت وحتى المساء، وما بين الصباح والمساء جرت محاولات لإيجاد حل ما بين السفارة في حي الدقي والمطار (شرق القاهرة)، وكانت النهاية مغادرة الطفل مع أسرته، دون دخول القاهرة.
مشهد إنساني شهده مطار القاهرة على مدار ساعات نهار أول من أمس وحتى المساء منذ وصول الطائرة الآتية من براغ وعلى متنها حسين محمود العازمي - الكويتي الجنسية - وبصحبته زوجته وأبناؤه الثلاثة من بينهم طفل رضيع لم يتجاوز عمره 20 يوما.
«المشهد الأول» بدأ بنزول الأسرة من الطائرة متوجهة إلى صالة الوصول رقم 1 في مطار القاهرة لإنهاء إجراءات الجوازات، وعندما توجه الأب بجوازات سفره وزوجته، وولديهما ووثيقة سفر للطفل الرضيع.
وهنا كان المشهد الثاني عندما كان يستعد ضابط الجوازات المصرية لختم الجوازات، تبين له أن وثيقة سفر الطفل الرضيع ويدعى صالح صادرة من سفارة الكويت في التشيك، ومدون عليها «يسمح له بدخول الكويت فقط».
وعند كلمة «فقط» توقف ضابط الجوازات وقام بعرض الأمر على مدير إدارة الجوازات الذي راجع مصلحة الجوازات، والتي أكدت له أن وثيقة السفر واضحة المعنى بأنه لا يسمح بدخول الطفل الرضيع أي دولة سوى للكويت فقط، أو البديل استخراج وثيقة جديدة من السفارة في القاهرة بالسماح له بالدخول إلى مصر باعتباره كويتيا.
وكان المشهد الثالث عندما منعت سلطات الأمن في المطار المصري دخول الطفل الرضيع مع أسرته، إلا باستصدار وثيقة جديدة من السفارة الكويتية في القاهرة أو السفر إلى الكويت.
مصادر في مطار القاهرة قالت لـ «الراي»: عندما طلب الأب السماح له بالدخول إلى البلاد للتوجه إلى السفارة الكويتية بالقاهرة لإصدار الوثيقة وإيجاد حل للمشكلة سمح له بالفعل، بينما بقيت زوجته وأبناؤه الثلاثة والخادمة الخاصة بهم في منطقة الترانزيت وبقوا على أمل حل المشكلة.
الأب حسين حمود العازمي قال لـ «الراي» إنه ذهب إلى السفارة الكويتية وكانت المفاجأة السيئة في انتظاره، أن السفارة كانت مغلقة تماما، لأن السبت إجازة في السفارة ولم يجد أحدا يتحدث إليه أو ينهي مشكلته أو يصدر وثيقة سفر لابنه الرضيع.
وأوضح الأب أن السلطات المصرية في المطار أكدت له أنها تطبق القانون وتوصية سفارة دولة الكويت في التشيك في الوثيقة التي أصدرتها للسماح بسفر الطفل من براغ لإنهاء إجراءات إثبات ولادته وجنسيته تؤكد أنه لا يسمح له سوى بدخول الكويت أولا قبل سفره إلى أي دولة أخرى، وبعد إصدار شهادة ثبوتية لمولده، ومن ثم استخراج جواز سفر. وأضاف الأب: «لم أكن أعرف هذا الأمر وسافرت من براغ إلى القاهرة بعد أن قمت بعمل عملية جراحية هناك ورزقت بطفلي صالح في التشيك، وحضرت هنا إلى والدتي - التي تقيم هذه الأيام في مصر - لأكون بصحبتها بعد الأيام الصعبة التي عشتها أثناء المرض».
وفي مشهد جديد اضطر الأب للبقاء خارج صالة السفر ولم يستطع الدخول أيضا إلى زوجته وأسرته داخل صالة الترانزيت في انتظار ما ستسفر عنه المحاولات مع السفارة لإنهاء المشكلة بإصدار وثيقة للطفل الرضيع أو بالسفر إلى الكويت. وقبل اذان المغرب بقليل كان هناك مشهد جديد في هذه المأساة، حيث قامت السفارة الكويتية بالقاهرة بإرسال مندوبين لها إلى مطار القاهرة للتعرف على المشكلة والحلول المقترحة.
المندوبان نقلا - عقب وصولهما إلى مطار القاهرة - إلى السلطات موافقة القنصل الكويتي بالقاهرة على إصدار وثيقة للطفل الرضيع للسماح له بالدخول إلى البلاد في حال موافقتها على ذلك، ولكن سلطات المطار المصري رفضت ذلك وحتى الساعة التاسعة من مساء السبت بتوقيت القاهرة (العاشرة بتوقيت الكويت) بقيت الأسرة في المطار، ثم استقلت الطائرة في الرحلة رقم 544، في اتجاه الكويت بعد يوم شاق وصعب.