عادل أدهم... برنس الفن على الشاشة (13) / جسد كثيرا دور اللص الظريف والمغتصب... ونجح في اقناع الجمهور
أدواره وشخصياته... علامات على الشاشة
1 يناير 1970
06:56 ص
| القاهرة - من إسلام العرابي |
عبقري في أدائه للشخصيات... مدهش في أداء أدوار الشر.. ظهوره على الشاشة يشدك، يجذبك... فتخضع لسطوته... تميز في اختياراته الفنية، وبرع في تجسيدها، حتى أنه لا أحد يقدر على أدائها غيره... إنه الفنان الراحل عادل أدهم، الذي يستحق عن جدارة جميع الألقاب التي أطلقت عليه.
فهو «البرنس»، «الفتوة»... «الشرير خفيف الظل»... «العبقري»، ونجم أدوار الأنماط البشرية و«صاحب الألف وجه».
هكذا قالوا عن النجم الأشقر - في عدة مطبوعات فنية وغير فنية مصرية وعربية.. قلبنا في أوراقها ونحن نعد هذه الحلقات - الذي رحل عن عالمنا منذ 14 عاما ولكنه ترك بصمة في السينما المصرية والعربية وبقي خالدا في أذهان جمهوره الكبير.. الذي تمتع بمشاهدة أفلامه وأعماله الفنية.
ولد أدهم في الإسكندرية العام 1928، ثم جاء إلى القاهرة، وتدريجيا استطاع أن يكون فنانا لامعا في الوسط الفني، ليدهش الجميع بأدائه وموهبته لصانعي الأعمال الفنية ويصبح شرير الشاشة والذي تفوق على نجوم السينما السابقين والمعاصرين معه في أداء أدوار الشر بسبب أدائه الصادق ووجهه الأشقر وأدواته الفنية المختلفة، التي أعجبت كل المخرجين الذين تعاملوا معه في الوسط الفني.
أجاد عادل أدهم ونجح في أعماله الفنية الأخرى وانطلق نحو العالمية، حيث عمل في أكثر من فيلم إيطالي، وتعامل مع كبار فناني أوروبا، وأصبح الفنان عادل أدهم معروفا في الخارج مثل الفنان العالمي عمر الشريف.
عندما تشاهد أعماله على الشاشة الفضية تشعر أنك ترى نجما مختلفا من نوعية يجيد كل أدوار الشر وأدوار ابن البلد، كما يتمتع بملامح تجعله يجيد مختلف الأدوار الفنية.
عبر حلقة في «الراي» نتابع مسيرة عادل أدهم «الإنسان والفنان» وبعضا من يومياته وحكاياته ومواقفه التي لا يعرفها أحد عنه، ورأيه في نفسه ورأي النقاد وزملائه فيه.. فتابعوا... وانتظرونا حلقة بعد أخرى.
جسد الفنان الراحل عادل أدهم العديد من الشخصيات، ومن بينها شخصية اللص الظريف، وقد نجح في أن يسرق البسمة من المشاهد قبل أن يقنعهم بدوره في الفيلم، فلعب دور لص يسرق أموال مكتب بريد مع الفنان الراحل أحمد مظهر في فيلم «العنب المر»، الذي كتب قصته وأخرجه للسينما فاروق عجرمة العام 1965، ورشحه كاتب السيناريو الراحل عبدالحي أديب ليلعب دور لص من نوع آخر في فيلمه «سارق الملايين»، الذي أخرجه الراحل نيازي مصطفى العام 1967 في لبنان، وأسند له المخرج الراحل حسام الدين مصطفى دور لص في الميناء في فيلم «هي والشياطين» في العام ذاته، وقدمه المخرج الراحل أحمد بدرخان في دور رئيس عصابة في فيلم «أفراح» في أول لقاء له مع الفنان الكبير عادل امام وثلاثي أضواء المسرح.
وفي فيلم «أنا والمجنون» الذي قدمه نيازي مصطفى العام 1980، لعب عادل أدهم دور حسان الذي يسرق أحد محلات الجواهر، وعندما يُقبض عليه يدعي الجنون ليتم ايداعه مستشفى الأمراض العقلية ويهرب منها عند اكتشاف سلامة قواه العقلية، ليضع رئيس الممرضين في ورطة.
أدوار النصب
تألق عادل أدهم في أدوار النصب - وبحسب وثائق المركز الثقافي السينمائي - حيث لعب دور شوكت مدير الشركة النصاب في فيلم «المدير الفني» من اخراج فطين عبدالوهاب واختاره المخرج الراحل هنري بركات ليقدم دور حامد في فيلم «الزائرة» أمام نادية لطفي الذي يتفق مع فتاة على انتحال شخصية ابنة خاله التي تشبهها تماما للاستيلاء على ثروة عمها الثري، ثم يكتشف أنها ابنه خالة الحقيقية التي سافرت للخارج لسنوات طويلة وقررت العودة لكشفه أمام العائلة.
وقدمه المخرج أحمد يحيى في دور زكي النصاب صاحب الصفقات المشبوهة في فيلم «الأيدي القذرة»، حيث نسج خيوطه لدفع المسؤول عن خزينة احدى الشركات الى اختلاس مبلغ كبير من المال، وأسند له علي عبدالخالق دور فريد الكيلاني صاحب احدى شركات البناء تقدم عقودا وهمية للعمال ضمن أحداث فيلم «الحب وحده لا يكفي»، كما شارك في فيلم «أمواج بلا شاطئ» العام 1976 لأشرف فهمي، حيث قام بدور حسام الموظف الانتهازي الذي يحاول اقناع حسين فهمي بصفقات مريبة، وعندما يرفض يقرر القضاء عليه بكشف أسرار عائلية، وجسد عادل أدهم دور النصاب بدهاء شديد في فيلمي «النصابين» لأحمد يحيى و«صفقة مع امرأة» لعادل الأعصر.
برع عادل في تقديم الاغتصاب على شاشة السينما ليغرس مشاعر النفور في أعماق المشاهدين، ويحذرهم بأسلوب غير مباشر من تلك الظاهرة البشعة، فقد اغتصب نيللي شقيقة زوجته في فيلم «خطيئة ملاك» من اخراج يحيى العلمي، لتقوم نيللي بقتله واغتصب نجلاء فتحي في فيلم «أقوى من الأيام» لنادر جلال، ليجبرها على الزواج منه وابعادها عن حبيبها، واغتصب ميرفت أمين في فيلم «الأنثى والذئاب» ليستغل جمالها وفتنتها لأغراضه الخاصة، واغتصب نبيلة عبيد في فيلم «الشيطان يعظ» لأشرف فهمي، رغم أنها زوجة لأحد أعوانه الذي يقتله انتقاما لشرفه في نهاية الفيلم.
قلب طيب
وبعيدا عن الشر... ورغم أن غالبية أدوار عادل أدهم تدور في فلك الرجل المتجرد من الانسانية الذي لا يتورع عن تحطيم التقاليد والخروج على القانون، فانه يحمل في أعماقه قلبا طيبا ومتدفق الحنان دائم العطف في حياته الخاصة، حتى أنه قد يتأثر بأي موقف بسيط في الحياة، ربما يكون مجرد صراخ طفل أو فراق أحبه أو محنة طارئة لشخص لا يعرفه، وقد نجح في أدوار الشر بأنماطه المختلفة، ثم تمرد على هذه الأدوار لينطلق منها الى أدوار انسانية عديدة حقق فيها النجاح نفسه الذي لاقاه في أدوار الشر، ففي فيلم «السيد قشطة» قصة واخراج ابراهيم عفيفي لعب دور العطار الثري المسن الذي فشل في انجاب طفل من زوجته سهير البابلي، فيقرر الزواج من الهام شاهين الشابة الجميلة التي تخدعه بعلاقتها الآثمة مع طالب جامعي.
وفي فيلم «رجل لهذا الزمان» للمخرج نادر جلال قام بدور القاضي كمال عزت الذي يرفض مبلغا كبيرا من المال كرشوة في مقابل الحكم ببراءة تاجر مخدرات، ليحكم بالمؤبد على المجرم رغم اختطاف العصابة لابنته الوحيدة، وفي فيلم «ثمن الغربة» لنادر جلال - أيضا - قام بدور أب يعود لمصر بعد رحلة عمل بالخارج لجمع المال وتوفير المستوى الأفضل لأسرته ولكنه يصدم لاكتشافه انحراف ابنه.
وفي أحداث فيلم «سواق الهانم» من اخراج حسن ابراهيم أدى دور شوكت الأب اللامبالي والزوج السلبي ضعيف الشخصية، الذي تتحكم فيه زوجته ليهجر قصر الحياة الزوجية للاقامة بحي الحسين مفضلا العمل في دكان صغير كبائع ورد ليتخلص من واقعه الأليم، وقد شاركه البطولة الراحلة سناء جميل في دور الزوجة، وشيرين سيف النصر في دور ابنته وممدوح وافي في دور ابنه والفنان الراحل أحمد زكي في دور السائق، وصابرين في دور الخدامة الطيبة والفنانة عبلة كامل.
السينما والأدب
اهتم عادل أدهم بعالم الأدب وقرأ الروايات قبل العمل في السينما، حيث شارك في «5» أفلام مأخودة عن روايات للأديب الكبير نجيب محفوظ، «3» منها أخرجها حسين كمال وهي «ثرثرة فوق النيل» العام 1971، في دور الصحافي المستهتر، و«الحب تحت المطر» في دور مدير التصوير السينمائي، و«نور العيون» في دور صاحب مصنع سجاد، بالاضافة لفيلمي «المذنبون» للمخرج سعيد مرزوق و«الشيطان يعظ» للمخرج أشرف فهمي.
كما شارك في تمثيل فيلمين عن روايتين للأديب احسان عبدالقدوس هما «الراقصة والطبال» لأشرف فهمي و«آه يا ليل يا زمن» عن قصة «جرحى الثورة» الذي أخرجه علي رضا، حيث قام بدور الياس صاحب الملهى المقيم بالمغرب الذي يلحق وردة الجزائرية المصرية المهاجرة هربا من حراسات الثورة العام 1952، بالعمل في ملهاه للغناء ثم يحاول استغلال أنوثتها.