شادية ... معشوقة الجماهير 13 / عندما تزوجت شابا يصغرها بسنوات عدة... اسمه عزيز فتحي
زواج ثانٍ وطلاق... وثالث «وهمي» ورابع «غامض»
1 يناير 1970
02:03 م
|القاهرة - من أحمد نصير|
«الدلوعة»... «معبودة الجماهير»... «بنت مصر»..«قيثارة مصر»... «عروس السينما العربية»... «ربيع الغناء والفن العربي»... و«معشوقة الجماهير»... هكذا لقبت الفنانة المصرية المعتزلة شادية، هذه النجمة الاستثنائية في عالم الفن العربي. عنها قالت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم «ان شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات الى نفسي».
أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فقال: «ان شادية هي المفضلة لديّ غناءً وتمثيلا من بين كل الفنانات».
هذا عن شادية المطربة، أما شادية الممثلة فقال عنها أديب مصر العالمي الراحل نجيب محفوظ «ان شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت ان تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي الى الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا على الاتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت ان بمقدورها ان تحصل على جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت اليها».
انها شادية التي استطاعت عبر مئات الأغاني و116 فيلما سينمائيا ان تقول للجميع انهم أمام حالة فنية غير مسبوقة.. انها الفنانة التي فرضت نفسها وسط عمالقة الغناء واجتذبت قاعدة كبيرة من الشباب... وبقدر ما كانت بسيطة، كانت عميقة، بقدر ما راهنت على الفن.. راهنت على الجمهور، ونجح رهانها في المرتين. والدليل انها بقيت نجمة الشباك الأولى في السينما العربية لأكثر من ربع قرن. أسرار ومواقف وحكايات مثيرة كثيرة في حياة معشوقة الجماهير... سنتعرف عليها في 15 حلقة، عبر «الراي»... نقترب من تفاصيل حياة هذه النجمة سواء في الفن أو بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب ومواصلة مشوار عمرها في رحاب الله، ورفضها التام العودة للغناء أو حتى الظهور على الفضائيات مقابل ملايين الدولارات حتى ان البعض شبهها بـ «رابعة العدوية»... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى مع شادية.
بعد ان فشلت قصة حب شادية وفريد الأطرش وحال بين زواجهما الشائعات والوشايات والكبرياء، فاجأت «الدلوعة» الجميع بزواجها للمرة الثانية في 20 يناير 1958 من عزيز فتحي الذي كان يعمل مهندسا بالاذاعة، وكانت تعرفت عليه وتوطدت العلاقة بينهما في سهرات فريد الأطرش التي كان يتردد عليها (الزوج الثاني) بصحبة خالتيه الفنانتين ميمي وزوزو شكيب.
أسرع زواج
كان عزيز فتحي يصغر شادية بعدة أعوام وكان ابن احدى العائلات العريقة، فوالده هو المستشار محمد فتحي... وكانت بداية الحب بينهما على شاطئ «ستانلي» بمدينة الاسكندرية الساحلية في مطلع شهر أغسطس من العام 1957، وبعد فترة تعارف لم تزد على 10 أيام قررا الزواج وباركت الأسرتان زواجهما.
وللمرة الثانية يتم الزواج في طقوس توحي بانه مفاجئ أيضا، وكذلك للمرة الثانية يتم الزواج في شقة الشقيقة الكبرى لشادية «سعاد شاكر»، ولم يحضر عقد القران سوى شقيقتيها سعاد وعفاف وشقيقيها محمد وطاهر ووالديها، وبعد عقد القران قرر العروسان السفر الى الاسكندرية لمفاجأة باقي أفراد الأسرتين الذين لم يحضروا عقد القران واذا بهما يفاجآن بوفاة زوج خالة العريس الفنان الراحل سراج منير، الذي كان متزوجا من الفنانة ميمي شكيب.
ورغم السرية والكتمان اللذين أحيط بهما عقد القران فوجئ العروسان بنشر الخبر في الصحف في اليوم التالي، وتسبب ذلك في حرج لشادية أمام ميمي شكيب التي لعبت الدور الأكبر في اتمام هذا الزواج.
مفاجأة وطلاق
وكما يؤكد الكاتب المصري محمد سعيد - في موضوع مطول عن شادية: لم تكن « الدلوعة» تعلم ان المهندس الشاب متزوج من أخرى قبلها، لكنها اكتشفت ذلك الأمر بعد الزواج بشهر واحد فقلبت الدنيا رأسا على عقب، واعتبرت انه خدعها حين أوهمها بانه تزوج وطلق زوجته الأولى قبل ان يرتبط بها.
ولم يمض وقت طويل حتى وقعت المشاكل بين شادية وزوجها عزيز فتحي لضيقه الشديد من شهرتها، وقد حاولت شادية بكل طاقتها ان تحافظ على هذا الزواج وتبعده عن حافة الانهيار لدرجة انها كانت تحاول فتح المجال لزوجها المهندس الشاب للعمل بالسينما بعد ان عرض عليه بعض المخرجين ذلك، وأقنعته على أساس ان يتمكن من تعويض الفارق بين دخله من عمله ودخلها الكبير من فنها، حتى لا تكون هناك حساسية بينهما.
وأجرى له اختبارين أمام الكاميرا لكنه فشل فيهما، وأدى هذا الى رد فعل سيئ عنده، فأخذ يتدخل في عملها، ويتتبعها في الاستوديوهات التي تصور فيها، ويقيد من حريتها بشكل أو بآخر.
وأمام ذلك لم تجد شادية سوى طلب الطلاق الذي ماطل فيه، فأقامت دعوى قضائية استمرت بالمحاكم فترة طويلة ولم تنته الا بعد اتفاق ودي بين والد الزوج المستشار محمد فتحي ووالد شادية المهندس كمال شاكر.
مرحلة جديدة
بعد هذه الزيجة السريعة القصيرة استردت «مطربة المراهقات» و«دلوعة الشاشة» حريتها وقررت ان تتفرغ لفنها وان تعيش في هدوء بعيدا عن التوتر والزواج والغيرة والعناد، لكن الشائعات لم ترحمها، ففي ذلك الوقت كانت علاقة شادية بالوسط الصحافي توطدت بقوة وكانت تتردد على سهرات تجمع كبار الصحافيين والأدباء والمثقفين والفنانين وكان طبيعيا ان تمتد جسور التعارف بينها وبين سواد هذه السهرات الفكرية التي دخلت عالمها من خلال الكاتب الكبير مصطفى أمين.
ويوضح محمد سعيد ان الشائعات ربطت بين شادية وبين سياسيين وصحافيين كبار، وكذلك بينها وبين ثري سعودي، ورجل أعمال، وديبلوماسي تركي، وكذلك الموسيقار محمد الموجي... والموسيقار بليغ حمدي.
الزوج الثالث
وذهبت الأمور لأبعد من ذلك، حيث قيل ان الكاتب الكبير أحمد رجب كاد يحمل في شبابه لقب الزوج الثالث لشادية، وان ذلك حدث عندما كانت تتردد على مجالس المجتمع الصحافي، وكان هناك اعجاب متبادل بينها وبين هذا الصحافي الشاب ما جعل أصدقاءه الصحافيين يرشحونه للزواج منها.
وقد كتب أحمد رجب بنفسه هذه القصة بشكل ساخر في مجلة «الجيل» التي كانت تصدرها «أخبار اليوم» تحت عنوان «انا جوز شادية» كتبها في شكل خيالي، وكانها حلم من أحلام اليقظة وكتب يقول: «فجأة كدت أصبح جوز شادية وفجأة أيضا كدت أتحول الى طبق فتة لزملائي الصحافيين خصوصا زميلي المهذب المتربي المؤدب ابن الناس «جليل البنداري» الشهير باسم «جليل الأدب»، فاذا شاهدني زملائي أراقص شادية في أيام الخطبة والغرام الحامي، وضعوا اسمي «ملفوفا» في باب «أخبار الناس» قائلين مطربة سينمائية معروفة كانت ترقص مع صحافي شاب في «بلفدير هيلتون» طوال الليل واليد باليد والخد على الخد والزواج في الغد، فاذا تزوجتها نقلوا اسمي من باب أخبار الناس الى الصفحة الأولى مع صورتي طبعا، فاذا قضينا شهر العسل نقلوا اسمي بعد تسعة أشهر من الصفحة الأولى الى باب «مواليد الأمس» مسبوقا باسم النبي حارسه انبته الله نباتا حسنا، فاذا أثارت شادية غيرتي وضربتها قلمين نقلوا اسمي من «مواليد الأمس» الى حوادث أمس، فاذا أصرت شادية على الطلاق وطلبت انا ألف جنيه لأطلقها نقلوا اسمي الى صفحة الجرائم، وهكذا ظل اسمي يتجول ويتنزه في طول الجريدة وعرضها لانني جوز شادية، وقد كدت هذا الأسبوع ان أصبح ذلك الجوز، والحكاية في منتهى البساطة يمكن ان تحدث لك فجأة كما حدثت لي».
هذا المقال الطريف الساخر الذي كتبه أحمد رجب كان ينفي فيه انه سيتزوج شادية ولخص فيه أيضا ما تعرضت له في زواجها الثاني من المهندس عزيز فتحي الذي طلب منها ألف جنيه حتى يوافق على طلاقها، لكن اذا كانت هذه الشائعة لم تحدث تأثيرا كبيرا فان قصة أخرى هي قصة زواج شادية من الكاتب الصحافي الكبير الراحل مصطفى أمين أقامت الدنيا ولم تقعدها واستغلتها ضده أجهزة أمنية لدرجة انه اضطر لتوضيح الأمر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر ونفي هذا الزواج.