د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / اضحك مع جورج قرداحي

1 يناير 1970 04:59 م
صحيح أن أجواء كتابة المقال هذه الأيام أجواء روحانية، ولكن لا بأس من الضحك البريء، وفيما يلي نكتة أنقلها لكم بتصرف...

أحد الأغبياء اشترك في برنامج من سيربح المليون، وكان السؤال الثاني يقول:

عصفور باليد ولا عشرة على...

1 - الشجرة.

2 - البقرة.

3 - السطح.

4 - الحمراء.

فقال المتسابق الغبي لجورج قرداحي: من أولها صعبة! طيب ممكن نسأل الجمهور، فكان جواب الجمهور 100 في المئة الجواب الأول وهو الشجرة، فقال صاحبنا الذكي جداً: الجمهور ليس دائماً على حق، طيب ممكن نحذف إجابتين؟ تم حذف إجابتين، فبقي الجواب الأول والثاني، الشجرة والبقرة، فقال صاحبنا المتسابق: يا إلهي، لم يتبق إلا الجوابان اللذان أشك فيهما، عارف يا أستاذ قرداحي يا ريت تسمح لي أتصل بصديقي أحمد، اتصلوا بأحمد، فقال لأحمد: كيف الحال يا أحمد، بشرنا عن الأولاد، والأهل جميعاً، والصحة تمام، ولم يتم كلامه إلا وانتهت الثلاثون ثانية المخصصة لسؤال الصديق أحمد، وهنا أُسقط في يد صاحبنا الغبي!

هنا سأله قرداحي: وهلا شو بدّك تعمل؟

فجاوب بلا تردد: راح أنسحب يا سيدي، وأترك لكم الجمل بما حمل، ويكفيني الـ 200 ريال اللي كسبتهم من السؤال الأول، ومثل ما يقول المثل: عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة! ههههه.

هذا والله تماماً حال بعض المسؤولين في بعض الدوائر الحكومية، لديه معلومات كثيرة، وشهادات أكثر، ودخل دورات تخصصية في الداخل والخارج على حساب الدولة، ومع ذلك يجد صعوبة في تطبيق ما درسه وتعلمه على أرض الواقع، وعندما يأتي المخلصون من المرؤوسين ليدلوا برأيهم لا يسمحون لهم بذلك، وإن سمحوا فمن باب الشكل والبهرجة الإعلامية، وفي الحقيقة فلا رأي يعلوا فوق رأيهم، ورأي مستشاريهم الذين أكل عليهم الدهر وشرب، ومع ذلك يتحدثون ويصرحون ويهذرون دون حجة ولا برهان، وأقسم بالله أن بعضهم يتحدث في أمور لا يعرف كنهها، أو طبيعتها، ولم يكلف نفسه عناء التعرف عليها من الأساس، ولعل بعضهم يتحدث في أمر لا يمت لموضوع النقاش أصلاً، أو يجيب إجابة بعيدة عن السؤال المطروح بعد المشرق عن المغرب ! ومع ذلك يجد من يصفق لك، ويمتدحه، ويثني عليه، ويبتسم في وجهه، ولذلك لا نتطور ولا نتقدم.

المهم لهؤلاء المسؤولين والقياديين البقاء أطول فترة فوق كراسيهم الوثيرة، التي تدر لهم ذهباً أصفر فوق رواتبهم، فعصفور باليد ولا عشرة على الشجرة.

قياديون ولكنهم أغبياء! هذا قدرنا، معليش اسمحوا لي، والصبر هو الدواء الناجع لمثل تلك الحالات، فالصبر يأتي بأشكال عدة، وهذه إحداها، وعلينا أن نصبر ونصبر حتى يصدق شيخ خطة التنمية وعده، ويريحنا منهم، لتنفتح له أبواب المجد على مصراعيها.





د. عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]