الزعيم على غير عادته في المساء كان مهموما، مشغول البال، رغم وجود المهرج الرئاسي الذي كان اعد مجموعة من الفواصل الفكاهية... امره بالصمت، وطلب من مستشاره الخاص مسرور، ان يستدعي الشيخ عبد الباري مفتي الديار فورا!
المفتي كعادته، نط من مخدعه وقد اصابه الرعب، فمع كل استدعاء ليلي مصيبة تحل على رأسه!
حضر الشيخ ببيجامته المقلمة بالاخضر والاحمر، في محضر الزعيم!
اعتدل الزعيم في جلسته والشيخ واقف امامه: اهلا عبد الباري اين زيك الرسمي؟!
• كنت اصلي الليل ووصلني هاتفك، وتغيير لباسي يحتاج دقائق معدودات، والدقائق في عرفك ساعات وايام!
- في عرفي؟! وهل انا ديك يا بني آدم!
• عفوا مولاي انت اسد الغاب، ومطر السحاب، ونمر الفلاة...!
قاطعه الزعيم مبتسما: يا عبد الباري، لايوجد نمر في الفلاة، وفر نفاقك لغيري، فانا مكتفٍ ذاتيا!
• من يوفر لا يأمن مستقبله وانا مستقبلي آمن بين يديك امانة!
- عبد الباري، اغلق فمك، قبل ان اغلقه...
صمت الشيخ بعد ان اصابه تماس من الرعب!
وتحدث الزعيم: تعرف انني في هذه الايام المباركة، اشعر بحالة نورانية ايمانية!
• يا مولاي الايمان نور يقذفه الله في قلب عباده وانت خير عباده
نظر اليه الزعيم فصمت مرة اخرى، مشكلة عبد الباري «لقافته» ولسانه الذي لا يصمت!
اكمل القائد الملهم حديثه: في هذه الحالة الايمانية، وانا بين القراءة والبحث، راودتني عن نفسي بعض الاسئلة، التي اطارت النوم من عيني، وسهرتني الليالي!
كان بوده ان يعلق، الا انه صمت في اللحظة الاخيرة، لخوف ان يفقد لسانه نهائيا!
اكمل الزعيم: في ابحاثي الكثيرة، مررت على قصة النبي سليمان والنملة، فراودتني اسئلة اخرى قلت اسأل، لعل لديك الاجابة، خاصة وانت شكلك فاهم، مع اني اشك في ذلك!
• ليس اكثر من معرفتك، ولكني حاضر، للاجابة عما نسيته بفعل كثرة اشغالك!
- عبد الباري، ما اللغة التي تكلمت فيها النملة مع سليمان النبي؟
• اعتقد العبرية!
- يعني النملة كانت يهودية؟
• لا مولاي هي...
- هي ماذا؟
• لاشيء لابد من بحث واجيب عنه؟
- طيب هي كانت نملة انثى ولاّ ذكر؟
• اعتقد انها انثى وان العلم اثبت ان النملة تعمل وان الذكر...
- لا تطولها اذا كانت انثى فهل تكلمت معها وهي مع محرم ولا من دون؟ طيب كانت متحجبة النملة ولا سفور؟
• يا سيدي هذا يحتاج بحثا معمقا ودراسات ومؤتمرات!
- اريد منك اقامة مؤتمر اسلامي تدعو له جميع المؤسسات والجمعيات، وكل من يخرج ويجتر ويتاجر بالفضائيات، لبحث قصة النملة!
***
بعد اسبوع فقط، كان جميع المدعوين من رجالات العلم والدين، قد احتلوا اماكنهم في الفنادق خمسة نجوم، رغم زهدهم في الدنيا، وهجموا على البوفيهات المفتوحة رغم صيامهم، ونطوا في مسابحها بمايوهاتهم الاسلامية، وابتدأت اعمال المؤتمر باسم «مؤتمر نملة سليمان آفاق وتطلعات»!
كان المفتي عبد الباري متصدرا الجلسات، واعلن بداية المؤتمر الذي كان حيويا وكثر فيه النقاش والجدال، وقدمت ابحاثا مهمة حول اسم نملة سليمان، وقد اختلف رجال الدين حول الاسم بين من سماها، باسم عبري وآخر عربي، وبين من رفض اساسا تسمية النملة كونها انثى واسمها عورة!
وقدم بحث آخر حول عمل النملة، وهل كانت نملة عاملة ام ملكة، او انها الناطقة الرسمية باسم النمل، وقد اثبت المؤتمر انه دليل على رفع مكانة المرأة، في مقابل الفجور في الغرب!
وقدم بحث حول جواز حديث النملة مع الرجل من الناحية الفقهية، وقد تم بحث في السؤال التالي «هل يجوز الحديث مع انثى الحيوانات» واختلف القوم في هذه القضية، بين محلل ومحرم، او وجود محرم مع تقليد صوت انثى الحيوان، كالبقرة او الشاة..!
وقد انتهى المؤتمر العالمي على خير، على وعد ان يقام المؤتمر سنويا، والسنة المقبلة ستكون حول اسم الذئب الذي لم يأكل النبي يوسف! وفي ختام المؤتمر تم اعلان القائد الملهم عجاج السابع والعشرين بانه «الزعيم المؤمن المؤتمن والخليفة السادس للمسلمين»!
وسكت عن الكلام المباح بعد ان زلق وطاح
***
سأتوقف عن الاستمرار في الكلام المباح عن حميرستان، لاسباب خاصة جدا، على ان انشرها او تنشرني لاحقا... مع الاعتذار!
***
للاعلانات في رمضان طعم خاص، هذه السنة الاعلانات لم تكن بالمستوى المطلوب، الظاهر ان الوضع الاقتصادي «مشلخهم»، ولكن اجمل ما شاهدت هو اعلان «فيفا»، وفيه تقدير لمحمد بلال، وهو رجل المرور الذي كثيرا ما نشاهده في لفة شارع دمشق، ففي عز الحر، والبرد ينظم السير بكل هدوء، باناقة لافتة وابتسامة لاتفارقه، حتى اصبح صديقا للجميع..!
***
في مسلسل اخوان مريم، عندي سؤال واحد، شنو بالضبط اللهجة التي يتكلمون فيها، لاهي حضرية، ولا بدوية... ما ادري شنو!
جعفر رجب
[email protected]