غازي القصيبي ... آخر المهمات

1 يناير 1970 03:28 م
| الرياض - من صبحي رخا |

توفي أمس، وزير العمل السعودي غازي القصيبي عن عمر ناهز الـ 70عاما... رحل الوزير والشاعر وفارس الكلمة في صمت، وسكت القصيبي أخيرا عن الكلام المباح بعد حياة حافلة ملأها صخبا وضجيجا بقصائده التي تجاوزت أحيانا حدود المباح والمسموح وأحدثت جدلا كبيرا، خصوصا قصائدة السياسية والتي أغضبت إحداها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز.

رحل الوزير والشاعر والديبلوماسي السابق منصبا، وقبل كل ذلك وبعده، سفير الكلمة التي كانت منصبه الحقيقي وعرشه على قلوب الناس، بعد معاناة مع المرض استمرت خلال الأشهر الستة الماضية إثر إصابته بجلطة في المخ عولج منها لفترة في الولايات المتحدة.

وبعد تعافيه من آثار الجلطة، توجه القصيبي الى البحرين قبل نحو شهر لقضاء فترة نقاهة، وعاد الى الرياض أخيرا حيث أدخل الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تراجع حاله الصحية، ووافته المنية في المستشفى صباح أمس.

يشار إلى أن الوزير والشاعر غازي القصيبي من مواليد مدينة الهفوف في المنطقة الشرقية في 2 مارس 1940 وهو وزيرا للعمل منذ 2005، وتولى قبلها ثلاث وزارات، هي الصناعة - الصحة - المياه، كما تولى عددا من المناصب الأخرى.

اشتهر القصيبي وعرف على نطاق العالم العربي، بسبب أدبه وقصائده قبل توليه أي مناصب رسمية، فهو أولا وأخيرا أديب وقاص وشاعر وله منشورات عدة، ويعد كتابه «حياة في الإدارة» أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن، ووصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من 60.

قضى القصيبي في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة، ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا. أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير «حياةٌ في الإدارة».

ومن أبرز أعماله الروائية «شقة الحرية» و«دنسكو» و«أبو شلاخ البرمائي» و«العصفورية» و«سبعة» و«سعادة السفير» و«الجنيّة».

أما في الشعر فلديه دواوين «معركة بلا راية» و«أشعار من جزائر اللؤلؤ» و«للشهداء» و«حديقة الغروب».

وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات «في عين العاصفة» التي نُشرَت إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها «التنمية، الأسئلة الكبرى» و«عن هذا وذاك» و«باي باي لندن ومقالات أخرى» و«الأسطورة ديانا» و«أقوالي الغير مأثورة» و«ثورة في السنة النبوية» و«حتى لا تكون فتنة».

مُنح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة رفيعة المستوى من دول عربية وعالمية. ولديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية كثيرة.

ومن المفارقات المثيرة، أن القصيبي الذي عانى قبل وفاته من جلطة في المخ ستدور روايته الأخيرة عن مرض الزهايمر، وفق مانشرت صحيفة «الجزيرة» امس. وكتبت إنه بعد أيام قليلة ستصدر النسخة الأولى من قصة «الزهايمر» للقصيبي، وهو ثالث عمل يصدر له هذا العام.

ونقلت عن عيسى أحوش صاحب «دار بيسان» اللبنانية، انّ القصيبي كتب وصحّح مسودة الأقصوصة- كما وسمها- بقلمه وراجعها في شكل نهائي، وهي الآن في الطريق للقارئ.

يذكر ان وزارة الإعلام السعودية وجهت اخيرا بفسح جميع كتب القصيبي، بعد ما بادر عبد العزيز خوجة، وزير الإعلام، بإصدار قرار يقضي برفع الحظر المفروض على مؤلفات القصيبي المثيرة للجدل، والتي واجه بسببها نقداً واسعاً، من أبرزها رواية «شقة الحرية».