نفى أمس، الصحافي البريطاني روبرت فيسك، مراسل صحيفة «الإندبندنت» في بيروت، أي علاقة له بكتاب قصة حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الصادر في القاهرة ويحمل اسم فيسك مؤلفاً له، وقال انه وقع ضحية عملية تزييف كبيرة استغل فيها اسمه من دون علمه، وقال انه حاول أن يتحرى عن الفاعل الحقيقي لعملية النصب هذه، فلم يهتد إلى نتيجة بسبب الفوضى التي تعم سوق النشر في مصر، لكنه اتهم في شكل غير مباشر، لكنه واضح، «دار نشر مدبولي» القاهرية بالوقوف وراء هذا العمل.
ففي تقرير مطول له أمس، سلط فيه الضوء على ازمة النشر وحقوق النشر في العالم العربي، قال فيسك أنه تلقى في بيروت طرداً صغيراً من صديق له في القاهرة تضمن نسخة من الكتاب الواقع في 272 صفحة من الحجم الكبير والمطبوع طباعة أنيقة ويحمل عنوان «صدام حسين من المهد إلى الشهادة» وفي الزاوية اليمنى من الغلاف كان اسمه كمؤلف الكتاب مكتوباً بخط مزخرف ومطبوعاً بأحرف من ذهب، أما الناشر فهو دار نشر غير معروفة تدعى «إبدأ».
ومع أن فيسك معروف بموقفه المعارض للحرب على العراق، إلا أنه اشتهر طوال سنوات عمله الطويلة في الشرق الأوسط بمقالاته المعارضة للسياسة التي انتهجها صدام حسين وسلط الضوء على الجرائم العديدة التي ارتكبها بحق الشعب العراقي، لكن الكتاب المزيف جاء خالياً من أي إشارة إلى تلك الجرائم، خصوصا جريمة قصف قرية حلبجة الكردية بالغاز السام، ما أثار غيظه ودفعه للبحث عمن ارتكب بحقه هذه الإساءة.
وسافر فيسك إلى القاهرة وبدأ حملة التحري بمساعدة صحافي مصري صديق له يدعى صائف نصراوي وسائق سيارة أجرة خبير بأحياء القاهرة وأزقتها يدعى ياسر حسن، على اعتبار أن سائق التاكسي في القاهـــــــــــــــــرة أفضل من يساعد
المحتاج إلى مساعدة إذا عرف منه بالضبـــــــــــــــــط ماذا يريد، وفقاً لفيسك. وبمساعدة سائق التاكسي، وصل فيسك إلى مكاتب دار نشر «إبدأ» في شارع كورنيش النيل رقم 953 في القاهرة القديمة، فوجد على الباب يافطة تقول «إبدأ – دار الإبداع للصحافة والنشر والتوزيع». وأبلغته سيدة تعمل في
المكان بعد أن اتصلت برئيستها التي كانت موجودة في تلك اللحظة في معرض الكتاب فـــــــــــــــــي القاهـــــــــــــرة، أن الدار لم تنشر الكتاب الذي يحمل اسمه عن صدام.
ونظراً لأن الكتاب حمل أيضاً إضافة إلى اسم الناشر تفاصيل تسجيله من أجل التوزيع لدى الحكومة المصرية، أي من المفروض أنه حصل على موافقة الرقابة على الكتب، قرر فيسك التوجه إلى دار الكتب المصرية التابعة لوزارة المعارف، فالتقى هناك المسؤولين في الدار الذين أكدوا له أن الكتاب مسجل لديهم وحصل على ترخيص للنشر في 30 مايو 2007، لكن سجلات الدار لم تحمل اسم الشخص الذي قدم الطلب للحصول على الترخيص، سوى أنها حملت عنواناً فقط من دون اسم هو شارع حسن رمضان رقم 13 في حي الدقي بالقاهرة.
توجه فيسك إلى شارع حسن رمضان، فوجد أن رقم 13 هو مسجد مبني تحت مستوى الشارع ولدى اقترابه مع مرافقيه المصريين من الدرج المؤدي إلى المسجد سمعوا صوتاً منبعثاً من الداخل كان صوت صلاة تتلى على روح ميت. ولدى الاستفــــــــــــــــسار من بواب المسجد عمّا إذا كان هناك أي شخص يعمل بالنـــــــشر في المكان أو في المباني الواقعة خلـــــــــــــــــفه، نفى الرجل نفياً قاطعاً أن يكون هنـــــــــــــاك أي شخص كهذا.
في تلك الأثناء صعدت على الدرج سيدة كانت مرتدية زياً أنيقاً، أكدت هي الأخرى أنه لا يوجد في المكان أي شخص يعمل في النشر، لكنها أشارت إلى أن «شخصاً لطيفاً يدعى مجدي شكري كان موجوداً هناك قبل فترة». ويبدو أن فيسك أجرى تحقيقاً موسعاً في قضايا سرقة حقوق النشر في العالم العربي قبل مجيئه إلى القاهرة، فساورته الشكوك لدى سماع اسم مجدي شكري بأن الرجل يعمل لحساب «دار نشر مدبولي» في القاهرة، وأن شكري أقام في شارع حسن رمضان فقط لفترة قصيرة لمقتضيات تسجيل الكتاب في دار الكتب المصرية، وغادر هذا العنوان بعد انتهائه من هذه المهمة.
فتوجه فيسك إلى «دار مدبولي» في شارع البطل أحمد عبدالعزيز رقم 45 في القاهــــــــــــــــــــرة. فطلب من أحد العاملين هناك نسخــــــــــــــــــــة من كتاب «حياة صدام»، فسأله الرجل «أتقصد كتاب روبرت فيســـــــــــــــــك»؟ فأجاب «أجل بعينه». لم يكن الكتاب معروضاً على الرف، فصعد الموظف إلى الطابق العلوي وأخرج نسخة كانت مخبأة من وراء كومة كتب وطــــــــــــلب من فيسك 30 جنيهاً مصرياً ثمناً للكتاب. ثم عرّف الموظف نفـــــــــــــسه باسم «محمود» وسأل فيسك عن سبب طلبه هذا الكتاب بالـــــــــذات. فقال له فيــــــــــــــــسك «لأنه يحمل اسمي على الغلاف. وأنا لم أكتب هذا الكتاب»، وقدم له بطاقته الشخصية ليثــــــــــــــــبت له ذلك. وضحك محمود بصوت عالٍ. عندها سأله فيسك ما إذا كان يعرف شخصاً باسم مجدي شكري. فأجاب محمود «نعـــــــــــــم. إنه صديق حميم لي. لكنه تركنا منذ فترة ويعيش الآن في مدينة 6 أكتوبر. وهذا رقم هاتفه».
فطلب فيسك الرقم في الحال من هاتفه النقال، فكان الخط مقفلاً. فأعطاه محمود رقماً آخر. فردت على المكالمة سيدة رفضت أن تعطي اسمها أو عنوانها. ثم أغلقت السماعة.
عند هذا الحد تدخل مرافقا فيسك ونصحاه بالكف عن عملية البحث عن مجدي شكري وقالا له ان تسعة ملايين نسمة يعيشون في مدينة 6 أكتوبر وليس من السهل العثور فيها على شخص بهذا الاسم من دون عنوان، علاوة على أن آلافاً من الأشخاص في مصر يحملون الاسم ذاته من ضمنهم وزير خارجية مصري سابق.
فوقّع فيسك على النسخة التي اشتراها من «مكتبة مدبولي» وأهداها إلى سائق التاكسي.
لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - ا ف ب - رسم الرئيس جورج بوش مشهدا ايجابيا للوضع في العراق محذرا من انه لن يجازف بالتقدم الذي انجز بالاسراع في سحب القوات الذي قد يظهر الولايات المتحدة بانها «نمر من ورق».
وأكد في خطاب القاه في لاس فيغاس نجاح الاستراتيجية التي انتهجت في 2007 مع ارسال 30 الف جندي اميركي اضافي رغم انها اثارت جدلا.
وقال بوش ان «كثيرين يتساءلون: والان ما العمل السيد الرئيس؟» في اشارة الى التساؤلات حول عديد القوات.
وتابع: «اقول لهم: اننا قطعنا اشواطا كثيرة في تلك الساحة الكبيرة من الحرب على الارهاب كي نؤمن النجاح».
لكنه أكد انه لن يجازف بالتقدم الذي تحقق خلال 2007. وقال ان «الفشل في العراق سيكون بمثابة القول الى المارقين والقتلة ان الولايات المتحدة هي نمر من ورق. الفشل في العراق سيشجع المتطرفين الاخرين في الشرق الاوسط. الفشل في العراق سيشجع ايران.
مصلحتنا الاستراتيجية هي النجاح. وسننجح».