أصغر رئيس للبرلمان انتُخب في «عهوده» 4 رؤساء للجمهورية
وفاة كامل الأسعد عن 82 عاماً
1 يناير 1970
06:03 م
|بيروت - «الراي»|
توفي فجر امس الرئيس السابق للبرلمان اللبناني كامل الاسعد عن عمر يناهز 82 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً وراءه نحو نصف قرن من العمل السياسي واكب خلاله ابرز المحطات في تاريخ لبنان الحديث بـ «حلوها ومُرّها».
ولد الأسعد العام 1928 في بلدة الطيبة - مرجعيون (الجنوب) وكان والده أحمد من قبله زعيماً جنوبياً ورئيساً لمجلس النواب. تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مدرسة الحكمة لينتقل بعدها الى باريس محصلاً اجازة في الحقوق والعلوم السياسية والادارية من جامعة السوربون عام 1952.
دخل الحياة السياسية باكراً العام 1953 ما ان بلغ الـ25 من عمره، وانتخب نائباً عن دائرة مرجعيون وكان في احدى الدورات نائباً مع والده في المجلس نفسه، واستمر عضواً في البرلمان حتى العام 1992 أي 39 عاماً من دون انقطاع.
وشغل منصب وزير التربية في حكومة الرئيس رشيد كرامي العام 1961 ومن ثم عيّن في العام 1966 وزيراً للموارد والصحة في حكومة عبدالله اليافي.
ترأس البرلمان في سنتي 1964 و 1968 وكان أصغر رئيسٍ للمجلس، وفي أيامه انتخب شارل حلو رئيساً للجمهورية (العام 1964)، ثم انتخب الأسعد مجدداً رئيساً من دون انقطاع بين عامي 1970 حتى 1984 حيث ترأس عملية انتخاب الرئيس الياس سركيس (العام 1976) وسط ظروفٍ أمنية دقيقة.
ولعلّ ابرز المحطات «الاشكالية» التي طبعت مسيرة الراحل، كانت العام 1982 حين لعب الأسعد دورا بارزاً في ايصال قائد القوات اللبنانية آنذاك بشير الجميل لمنصب رئاسة الجمهورية (في 23 اغسطس) بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، علماً ان الجميّل اغتيل بعد 22 يوماً من انتخابه اي في 14 سبتمبر من العام نفسه، فانتُخب مكانه شقيقه امين الجميّل (في ظل رئاسة الأسعد لمجلس النواب).
ويذكر ان الأسعد انكفأ عن العمل السياسي بعدما خسر في الانتخابات النيابية التي جرت أواخر القرن الماضي.
تزوج كامل الأسعد من غادة الخرسا ولهما ثلاثة أولاد : أحمد رئيس تيار الانتماء اللبناني ، ايمان ومها وقد انفصلا بعد ذلك. ثم تزوج من لينا سعد وانجبت له: خليل وعبد اللطيف توأمان ثم وائل.
وقد نعى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان «الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا وفاة الاسعد عن عمر قضى معظمه عاملا في حقل الخدمة العامة فكان رجل سياسة ودولة اتسم بالانفتاح والتعاون في العمل لما فيه مصلحة الوطن».
وأثنى قبلان على مزايا الراحل بانه «كان رجلاً وطنياً كبيراً وصاحب مواقف صلبة لم يشتر ولم يبع في مواقفه اذ كان حازماً في القضايا الوطنية وكانت إسرائيل عدوه الوحيد، وكان همه الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقراره».