• ماذا عن الاحتفال هذا العام بثورة 23 يوليو؟
- ان احتفال مصر بعيد ذكرى ثورة 23 يوليو يأتي باعتبارها تمثل نقطة تحول ليس فقط على مستوى المجتمع المصري، وانما ايضا على مستوى العالم العربي ودول العالم الثالث ككل.
والثورة ليست فقط تغييرا في نظام الحكم والحاكم، وانما هي نهضة حضارية تقدمية شهدتها مصر وشهدها معها العالم العربي في مختلف مجالات العمل سواء الاقتصادي او الثقافي او الاعلامي وفي مختلف المجالات الاخرى والتي كانت الاساس الذي نبني عليه اليوم في عالمنا العربي.
لذلك فان ثورة 23 يوليو تمثل وبلا جدال نقطة تحول، ويذكر لثورة 23 يوليو دورها في دول العالم الثالث من خلال دعم حركات التحرر ومناهضة الاستعمار، وعدم الانحياز وكل الاهداف الاخرى والسياسات التي اصبحت الان مكونا اساسيا في منظومة العلاقات الدولية.
مبادئ هذه الثورة ما زالت قائمة، وما زالت اهدافها النبيلة مستمرة ونحرص على تحقيقها، مع الحرص على تطويرها بما يتلاءم مع التحديات الموجودة في عالمنا المعاصر.
• كيف يتم التفاهم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك سياسياً بين مصر والكويت... وما الموعد المقترح لاجتماع اللجنة المشتركة هذا العام وأين ستعقد، وماذا تحقق من نتائج بعد سبع دورات من الاجتماعات؟
- ان العلاقات الثنائية بين البلدين، الكويت ومصر يحكمها اتفاق في الرؤى ما بين القيادتين المصرية والكويتية وتوافق حول مختلف مجالات العمل ليس فقط الثنائي وانما على مستوى الوطن العربي ككل.
ومنها مثلاً مبادرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لعقد القمة العربية الاقتصادية في الكويت والتي كانت فكرة مشتركة بينه وبين الرئيس حسني مبارك، وهذا يدل على حرص القيادتين ليس على مستوى شعبي البلدين، ولكن على مستوى شعوبنا العربية، وهي استجابة لأماني المواطن العربي أينما كان من المحيط الى الخليج.
أما في ما يتعلق باجتماع اللجنة المشتركة هذا العام والتي تتميز بأنها من أكثر اللجان المصرية المشتركة انتظاماً وانجازاً ونشاطاً وتثمر دائماً عن نتائج تدعم مسيرة العمل المشترك، فمن المقرر ان تعقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة في القاهرة في النصف الثاني من العام الحالي.
• وكيف هي الترتيبات لانعقاد القمة العربية الاقتصادية الثانية في القاهرة في اطار الاهتمام المصري بالشأن الاقتصادي العربي وضرورة تطويره؟
- ان القيادة المصرية حريصة كل الحرص على دعم العمل العربي المشترك في مختلف مجالاته، ولكن لا جدال بأن البعد الاقتصادي يمثل بعداً حيوياً في تطوير العلاقات العربية، وبالتالي كانت القمة الاقتصادية العربية الأولى في الكويت، وادراكاً من القادة العرب لنجاح هذه القمة وأهدافها فقد قررت اللجنة الخماسية العربية التي عقدت في ليبيا أخيراً قررت ان تحتذي بهذا المثال وعقد قمم عربية تشاورية موضوعية في مختلف المجالات، وذلك استفادة من التجربة الفريدة التي تمثلت في المبادرة المشتركة لعقد القمة العربية الاقتصادية الأولى في الكويت.
وهذا في اعتباري اصدق نجاح واصدق تقييم لنجاح القمة الاقتصادية العربية في الكويت، خصوصاً ان هذه القمة تميزت بأنها لم تكن قمة حكومات فقط ولكن كان فيها دور لمؤسسات المجتمع المدني العربية، وهذه سابقة ومهمة للغاية في اطار العمل العربي المشترك.
وبالتأكيد فإن القمة العربية الاقتصادية الثانية التي ستستضيفها مصر في بداية العام المقبل سوف تشهد مزيداً من التواصل في هذه المسيرة، لأن العمل الاقتصادي طويل الأجل ويحتاج الى جهود متواصلة لتحقيقه.
ولعل البوادر على هذا النجاح حرص الدول العربية على تحقيق التكامل الاقتصادي بينها في البنية التحتية من خلال شبكة الطرق وخطوط الكهرباء والغاز وخطوط السكك الحديد وما الى ذلك والتي ستمكن من سهولة الانتقال سواء للافراد او البضائع وحركة التجارة.
وان اساس العمل العربي المشترك يتمثل في البعد الاقتصادي، لهذا نتطلع الى انعقاد القمة الاقتصادية العربية المقبلة التي ستستضيفها مصر ولنا الشرف، ونأمل ان نواصل المسيرة التي بدأت في الكويت.
• يلاحظ دائماً الاهتمام المصري بأمن منطقة الخليج والربط بينه وبين أمن منطقة البحر الأحمر... هل في هذا بُعد قومي عربي لمثل هذا الاهتمام؟
- بالتأكيد لانه بالنسبة لمصر فإن أمن منطقة الخليج يمثل بعداً مهماً بالنسبة للأمن القومي المصري، لذلك فإن القيادة المصرية حريصة دائماً على التشاور مع الاشقاء في دول الخليج خصوصاً في الكويت لمواجهة التحديات التي تواجهنا في المنطقة، وبطبيعة الحال فإن أمن البحر الأحمر وأمن منطقة الخليج مرتبطان ارتباط قومياً لذلك نحرص على العمل معاً في سبيل تحقيق الأمن في المنطقة، وتوفير البنية التي تسمح لانطلاقه عملية التنمية الشاملة في هذه المنطقة.
• ماذا يمكن ان تحقق القمة العربية - الافريقية المقررة في ليبيا في شهر اكتوبر المقبل في اطار التعاون العربي الافريقي؟
- الحقيقة ان جزءاً كبيراً من العالم العربي متواجد في القارة الافريقية ومرتبط بها، وهناك ابعاد تجارية وثقافية ودينية وجغرافية تجعل الارتباط ما بين العالم العربي والعالم الافريقي ارتباطاً وثيقاً وحيوياً ومصيرياً.
وبالتالي فنحن حريصون على اهمية التقارب بين هذين العالمين بما يحقق مصالح الطرفين، لأن مجالات التعاون العربي الافريقي متوافرة والقارة الافريقية تمتلك الامكانيات الضخمة والتي لم تستكشف بعد، ولا بد من تحقيق التكامل العربي الافريقي بما يوفر العائد للعالمين العربي والافريقي ولمجتمع دول العالم الثالث، والانطلاقة المقبلة ستكون من هذين العالمين العربي والافريقي إن شاء الله.
• ولماذا يقال بأن الدور المصري تراجع في القارة الافريقية، ما تسبب أخيراً في ازمة المياه مع دول حوض النيل؟
- لا اتفق مع هذه المقولة، ذلك ان دور مصر في القارة الافريقية متواصل وممتد تاريخياً ومرتبط اقتصادياً حيث ان مصر عضو في المنظومة الاقتصادية التي تشمل 20 دولة افريقية، وهناك جهود بين هذه الدول في سبيل التكامل الاقتصادي والاستثمار والتعاون المشترك بين مختلف دول القارة الافريقية ولدى مصر استثمارات في عدة دول افريقية من بينها اثيوبيا وكينيا ونيجيريا ودول افريقية، لذلك لا اتفق مع هذه المقولة واؤكد بأن دور مصر متواصل، اما في ما يخص الاستفادة من مياه حوض النيل فإن مبادرة مياه حوض النيل والخاصة بالاستفادة من الموارد المائية المتاحة فإنه يوجد 1600 مليار كيلومتر مكعب تتواجد في هذا الحوض والاستخدام من هذه المياه محدود وفيه كثير من الاهدار.
ومبادرة الاستفادة من مياه حوض النيل تمت وفقاً لتوافق الرؤى ما بين دول الحوض لكيفية الاستفادة من هذه الموارد، وهذه المبادرة باقية والتي نسعى إلى تحقيقها بين دول حوض النيل.
• وماذا يمثل الاهتمام المصري الدائم في سبيل القضية الفلسطينية، وجهد القيادة المصرية في هذا الشأن؟
- ان تاريخ مصر مع القضية الفلسطينية مشهود ومعروف، ومصر تبنت القضية الفلسطينية منذ البداية وسعت وضحت بالكثير من اجلها، وذلك من منطلق ايمان مصر بعداله القضية الفلسطينية وضرورة انشاء الدولة الفلسطينية.
ولعل مبادرة السلام العربية التي اقرت في قمة بيروت العربية عام 2002 وضعت الخطوط الاستراتيجية لكيفية تحقيق امال الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وان الجهد المصري ومنذ عام 2005 يسعى إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية إلى جانب الجهود العربية من خلال مبادرة السلام العربية المطروحة، لأن تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية سوف يمكن من توحيد كلمة الشعب الفلسطيني من خلال ممثل في عملية التفاوض في سبيل انشاء الدولة الفلسطينية.
وستظل جهود مصر في هذا السبيل متواصلة ومستمرة وتهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من انشاء دولته وتحقيق اماله على ترابه وفق مبادرة قمة بيروت العربية، وبما يحقق السلام الشامل في المنطقة العربية؟
< p>