في ندوة «اكتشف الإسلام بداخلك»
المفكر البريطاني إدريس توفيق: كل الطرق تؤدي إلى الله
1 يناير 1970
04:41 ص
| القاهرة - من هبة خالد |
«علينا أن نبحث عن الإسلام في قلوبنا، وأن نتجه إلى طريق الإسلام الصحيح»... هذا ما أكد عليه المفكر البريطاني إدريس توفيق - في الندوة التي أقيمت الأسبوع الماضي في ساقية الصاوي بالقاهرة - تحت عنوان «اكتشف الإسلام بداخلك مرة أخرى».
توفيق تحدث عن كيفية اكتشاف الإسلام بداخلنا ورسالتنا في الحياة من خلال فهم وإعادة اكتشاف الإسلام بطريقة صحيحة.
وتطرق توفيق إلى الحديث عن معجزة الإسراء والمعراج، ليعرج من خلالها إلى فلسطين، مشددا على أن فلسطين تعتبر أكبر امتحان للمسلمين، وأكد توفيق أن المسلمين لم يعودوا يهتمون بفلسطين بشكل كافٍ.
وقال: من اليسير أن يصبح الإنسان مسلما، ولكن من الصعب أن يحافظ على إسلامه، لذا لابد أن نعيد اكتشاف الإسلام بداخلنا مرة أخرى من خلال القراءة المتدبرة والمتأنية للقرآن الكريم والتفكير في ملكوت السماوات والأرض.
موضحا أن لدى الإيطاليين مقولة شهيرة نصها «كل الطرق تؤدى إلى روما»، لكنه يرى أنه بالنسبة للمسلمين فإن «كل الطرق لا تؤدي إلى روما، ولكن تؤدي إلى الله، ولنكتشف هذه الحقيقة مرة أخرى».
وطالب توفيق المسلمين بالعودة إلى القرآن الكريم والمواظبة على التلاوة والإبحار في سيرة النبي الكريم والتدبر في آيات الله الكونية.
القس الذي اعتنق الإسلام
على يد الصبي «ماسح الأحذية»
كتب عبدالله متولي
على ذكر المفكر البريطاني ادريس توفيق رأينا انه من المناسب أن نعطي القارئ الكريم نبذة مختصرة عنه خاصة وانه صاحب قصة من أروع قصص التحول من المسيحية إلى الإسلام... وما جعل قصته جديرة بالاهتمام والمتابعة انه لم يكن مجرد شخص يدين بالمسيحية، بل كان أحد قساوسة الفاتيكان، والأعجب من هذا انه لم يعتنق الاسلام بعد قراءة وبحث وتفكر كما فعل الكثيرون، لكن انتقل الى الاسلام على يد صبي مصري يعمل ماسح أحذية، وكان ذلك قبل عشر سنوات.
يؤكد القس البريطاني الذي أسلم وسمى نفسه ادريس توفيق انه لم يعرف عن الاسلام أكثر مما يعرفه الغرب عنه مثل قطع الأيدي وضرب النساء.
وأشار في حديث له عبر برنامج «48 ساعة» الذي تبثه قناة «المحور» الفضائية، الى أن دخوله الاسلام لم يأت عن طريق قراءته للقرآن، أو عن طريق مقابلة مع أحد المشايخ، أو عن طريق برنامج تلفزيوني أو غيرها من الطرق التي قد تجعل الإنسان يتحول بتفكيره من ديانة الى ديانة أخرى، لكن اعتناقه للإسلام جاء عن طريق مقابلته لصبي صغير يعمل ماسحاً للأحذية خلال زيارته لمصر قبل عشر سنوات.
ثم قال: عندما رأى الطفل بشرتي البيضاء تهلل وجهه بابتسامة كبيرة وقال لي «السلام عليكم» وهذا كان بداية معرفتي الحقيقية بالإسلام، وخلال اسبوع قضيته في القاهرة، كنت أمر على هذا الصبي وتعلمت منع بعض الكلمات العربية، وعندما كنت أسأله عن حاله كان يرد دائماً «الحمد لله».
ويتابع: رجعت الى لندن حيث كنت أعمل مدرساً للديانات في إحدى المدارس، وكان جميع التلاميذ من أصل عربي ومسلمين، وفي هذا التوقيت لم أكن أعرف شيئاً عن الاسلام فقررت ان اقرأ كي أحصل على المعلومات، فكان حبي يزداد للاسلام كلما قرأت أكثر، ووجدت عينيّ تفيض بالدموع كلما مررت على
ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعندما جاء شهر رمضان طلب مني الاطفال في المدرسة مكاناً للصلاة، ولم يجدوا سوى الفصل المخصص لي لأنه كان يحتوي على سجادة، ومن هذا بدأت أراقب تصرفاتهم اثناء الصلاة، ومع نهاية رمضان استطعت تعلم الصلاة بمساعدة الاطفال، وكنت أصوم معهم طوال الشهر.
أما عن قرار اعتناقه للاسلام فقال: استغرق مني عاماً ونصف العام منذ مقابلة الصبي وحتى الاشهار، وكنت أقوم خلال هذه الفترة بالتفكير والقراءة بشكل مكثف، كما تعرفت خلال هذه الفترة على كثير من المسلمين وكنت سعيداً بوجودي معهم، واكتشفت انهم ليسوا بالصورة التي رسمها الاعلام الغربي عنهم.
نهاية حديثه وجه ادريس توفيق رسالة الى الشاب الذي تسبب في اسلامه قائلاً: هذا الصبي لا يعرف انني أسلمت ولكنه سيفاجأ يوم القيامة عندما تقرأ حسناته الملائكة انه كان سبباً في اعتناق الكثيرين للاسلام من خلالي.