في محاضرة بمكتبة الإسكندرية
فاروق الباز: العالم لا يمكنه إغفال المساهمات المصرية والعربية في مجال علوم الفضاء
1 يناير 1970
11:09 ص
|الإسكندرية (مصر) - «الراي»|
ألقى العالم المصري ومدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الدكتور فاروق الباز محاضرة بعنوان «تجربة ناسا... رحلة القمر ودراسة المريخ»، وذلك في إطار سلسلة محاضرات المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية IPS -2010 والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية تحت عنوان: «الإسكندرية مهد علم الفلك».
في بداية المحاضرة حث الباز العلماء على الاستفادة من التجربة الناجحة لمشروع «أبولو» التابع لوكالة «ناسا» بالولايات المتحدة الأميركية، والذي استهدف هبوط البشر على سطح القمر، مؤكدا أن «أبولو» من أعظم الإنجازات البشرية، وأبرز مثال على إمكانية نجاح المشروعات العلمية، لأنه اعتمد على تحقيق هدف معين تم تحديده منذ البدء في المشروع، وهو الذهاب إلى القمر، والعودة إلى الأرض، والتحضير للمهمة خلال عشر سنوات، مع توفير الأدوات والتمويل اللازم لتحقيق هذا الهدف.
وتحدث الباز عن أهم التحديات التي يواجهها العالم في مجال العلوم والفضاء في المستقبل، ومنها ظاهرة الحمم الشمسية، وهو التحدي الذي يواجه العلماء في الفترة الحالية، والذي يجب أن يفكر الإنسان في آثاره خلال الأعوام المقبلة. ونبه إلى أن الدراسات أثبتت أن الدورة الشمسية ستكون أكثر كثافة في المرات المقبلة ما سيؤثر على الحمم الشمسية، وهي طاقة وإشعاع هائل سينطلق من الشمس ويؤثر على الأرض والنظم الكهربائية الخاصة بها.
وعن مهمة وصول الإنسان إلى كوكب المريخ، قال العالم المصري: إن هذه المهمة تجول في أذهان العلماء والباحثين منذ سنوات لسبب مهم هو أن كوكب المريخ يمكن أن يدعم الحياة البشرية عليه، لأنه يحتوي على الثلج الذي يمكن أن يتحول إلى مياه، كما أنه يحتوي على غلاف جوي ما يجعل هناك إمكانية لوجود الإنسان عليه لفترة طويلة.
وأضاف: «ان جهود العلماء في الوصول إلى المريخ تواجهها بعض العقبات، منها أن رحلة الوصول إليه تستغرق من ستة إلى تسعة أشهر باستخدام التكنولوجيا الحالية، ولذلك يجب التوصل خلال الأعوام المقبلة إلى وسيلة تنقل مختلفة للوصول إلى المريخ في فترة زمنية أقل ودعم احتياجات رواد الفضاء من الأكسيجين والطعام».
وأكد الباز أن العالم لا يمكنه إغفال المساهمات المصرية والعربية في مجال علوم الفضاء، فإن الإنجاز الكبير الذي حققه الإنسان في الصعود إلى القمر لم يكن ليتحقق من دون إنجازات عدد هائل من العلماء المسلمين، فقد مثلت مساهمات العلماء مثل جابر بن حيان وأبو الفداء والبيروني الأسس العلمية السليمة التي اعتمد عليها العالم في تطوير علوم الفضاء إلى يومنا هذا.
وأشار إلى أنه حرص على ربط الثقافة المصرية والعربية بالإنجازات التي توصل إليها العلماء خلال مشروع «أبولو»، فقد حمل رواد الفضاء سورة الفاتحة معهم أثناء رحلتهم إلى القمر، كما تمت تسمية أحد معالم كوكب المريخ باسم «القاهرة».
وفي الختام، أكد الباز أن شحنة الأمل التي يتمتع بها في حياته وعمله تأتي من كهرباء مصرية خالصة، مشيرا إلى أنه يؤمن بعبقرية العقول المصرية الشابة، التي يمكن أن تقود مصر إلى النهضة والتقدم العلمي بالتعليم وحصولها على الدعم الذي تستحقه.